• العبدالله: إذا ثبتت الخلفيات السياسية للحرائق فإن مفتعلها شخص مريض

Ad

• الحجرف: التقدير الأولي لحريق الأسبوع الماضي يستبعد المؤشر الجنائي

• الفارس: مسح ظهيرة أمس لم يلحظ أي مؤشرات... واجتماع لتقييم الموقف

للأسبوع الثاني على التوالي تعرضت جامعة الشدادية لحريق كبير هو الثالث في أقل من عشرة أيام، وقد أتى على جزء كبير من مبنى كلية الهندسة والبترول قسم البنات، وسط تجدد للإشاعات عن أن الحريق قد يكون مفتعلاً.

وقد شارك في إخماد الحريق الذي اندلع قرابة الساعة الثالثة والنصف من عصر أمس 8 فرق إطفاء، لاسيما بعدما أدت الأحوال الجوية وسرعة الرياح إلى انتشار الحريق وتوسعه رغم جهود الإطفاء لمحاصرته لتجنب تمدده باتجاه المباني المحيطة.

وقد واكب عملية الإطفاء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون البلدية الشيخ محمد العبدالله الذي أشار في تصريح صحافي أمس إلى أن التحقيقات لاتزال جارية بشأن حادث حريق جامعة الشدادية، مشيرا إلى أن الربط بين قرار إلغاء منع الاختلاط وبين الحرائق التي اندلعت والحديث عن أن الحادث سياسي كلام لم يثبت حتى هذه اللحظة، وإن ثبتت صحة هذا الكلام فإن مفتعل الحرائق شخص مريض، وما يفعله هو هدر للأموال العامة وتعطيل لمستقبل الأجيال وإرهاق للأجهزة الحكومية وعلى رأسها الإطفاء الذي يكافح رجاله الحريق منذ ساعات أمس.

اتساع النيران

وأضاف العبدالله خلال وجوده في الموقع أن الحريق اندلع في كلية الهندسة والبترول قسم البنات، وأن مساحة موقع الكلية تبلغ 40 ألف متر مربع إلا أن الحريق أتى على مبنيين تبلغ مساحتهما 5 آلاف متر مربع، أحدهما مكون من 5 أدوار والثاني من 4، وأن فرق الإطفاء وصلت إلى الموقع بعد 6 دقائق من اندلاع النيران، ولكن الظروف المناخية وسرعة الرياح ساهمت في ازدياد رقعة النيران وانتشارها، الأمر الذي زاد من صعوبة عمل الإطفاء.

وأوضح ان الحادث أسفر عن إصابة 5 رجال إطفاء بينهم إطفائيان أصيبا في انقلاب إحدى آليات الإطفاء أثناء توجهها إلى موقع الحريق، في حين أصيب 3 إطفائيين آخرين وعامل آسيوي جراء حالات الاختناق والاجهاد الحراري، لافتا إلى أن سلطات التحقيق باشرت باتخاذ الاجراءات اللازمة لمعرفة أسباب اندلاع النيران، وان نتائج التحقيق ستعلن بكل شفافية ولن يكون هناك أي مجاملة لأي شخص في هذا الموضوع.

يوم صعب

من جانبه، قال وزير التربية وزير التعليم العالي نايف الحجرف إن "هذا اليوم هو اليوم الصعب الثاني الذي تعيشه جامعة الشدادية، مضيفا أن "الجهات المسؤولة عن الموقع والأجهزة الحكومية المعنية باشرت عملية التحقيق لمعرفة أسباب الحادث، وأن فرق الإطفاء التي وصل عددها إلى 7 فرق بالاضافة إلى الحرس الوطني تكافح الحريق، ونتمنى أن تتم السيطرة عليه بأسرع وقت تجنباً للأضرار الكبيرة".

وأضاف الحجرف أن "إدارة المشروع وإدارة الجامعة لم تتسلما التقرير النهائي بخصوص حادث الحريق الذي وقع الأسبوع الماضي، إلا أن هناك اجتماعا عقد بين إدارة المشروع وإدارة الإطفاء حيث تم تسليمنا موقع الحريق السابق لتبدأ إدارة المشروع بعمليات التنظيف والصيانة".

