لوحات جاسم بوحمد مفعمة بالبناء والعمل بلغة واقعية
ترصد الحياة قديماً في البر والبحر
يعرض الفنان جاسم بوحمد مجموعة من أعماله التراثية في قاعة المشرق، مقدماً أحدث رؤاه التشكيلية المعبرة عن بيئة الكويت قديماً.
يعرض الفنان جاسم بوحمد مجموعة من أعماله التراثية في قاعة المشرق، مقدماً أحدث رؤاه التشكيلية المعبرة عن بيئة الكويت قديماً.
يرصد الفنان جاسم بوحمد مفردات البيئة الكويتية من خلال لوحاته، مهتماً بعناصر التكوين بتقنية راقية مفعمة بلغة واقعية تجنح إلى الترميز في بعض الأحيان، مجسداً بساطة الحياة القديمة بحالاتها الاجتماعية والاقتصادية، مركزاً على رغبة العمل والبناء لدى معظم شرائح المجتمع فيرصد الرجل الكبير والشاب والطفل في حقول عملهم كما يرصد دور المرأة في أداء واجباتها الأسرية.ضمن معرضه «بين البر والبحر» الذي احتضنته قاعة المشرق في مجمع الأفنيوز، حرص بوحمد على تقديم أعمال تراثية مستوحاة من البيئة الكويتية القديمة عبر قرابة 20 عملا فنياً تحمل في طياتها رسالة إلى البناء والعمل في زمن صعب جداً يقدس العمل ويدفع إلى نفض الغبار عن الأكف والسواعد تحقيقاً للذات وارتقاءً بالمجتمع.
إضاءةبهذه المناسبة، أكد الفنان التشكيلي جاسم بوحمد أهمية توثيق التراث المحلي عبر نتاج بصري يمزج بين جماليات التشكيل والتركيز على المراحل المضيئة من التاريخ بهدف استخلاص العبر من هذه القصص والحكايات، مشيراً إلى أن انتقاء عنوان المعرض «بين البر والبحر» جاء متوافقاً مع الشأن الكبير لهاتين البيئتين في حياة الإنسان الكويتي، فهما يضمان عبق الذكريات الجميلة والحنين للماضي البسيط، فالصحراء لأهل البادية تاريخ عريق يشكل جزءا مهما من تاريخ الكويت، فترى الحنين إلى الصحراء وحياة البر مستمر، فأهل الكويت -الحضر والبدو- ينتظرون فترة المخيمات بفارغ الصبر لنصب الخيام أثناء فترة الربيع والتنزه والترفيه ضمن هذه البيئة المختلفة عن الواقع، فنشاهد الأماكن المخصصة لمرتادي البر مزدهرة ومنتعشة خلال فترة المخيمات، موضحاً أن طلعات البر عادة عريقة يختص بها الكويتيون منذ الأزل.وعن البيئة البحرية، يعتبر بوحمد البحر عصب الحياة قديما لأنه مصدر الرزق الأول في سالف الأيام فأهل الكويت كانوا يمخرون البحر شرقاً وجنوباً بحثاً عن تأمين مصدر دخل مناسب يقتاتون عليه هم وأسرهم، فيغيبون عن بلدهم فترة ليست قصيرة وهم على ظهر السفن يصارعون الموج المتلاطم بإصرارهم وصلابتهم وصولاً لأهداف نبيلة تتمل في الكسب الحال، وتابع بوحمد:» الذاكرة الشعبية حافلة بقصص رحلات الغوص والسفر التي نستقي منها العبر، ولأن المجتمع البحري استمر لفترة طويلة في التاريخ فمازال الكويتيون يمارسون هواياتهم المتعددة كصيد السمك والسباحة والتنزه. تسجيلثمن بوحمد التزام الفنان أيوب حسين بتسجيل مفردات البيئة الكويتية عبر أعماله التشكيلية وإصداراته الأدبية، مبيناً أنه فضّل الاتجاه إلى هذا النوع من الفنون رغبة في استكمال مسيرته الفنية من خلال هذه التجربة إذ «ابتعدت قليلا عن هذا الحس التسجيلي في أعمالي الفنية السابقة، كما وجدت أن الواقعية الجديدة مسلكاً لي ومجالا واسعا للتعبير عن ما تختزله الذاكرة لأنهل من التراث بعض الأمور المضيئة التي ألغتها الحياة العصرية».وختم بوحمد حديثه بالقول: «أرجو أن أكون وفقت في هذا المعرض لأسلط الضوء على التراث الجميل الذي يبعدنا كثيراً عن همومنا اليومية التي فرضت علينا».مشوار ممتدالفنان جاسم بوحمد من مواليد 1946، أكمل دراسته الفنية في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس «البوز آرت»، تولى أمانة المرسم الحر عام 1982، وهو عضو في الرابطة الدولية للفنون، ومؤسس جماعة أصدقاء الفن التشكيلي لدول مجلس التعاون 1985.مثّل بوحمد الكويت في كثير من المعارض في الوطن العربي والعالم، وحاز عدة جوائز ودروع.