كيف تقيّم ردود الفعل حول أعمالك الدرامية الرمضانية؟
إيجابية وأسعدتني رغم أنني كنت مرعوباً من المشاركة في ثلاثة مسلسلات في رمضان، خشية أن يملّ الجمهور من مشاهدتي في أكثر من عمل، لكنني قبلت التحدي بعدما لمست اختلافاً في أدواري من نواحي الملابس وطريقة الحديث وغيرهما من تفاصيل.هل توافق الفنانين الذين يعتبرون أن الحضور الدائم على الشاشة يحرق الممثل؟بالطبع، وهذا الأمر بالذات كان يخيفني من تعدد مشاركاتي الدرامية، والحمد لله أن مسلسل {مولد وصاحبه غايب} لم يُعرض كي لا يكون ظهوري مكثفاً بشكل مبالغ فيه.هل واجهت صعوبة في التنسيق بين مواعيد تصوير أعمالك؟انتهيت من تصوير مسلسل {ذات} السنة الماضية، وكرست اهتمامي في المسلسلين الآخرين وبذلت جهداً كبيراً لأن القيمين عليهما حرصوا على إنهائهما مع حلول شهر رمضان، إلا أن ذلك لم يسبب أي معاناة لي لأنني أعشق التمثيل وأراه متعة ومهنة غير قاسية.كيف تعاملت مع الفنانين المشاركين في المسلسلات الثلاثة؟معظمهم أصدقائي، وحدثت بيننا غيرة فنية مشروعة لنبرز قدراتنا ومهاراتنا. أنا من النوع الذي، إذا شارك في عمل مع فنانين محترفين ويحبون عملهم أمثال سوسن بدر، صلاح عبد الله، ومنى زكي... يعلو أدائي حتى يصل إلى مستواهم وهو أشبه بمباراة رياضية.كانت شخصية عبد المجيد في {ذات} الأكثر إشادة بين أدوارك في المسلسلات الثلاثة ... فما السبب برأيك؟وجود مخرجة موهوبة هي كاملة أبو ذكري ومخرج عظيم هو خيري بشارة، إنتاج متميز لا يبخل بأي شيء لتقديم العمل بشكل مختلف، يؤدي ببطولته ممثلون على مستوى عال من الاتقان في تجسيد شخصياتهم، رواية جيدة لصنع الله إبراهيم، سيناريو رائع لمريم ناعوم، التحضير الطويل للمسلسل... كلها عوامل ساعدت على خروجه بهذا الشكل، لذا أعتبره أحد أفضل الأعمال الدرامية التي عرضت منذ مسلسل {ليالي الحلمية}.ما الذي يجمع بين {ذات} و{ليالي الحلمية}؟تأريخ الوطن كموضوع رئيس؛ فالأول يرصد حياة المصري المعاصر منذ حكم جمال عبد الناصر مروراً بالسادات وصولا إلى مبارك، والثاني يرصد التاريخ المصري الحديث منذ حكم الملك فاروق وحتى التسعينيات، أدى بطولته عمالقة التمثيل على غرار يحيى الفخراني وصلاح السعدني.ما الذي جذبك لتجسيد شخصية عبد المجيد؟لم تعجبني لكنها استفزتني؛ منذ قراءتي لها في الرواية، اكتشفت أن صنع الله إبراهيم يكره الرجال لدرجة جعلته يصور أسوأ صفاتهم في عبد المجيد، وكانت مهمتي تحويل هذه الشخصية السيئة إلى لحم ودم مع الاهتمام بأدق التفاصيل فيها.كيف انتقلت بين الكوميديا والتراجيديا بتلقائية في المسلسل؟هذا الانتقال مكتوب في السيناريو بعناية شديدة، حاولت ألا أجعل الدور كوميدياً وأركّز على تراجيديته؛ عبد المجيد شخص لديه أحلام وطموحات ساقته للقيام بمشاريع منها صنع أدوات كهربائية، أحياناً يكون متفائلا وأحياناً أخرى متشائماً، وهو نموذج للمواطن المصري العادي المعروف بخفة دمه رغم المآسي التي يمر بها؛ ثم لم يقصد إضحاك المشاهدين، لكن ألمه كان يضحكهم عملا بالمثل القائل {شر البلية ما يضحك}، وهذا النوع من الكوميديا أفضله مقارنة بكوميديا الإفيهات.