وكشف أن "التقرير الأولي الذي أبلغنا به عند الحادث الأول من قبل الجهات المسؤولة في الإدارة العامة للإطفاء أشار إلى أن الحادث عرضي ولا تبدو أي مؤشرات جنائية وراء الحادث، إلا أننا لا نزال ننتظر التقرير النهائي".

من جانبها، قالت المدير الإنشائي في جامعة الشدادية رنا الفارس إن "الحادث وقع أثناء ساعات منع العمل ولم يكن هناك أي عامل موجود في الموقع، فضلا عن أن جهاز الإشراف على المشروع أجرى عمليات مسح لجميع مواقعه، وانتهى في الساعة 2.30 ظهراً، ولم يلحظ وجود أي شيء يثير الشبهات أو يدعو إلى القلق، لكننا فوجئنا بعد ذلك باندلاع الحريق في مبنى الهندسة والبترول تحديداً في حرم الطالبات".

وأضافت الفارس: "مازلنا ننتظر تقرير الحادث الأول بحسب ما وعدتنا إدارة الإطفاء، إلا أننا فوجئنا باندلاع الحريق الراهن وهو بحسب رؤية الإطفائيين أكبر من السابق، وأن العوامل الجوية ساعدت في اتساع رقعة النيران"، مشيرة إلى أن "الجهات المسؤولة عن المشروع وإدارة الجامعة ستعقد اجتماعاً لتقييم الموقف واتخاذ التدابير المناسبة".

7 مراكز إطفاء

بدوره، أكد مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة في الإطفاء المقدم خليل الأمير أن غرفة عمليات الإدارة تلقت بلاغاً عند الساعة 3.42 دقيقة باندلاع الحريق وتم على الفور تحريك 7 مراكز إطفاء هي الجليب والعارضية الصناعية والشويخ الصناعية ومشرف والإنقاذ الفني وعمليات الاسناد بالإضافة إلى الاستعانة بإطفاء الحرس الوطني، مضيفا أن أول فرقة وصلت إلى الموقع وصلت في غضون 6 دقائق، وشرعت في مكافحة النيران إلا أن الأحوال الجوية وطبيعة المواد المشتعلة ساهمت في ازدياد رقعة الحريق بسرعة كبيرة.

وأوضح المقدم الأمير أن فرق الإطفاء مازالت تكافح الحريق وجار حالياً استدعاء فرق أخرى نظراً لضخامة الحريق وخوفاً من انتقاله إلى مواقع أخرى، مشيراً إلى أن الحادث أسفر عن وقوع 5 إصابات بين رجال الإطفاء وإصابة أحد العاملين في المشروع.

وأشار المقدم الأمير إلى انه اثناء توجه إحدى آليات الإطفاء العملاقة إلى الحريق انقلبت بسبب سكب مادة الديزل من قبل المستهترين على أحد الدوارات في منطقة عبدالله المبارك مما نتج عنه إصابة إطفائيين، أحدهما إصابته خطيرة، وأدخل مستشفى الفروانية لتلقي العلاج، مضيفا "وقرابة الساعة السادسة والنصف مساء أتى الحريق على كامل مبنى كلية الهندسة والبترول وامتد إلى مبنى كلية العلوم بنات بعدما خرج عن سيطرة الإطفاء بسبب ضخامة النيران وسرعة الرياح".

مخاوف من تأثُّر مكامن الديزل

أعرب المدير العام للإدارة العامة للإطفاء بالوكالة العميد خالد التركيت عن تخوفه من أن تمتد نيران حريق جامعة الشدادية إلى مكامن الديزل في المشروع.

وقال العميد التركيت إنه جرى فرز فرقتي إطفاء أمس للقيام بتبريد مكامن الديزل خشية تأثرها بالنيران، ما قد يؤدي إلى كارثة حقيقية، لاسيما أن مكان الحريق قريب من تلك المكامن التي تمتد على مساحة واسعة من مبنى الجامعة.