على وقع استمرار معركة القصير، التي شهدت أمس يومها الرابع، تتواصل الاستعدادات لعقد مؤتمر "جنيف 2" بشأن الأزمة السورية، حيث يحاول كل طرف تحسين شروط التفاوض قبل موعد المؤتمر الذي لم يحدد بعد، وإن كانت واشنطن وروسيا أشارتا لدى اتفاقهما على ضرورة عقده في أسرع وقت.

Ad

وعقدت الدول الأساسية لمجموعة "أصدقاء سورية"، التي تضم الأردن والسعودية والإمارات وقطر ومصر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا وألمانيا وإيطاليا، أمس اجتماعاً في العاصمة الأردنية عمّان.

وقبيل بدء الاجتماع، حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، من أنه إذا لم يكن الرئيس السوري بشار الأسد مستعداً للتفاوض على حل سلمي لإنهاء الحرب، فستبحث الولايات المتحدة ودول أخرى زيادة الدعم لمعارضيه.

وأشار كيري، في مؤتمر صحافي بالعاصمة الأردنية، إلى أن عدة آلاف من مقاتلي "حزب الله" يشاركون في الحرب في سورية بدعم إيراني، مؤكداً أن أي مكاسب ميدانية قد يحققها الأسد ستكون "مؤقتة جداً".

من ناحيته، قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ إن بلاده ترى أنه ليس هناك إمكانية لحل النزاع في سورية مع بقاء الأسد على رأس السلطة، موضحاً أن "موقف المملكة المتحدة منذ أمد بعيد هو ضرورة رحيل الأسد، وأنه ليس بإمكاننا رؤية أي حل ينطوي على بقائه".

وأشار هيغ إلى أن إيران وحليفها "حزب الله" اللبناني يساندان الأسد ويقدمان له دعماً متزايداً، مضيفاً:" هذا نظام يعتمد بدرجة أكبر على دعم من الخارج".

في المقابل، شن سفير النظام السوري لدى الأردن بهجت سليمان أمس هجوماً لاذعاً على اجتماع عمان، واصفاً إياه باجتماع "أصدقاء إسرائيل"، مؤكداً أن الأسد مُصرّ على الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 2014.

وفي موسكو، حمّل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال لقائه نائب وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، المعارضة السورية مسؤولية عرقلة عقد "جنيف 2"، وقال في هذا الإطار: "نثمن رد الفعل البنّاء من جانب القيادة السورية على مقترح عقد مؤتمر دولي"، مضيفاً: "نأمل أيضاً أن يتبعه رد فعل بناء من جماعات المعارضة المختلفة... لكن الأنباء، حتى الآن، ليست مشجعة".

وقبل توجهه إلى عمان للمشاركة في اجتماع "أصدقاء سورية"، دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض بالإنابة جورج صبرا أمس "جميع الكتائب المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر" إلى إرسال المقاتلين والسلاح إلى القصير "حالاً"، مناشداً المجتمع الدولي سرعة التحرك لمواجهة "غزو سورية".

 (دمشق، عمان، أنقرة، واشنطن ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو  بي آي)