حققت الدراما المحلية عبر سنوات انطلاقتها إنجازات وجوائز على الصعيد العربي عموماً والخليجي خصوصاً، وكان للدراما والتمثيليات نصيب من هذا الإنجاز، إذ حصدت الأعمال الكويتية جوائز في مهرجانات التلفزيون التي أقيمت في الكويت والبحرين والقاهرة وتونس... وهي تستعد اليوم لإكمال طريق الريادة والنجاح.

Ad

تعرب الإعلامية أمل عبدالله عن سعادتها بإنتاج السهرات التلفزيونية في تلفزيون دولة  الكويت، «لأنها تمثل عودة إلى الماضي، إلى السهرات التلفزيونية القديمة التي تحمل إرثاً وطنياً لا يستهان به».

تضيف: «في الماضي كنا نستمتع بالسهرات التلفزيونية ولم تكن تقتصر على حلقة واحدة بل كان تلفزيون دولة الكويت ينتج سهرة من جزأين وثلاثية وسباعية، لكن في السنوات الأخيرة، طغت مسلسلات الثلاثين حلقة. في النهاية إنها لعبة إنتاجية  غايتها زيادة نسبة المشاهدة وتقديم رسائل هادفة ممتعة للمجتمع».

تشير العبدالله إلى أن السهرات التلفزيونية القديمة تنبض بذكريات جميلة، لا سيما في المحافل والمهرجانات التلفزيونية، تقول: «سبق أن قدمت سهرات تلفزيونية وشاركت من خلالها في المهرجانات وحصدنا جوائز من بينها: سهرة «الرماد»، وتمتعت بنسب مشاهدة عالية في مناطق الخليج العربي».

تلفت إلى أن للسهرات التلفزيونية مزايا، «فهي خفيفة، وتعتمد على موضوع واحد، ولا تلتزم بثلاثين حلقة، كما هي الحال مع المسلسلات العادية، ثم تكاليف الإنتاج أقل بكثير من إنتاج مسلسل طويل، يزيد عن ثلاثين حلقة، يكلف مبالغ طائلة، مع ذلك يظهر بشكل مفكك، فيما السهرات التلفزيونية، سواء كانت ثلاثية أو سباعية وغيرها، متماسكة في الشكل والمضمون وممتعة».  

دوامة المسلسلات

يرى الفنان عبدالرحمن العقل أن عودة السهرات التلفزيونية تخرج المشاهد من دوامة مسلسلات الثلاثين حلقة، يقول: «من الرائع عودة هذه السهرات فهي تتمتع بإيجابيات تساهم في رفع نسبة مشاهدتها في التلفزيون».

يضيف: «سواء كانت السهرات ثلاثية أو سباعية فهي أفضل من مسلسلات الثلاثين حلقة، هنا أتساءل: لماذا يرتبط جمهور الدراما الكويتية بمشاهدة ثلاثين حلقة؟ في الواقع أن كثراً لا يكملون المسلسل ويعزفون عن مشاهدة حلقاته الأخيرة».

يشير إلى أن كثرة الحلقات لا تضيف إلى العمل الدرامي بل ربما تساهم في ضعفه، «هنا يكمن دور السهرات التلفزيونية في إزالة الشوائب التي تحدثها المسلسلات الدرامية في الوقت الراهن، على أن تقدّم بشكل مختلف وخفيف وتتوجه إلى العائلة بأسرها، وتتألف من قصة في جزء واحد أو جزأين، بالتالي لا تدع المشاهد ينتظر كل الفترة التي تستغرقها مسلسلات الثلاثين حلقة».

يثني العقل على تلفزيون دولة الكويت ويعتبره أحد أفضل الفضائيات العربية في آخر موسمين، خصوصاً في شهر رمضان الماضي، «إذ قدم للمشاهد برامج وأعمالاً درامية وأنتج مسلسلات متميزة، وأعتقد أن مع عودة السهرات التلفزيونية سيصبح تلفزيون دولة الكويت، في السنوات الثلاث المقبلة، أفضل محطة فضائية في الوطن العربي.

 

تنشيط الدراما

يؤكد الكاتب والمؤلف بدر محارب أن عودة السهرات التلفزيونية القديمة تمثل تحريكاً وتنشيطاً للدراما الكويتية، «ثمة مخرجون كثر لم يخرجوا أعمالاً درامية منذ فترة طويلة، لذلك عودة السهرات التلفزيونية بمثابة عودة اللياقة إلى هؤلاء المخرجين، وأنا أحد المرشحين لفكرة السهرات التلفزيونية وقد اقترحتها على مدير الإنتاج في تلفزيون دولة الكويت خالد الرشيدي».

يضيف: «تقيّد مسلسلات الثلاثين حلقة المؤلفين في كتابة سلسلة طويلة لأحداث درامية، قد يسيطر عليها المط ويظهر العمل بشكل مهلهل وطويل، بالإضافة إلى أنهم لا يكتبون إلا في موسم رمضان. أما السهرات التلفزيونية فهي بسيطة وفيها دقة عالية مثل الأعمال المسرحية الأكاديمية، إذ يقدم المخرج والمؤلف عصارة جهدهما لمدة ساعة، أما المسلسلات الدرامية فتشبه الأعمال المسرحية الجماهيرية التي تمتد على ثلاث ساعات وأكثر وفي النهاية تخرج بشكل مشتت وتحتوي على أخطاء».

يرى محارب أن إنتاج السهرات التلفزيونية سيتيح لتلفزيون دولة الكويت المشاركة في المهرجانات المتخصصة وحصد الجوائز، «وربما تفتح لنا باباً في المستقبل لإنتاج أفلام سينمائية، لأن السهرات التلفزيونية، سواء كانت ثلاثية أو سباعية تشبه إلى حد ما الأفلام السينمائية. أتمنى أن يعود التلفزيون الكويتي إلى إنتاجها بشكل أكبر كما كان يفعل التلفزيون المصري، وأن تستمر هذه السهرات ولا تنقطع بحيث تقدَّم سهرتان أو أكثر في الأسبوع».