سورية: النظام يقترب من القصير والمعارضة تصمد

نشر في 24-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 24-04-2013 | 00:01
No Image Caption
• الإفراج عن المطرانين المختطفين • إسرائيل تؤكد استخدام «الكيماوي» وكيري يشكك
واصلت القوات الموالية لنظام بشار الأسد ومقاتلو «حزب الله» هجومهم الضاري على منطقة القصير في حمص، واقتربوا أكثر من مدينة القصير التي تعتبر معقلاً للمعارضة، في وقت تمكن المقاتلون المعارضون من الصمود حتى الآن في المعركة التي وصفها الأسد بأنها أساسية، وبأنه يجب أن تنتهي لمصلحته مهما كان الثمن.

تواصلت المعارك العنيفة أمس في منطقة القصير في محافظة حمص وسط سورية الواقعة قرب الحدود اللبنانية بين القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد والميليشيات التابعة لها ومقاتلي حزب الله من جهة، وبين  مقاتلي المعارضة السورية من الجهة الأخرى.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن أمس إن «القوات النظامية تقود المعركة على الجبهتين الشمالية والشرقية في منطقة القصير، في حين يخوضها حزب الله على الجبهتين الجنوبية والغربية» القريبتين من الحدود.

وأشار عبدالرحمن، الى أن السيطرة على مدينة القصير أصعب من السيطرة على البلدات المحيطة بها بسبب «المقاومة الضروس للمقاتلين الذين يتمتعون بمعنويات مرتفعة»، مضيفاً: «هم مستعدون للموت في الدفاع عنها، ولا يمكن القوات النظامية استعادتها الا في حال دمرتها بالكامل». وأعلنت صفحات معارضة عن تمكن المقاتلين من صد بعض الهجمات واعادة السيطرة على بعض القرى.

من جهته، قال مصدر عسكري رسمي إن «الجيش يواصل تقدمه في ريف القصير حيث تمت السيطرة على معظم البلدات المحيطة بمدينة القصير، التي يعتبر موضوع السيطرة عليها مسألة أيام لا أكثر»، وأضاف أن «العملية تهدف الى منع دخول المجموعات الارهابية المتطرفة الى حمص والمناطق المحيطة»، ولاحقاً «تطهير هذه المناطق لضمان عودة الأهالي».

وذكرت «سانا» ان «وحدات من الجيش السوري قضت على أعداد من الإرهابيين في ريف حمص خلال عمليات نوعية نفذتها ضد أوكارهم وتجمعاتهم الليلة الماضية (ليل الاثنين ــ الثلاثاء) وأعادت الأمن والأمان إلى عدد من القرى والمزارع غرب نهر العاصي بريف القصير».

وأوضح مصدر عسكري لـ»سانا» أنه «تم تدمير آخر أوكار وتجمعات إرهابيي ومرتزقة جبهة النصرة في عدد من القرى والمزارع غرب نهر العاصي بريف القصير وتفكيك عشرات العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون في الطرق العامة للقرى».

إلى ذلك، تم الإفراج أمس عن المطرانين الارثوذكسيين اللذين خطفا مساء أمس الأول قرب حلب شمال سورية. وأثار خطف مطراني حلب للروم الارثوذكس بولس اليازجي والسريان الارثوذكس يوحنا إبراهيم، على يد مسلحين مجهولين موجة قلق وتنديد دوليين، وكما جرت العادة، تبادل النظام والمعارضة المسؤولية عن خطفهما، في حين أشارت تقارير مجهولة المصادر إلى ان مجموعة من المقاتلين الشيشان هي من قامت بالعملية.

«كيماوي»

في سياق آخر، أكد كبير محللي المخابرات في الجيش الإسرائيلي الجنرال ايتاي برون أمس أن قوات الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية في الصراع في سورية، وقد يكون من ضمنها غاز الأعصاب.

واعتبر برون أن «صور الضحايا تظهر خروج رغوة من أفواههم وانكماش بؤبؤة العين وهي علامات على استخدام غاز قاتل»، مضيفاً: «حسب ما عرفناه فقد كان هناك استخدام للأسلحة الكيماوية. أي أسلحة كيماوية؟ ربما السارين».

وفي السياق، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إن حلف شمال الأطلسي بحاجة لبحث دوره في الأزمة السورية، بما في ذلك كيفية التحرك للتصدي لخطر استخدام أسلحة كيماوية. وقال كيري في بيان معد لاجتماع وزراء خارجية حلف الأطلسي في بروكسل، «علينا أيضا أن ندرس بشكل دقيق وجماعي كيفية إعداد حلف الأطلسي للتحرك لحماية أعضائه من أي خطر سوري بما في ذلك خطر استخدام أسلحة كيماوية»، الا أن وزير الخارجية الأميركية جون كيري، أكد أنه اتصل برئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي لم يؤكد هذه المعلومات.

النفط

على صعيد منفصل، اعتبرت وزارة الخارجية السورية، في رسالتين وجهتهما أمس لرئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، أن «قرار الاتحاد الاوروبي بالتعامل في استيراد النفط والمشتقات النفطية السورية بذريعة مساعدة السكان المدنيين ودعم المعارضة في البلاد، والتعامل حصرا مع ما يسمى الائتلاف المعارض الذي لا يمثل أحداً في سورية، هي خطوة غير مسبوقة تتعارض في إطارها القانوني الدولي مع مبدأ عدم التدخل ومع مبادئ السيادة وحق الشعوب في اختيار أنظمتها السياسية والاقتصادية دون تدخل خارجي، وهي عمل عدواني». ولفتت الخارجية السورية إلى أنه «لا يحق للاتحاد الأوروبي أو أي جهة كانت اتخاذ أي تدابير من شأنها المساس بالحقوق السيادية للدول على مواردها الوطنية بل إن دول الاتحاد تجاوزت ذلك إلى حد السماح بإمكانية استثمار هذه الموارد لمصلحة فئة تدعي أنها معارضة وتمثل الشعب السوري بينما هي لا تمثل سوى أصحابها ومصالحهم المرتبطة بالخارج».

(دمشق، تل أبيب، بروكسل ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top