لبنان: معقل «حزب الله» في مرمى صواريخ «الغراد»
• سقوط 5 جرحى بصاروخين على الضاحية... و«الجيش الحر» يعلن مسؤوليته ثم ينفي• قاووق يهدد بـ «قطع اليد» التي تطعن «المقاومة» • السنيورة: «حزب الله» فرقة إيرانية
بعد ساعات على خطاب أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله، الذي أكد فيه أن الحزب سيواصل القتال حتى النصر في سورية، تعرضت منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعتبر معقلاً للحزب، لقصف بصاروخي غراد أطلقا من منطقة مشرفة على الضاحية في جبل لبنان، وأسفرا عن إصابة 5 أشخاص بجروح طفيفة. في تطور أمني لافت في توقيته ونوعه، استفاق أهالي الضاحية الجنوبية صباح أمس على دويّ انفجارين متتاليين ناتجين عن سقوط صاروخي غراد، الأول في معرض للسيارات في منطقة مار مخايل، والثاني على إحدى شرفات الأبنية في شارع مارون مسك في الضاحية الجنوبية، في حين أعلنت قناة المنار أن صاروخا ثالثا وقع في واد مهجور شرق بيروت.وأسفر سقوط الصاروخين عن إصابة 5 أشخاص بجروح طفيفة. وعلى الفور، طوّق الجيش اللبناني المنطقة، ووصل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل إلى معرض السيارات في الشياح مكان سقوط الصاروخ الأوّل، حيث أعلن أن "الهدف من إطلاق الصاروخين خلق جو من البلبلة في البلد". وبعد ساعتين تم العثور في المنطقة الواقعة بين بسابا وعيتات (جبل لبنان) على المنصتين اللتين أطلق منهما الصاروخان.وجاء إطلاق الصاروخين كرد مباشر على خطاب أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله مساء أمس الأول، الذي أعلن فيه أن الحزب سيقاتل حتى النهاية، دفاعاً عن نظام الرئيس بشار الأسد.«حزب الله»وفي وقت التزم "حزب الله" الصمت ولم يتهم أي طرف بالوقوف وراء الصاروخين، رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق خلال دفن أحد قتلى الحزب الذي سقط في سورية في النبطية أن "الذين يقصفون الضاحية الجنوبية لبيروت إنما يريدون أن يحققوا هدفاً إسرائيلياً بامتياز".وأكد قاووق في كلمته أن "أي يد داخلية أو خارجية تريد أن تمتد لتطعن ظهر المقاومة فإنها ستُقطَع"، معتبراً أن "ما يحصل اليوم هو أن مسلسل الإرهاب يمتد من بغداد إلى دمشق إلى القصير فالضاحية، والجهة واحدة والهدف واحد والمشروع واحد، وان المصالح إسرائيلية، والإدارة أميركية، والتمويل والتسليح عربي".وأوضح قاووق أننا "لن ننجر إلى الفتنة، ولكن لن نسمح لأي قوة في الداخل أو الخارج أن تمس بقدرات ومعادلات سلاح المقاومة"، زاعماً أن "موقف حزب الله في سورية وريف القصير إنما هو يتصل مباشرة بحماية استراتيجية المقاومة بوجه إسرائيل". إداناتودان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عملية إطلاق الصاروخين، ووصف من قام بذلك "بالإرهابيين المخربين الذين لا يريدون السلم والاستقرار للبنان واللبنانيين". كما أكد رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي أمس أن الحادثة "هدفها إحداث بلبلة أمنية ومحاولة استدراج ردات فعل معينة".واستنكر رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام أمس الحادث، ووصفه بأنَّه "عمل مشبوه يرمي إلى افتعال فتنة طائفية في البلاد". وقال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إن "الحادث عمل إرهابي وإجرامي مدان كائناً من قام به وخطط له، خصوصاً أنه استهدف منطقة آهلة بالسكان الآمنين"، داعياً إلى "التبصر بمخاطر الدعوات التي تجاهر بالمشاركة في الحرائق الخارجية وتريد من اللبنانيين أن يكونوا وقوداً لها".أما الموقف الأبرز فكان لرئيس الوزراء اللبناني الأسبق، فؤاد السنيورة، الذي علّق أمس على خطاب نصرالله، معتبراً أن "حزب الله ليس حزباً لبنانياً بل فرقة إيرانية تعمل من داخل لبنان"، وأن "طرفاً ما رغب في الرد على خطاب نصرالله عبر قصف الضاحية الجنوبية".«الجيش الحر»وفي وقت أعلن أمين سر "الجيش السوري الحر" عمار الواوي أن إطلاق الصاروخين جاء بمنزلة إنذار لـ"حزب الله"، داعياً حكومة لبنان إلى "كف يد حزب الله حيال ما يفعله، نفى مسؤول إدارة الإعلام المركزي في "القيادة المشتركة للجيش السوري الحر" فهد المصري نفياً قاطعاً أي علاقة له بصواريخ الضاحية. ووصف تصريحات الواوي بأنها غير مسؤولة، وقال: "سأتصل بالنقيب الواوي وسأوبّخه على كلامه، وسأطلب منه سحب تصريحه، لأنه لا علاقة لنا لا من قريب ولا من بعيد بإطلاق الصواريخ".أما الائتلاف الوطني السوري المعارض فقد دعا مقاتلي "حزب الله" إلى الانشقاق عنه والوقوف إلى جانب الحق، مؤكداً حرصه على السلم الأهلي في لبنان.الهرمل وطرابلسكما أفادت تقارير بسقوط صاروخي غراد في أماكن سكنية على أطراف الهرمل، مصدرهما الأراضي السورية، واقتصرت أضرارهما على الماديات.في سياق منفصل، هدأت وتيرة الاشتباكات المتنقلة بشكل ملحوظ في طرابلس أمس، مع استمرار عملية القنص المتقطع، حيث أفيد بمقتل محمد حوراني في جبل محسن نتيجتها، وإصابة عنصر من الصليب الأحمر وامرأة. كما عزز الجيش اللبناني من انتشاره في المدينة.