ما أصعب المراحل العمرية في تجسيدك الشخصية؟المرحلة الأولى؛ إذ كان عبد المجيد سمينا وارتديت بدلة من الألياف الصناعية، وكنّا نصوّر في أغسطس وسبتمبر في ظل ارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب القلق في الشارع المصري واضطراب الأحوال السياسية.كيف تقيّم العمل مع مخرجَين في مسلسل واحد؟سعدت بالعمل مع كاملة أبو ذكري في تعاون هو الأول بيننا، فهي صاحبة رؤية ووجهة نظر عميقة، أما خيري بشارة فعملت معه أكثر من مرة. شرف لي أن أعمل مع مخرجين متميزين مثلهما، وقد استمتعت بذلك.ماذا عن {الوالدة باشا}؟أصرّت المخرجة شيرين عادل على مشاركتي في المسلسل، بعد النجاح الذي حققناه في مسلسل {الريان} فوافقت كونها مخرجة السهل الممتنع، إلى جانب أن المسلسل من تأليف زوجها محمد أشرف الذي توفي خلال التصوير، لذا توقفنا فترة، ثم استكملت شيرين التصوير رغم الحزن والظروف الصعبة التي تمر بها.كيف تعاملت مع شخصية عبدالله البلطجي؟أتحفظ على لقب {بلطجي} لأنه نتاج نظام فاسد. عبدالله نموذج لكثير من المهمشين الذين لم يجدوا اهتماماً من الحكام، له رغبات مشروعة هي الكسب والعيش والزواج، ولأنه لم يجد باب رزق شريفاً طرق أبواباً أخرى كالاتجار بالمخدرات.ما الرسالة التي يوجهها المسلسل؟ يدقّ ناقوس الخطر لينتبه المسؤولون إلى هذه الفئة للاستفادة من طاقات شبابها، بدلا من إهدارها في ارتكاب جرائم وأعمال مخالفة للقانون.وكيف ترى علاقته بأسرته؟تحمل عبدالله مسؤولية أسرته بعد وفاة والده كونه الأخ الأكبر، وبذل قصارى جهده واضطر إلى استخدام طرق غير سليمة، وقد حرصت مع المخرجة على إبراز الجانب الإنساني في علاقته بوالدته من خلال مناقشتها في أموره وخطواته، أما علاقته بأخته فلم تكن عنيفة، حسب توجيهات محمد أشرف، فمثلا إذا رآها تستقلّ سيارة رجل غريب لا يوقفها في الشارع ويضربها بل ينتظر عودتها إلى المنزل ليتحدث إليها منعا للفضائح.ما الذي شجعك على المشاركة في مسلسل {آسيا}؟منى زكي؛ مع أنني كنت تعاقدت على بطولة أعمال أخرى، لكن بمجرد أن عُرضت عليّ المشاركة في المسلسل وعرفت أنها بطلته، تحمّست للعمل، فهي فنانة عظيمة وأحترمها على المستويين الفني والإنساني.هل كان العرض الحصري لمسلسلي {آسيا} و{الوالدة باشا} في غير صالحهما؟هذه الأمور تخص شركات الإنتاج، كل ما يعنيني متابعة المشاهدين لأعمالي التي حققت نسبة مشاهدة مرتفعة في ظل منافسة باقي المسلسلات المشاركة في سباق رمضان.ما جديدك؟آخذ فترة راحة راهناً، أقرأ خلالها مجموعة من الأعمال الدرامية التي عُرضت عليّ، وقريباً أقرر أيها أشارك فيه.
توابل - مزاج
باسم سمرة: الاهتمام بتأريخ الوطن يجمع بين {ذات} و{ليالي الحلمية}
17-09-2013