باسم يوسف يتطاول على أسياده!
أصبح باسم يوسف خبراً بارزاً في القنوات العربية وكذلك الأميركية، بعد توجيه التهمة إليه والإفراج عنه بكفالة، وقد تعجب الأميركي جون ستيورات مقدم البرنامج اليومي حين بلغه خبر القبض على باسم يوسف، فخرج يقول، إنه ظن في البداية أن الرئيس مرسي سيجنّد قوته لمعالجة التضخم الاقتصادي، أو مشكلة البطالة التي بلغت 30 في المئة، أو البنية التحتية العالقة في الإنشاء، أو مشكلة التحرش بالنساء في مصر، التي أصحبت ظاهرة تناولها الإعلام الأميركي مراراً، لكن كان الأسهل من كل هذا القبض على مقدم برنامج ساخر يعرفه جيداً هو باسم يوسف، لأنه سخر من لبس الرئيس قبعة غريبة في زيارته الأخيرة لباكستان.وربطت التهمة الموجهة إلى باسم يوسف بين السخرية من الرئيس وازدراء الإسلام، لأن تهمة السخرية من الرئيس وحدها قد لا تؤتي أُكلها، وقد ذكر ستيورات أن تهمة ازدراء الأديان قد تلحق الرئيس نفسه، بعد أن أظهر مقطعاً مسجلاً له وهو يشتم اليهود ويسميهم أحفاد القردة والخنازير.
وورطة الرئيس مرسي أن كل ما يقوله مسجل، لكنه ينقلب عليه في اليوم التالي، فيلاحقه به الإعلام. مناصرو حزب الإخوان (الحرية والعدالة) يزعجهم، على ما يبدو، أن يكون الإعلام حراً ومستقلاً إلى هذه الدرجة، وهذا شرط من شروط الديمقراطية التي قبلها الإخوان، والتي من دونها لما تمكنوا من الوصول إلى السلطة، لكنهم على ما يبدو، قرروا الهبوط من "باص" الديمقراطية في المحطة التالية، وهم يسعون إلى آليتها حين تأتي في طريق محطة يقصدونها فقط، فحصار المدينة الإعلامية والبلاغات ضد الإعلاميين سيساعدان على محاصرة الإعلام وإشغال الرأي العام بمشكلات وهمية على حساب الواقعي منها، كما فعلوا مع باسم يوسف، وما كان لهذه الدعوى أن تُقبل لولا الخروقات التي سبقتها ضد قواعد الديمقراطية، التي أدت إلى فصل نائب عام مستقل وتعيين نائب عام جديد لا يمانع المزيد من الخروقات.السيد الرئيس مرسي ينتظر أن يدعمه الجميع وأولهم أميركا بالحصول على مساعدات وقروض- سمى فوائدها رسوماً إدارية، التي كانت من قبل ربا، لكنه اعتبر أن ظهور جون ستيورات معلقاً على اعتقال باسم يوسف إضرار بالدبلوماسية، رغم أن ستيورات شرح في مقطعه الخاص بباسم يوسف أنه تخصص طوال ثماني سنوات في السخرية من بوش الابن ومن قبعته، فكيف ضاق مرسي بالسخرية من قبعة واحدة، وفي فترة لم تبرد فيها دماء الثائرين بعد قوة الاحتجاجات والرفض؟ كما ينتظر مرسي أن يحصل على دعم المعارضين، وهو الذي لم يستطع أن يترك لهم برنامجاً ساخراً يحصي عليه أخطاءه المسجلة، بل وُصِف فعل باسم يوسف بأنه "تطاول على أسياده".هذا الوصف جاء في لقاء المرشد السابق لجماعة الإخوان مهدي عاكف مع جريدة "الجريدة" يوم الأربعاء الماضي، ففي رده على سؤال: ما رأيك في الإعلامي باسم يوسف؟ فأجاب: "عابث يتطاول على أسياده".هذه اللهجة المتعالية هي بحق لهجة أسياد، وقد سمعتها من أكثر من متحدث من مناصري الإخوان الذين صاروا بمفهوم وصولهم إلى السلطة "أسياداً"، وحيث توجد طبقة الأسياد توجد، مقابلها، طبقة عبيد مثل باسم يوسف وأشباهه، ولن يحررهم سوى التعلق بنظام "دستور يا أسيادنا".