وثيقة لها تاريخ: عبدالله السميري يقدم شكوى عند الشيخ أحمد ضد تعدي الشرطة العراقية عام 1934
في الأسبوع الماضي تحدثنا عن حادثة ناصر بن فهاد القحطاني ومرشد البريهي اللذين تعرضا لإطلاق النار من قبل دورية عراقية في بر الكويت عام 1934، وعرضنا وثيقتين بتوقيع الشيخ أحمد الجابر، يطلب فيهما من المعتمد البريطاني في الكويت العمل على إعادة المنهوبات، والقصاص من قتلة ناصر بن فهاد.واليوم نعرض لكم وثيقة أخرى مشابهة، وهي أيضاً بتوقيع الشيخ أحمد الجابر، ويعود تاريخها إلى عام 1934. مضمون الوثيقة أن الشيخ أحمد أراد أن يفيد المعتمد البريطاني بوجود سيارات عراقية مسلحة تخترق الحدود الكويتية، وترعب عرب الكويت من البدو القاطنين بالقرب من الحدود، كما أفاد المعتمد البريطاني بأنه أرسل سيارة كويتية فيها عدد من الرجال بقيادة مرشد (ربما يكون مرشد بن طوالة)، لكي يتحققوا من وجود السيارة العراقية، وعادوا بعد ذلك وهم متأكدون من وجود هذه السيارات في الأراضي الكويتية. وبناء على ذلك طلب الشيخ أحمد الجابر من المعتمد البريطاني العمل على وقف هذه الاختراقات الحدودية بين البلدين، لتجنب وقوع حوادث تضر بالعلاقات الطيبة بين الطرفين. وإليكم نص الرسالة وتفاصيلها:
"حضرة حميد الشيم عالي الجاه الأفخم المحب العزيز كرنل اج اربي دكسن الوكيل السياسي للدولة البهية القيصرية الانكليزية بالكويت دام محروسا،،،بعد السلام والسؤال عن خاطركم دمتم بخير وسرور،،، قد سمعنا ان يوجد سيارات للحكومة العراقية مسلحة تتجول في داخل حدود الكويت وتتعرض للعشائر القاطنين من رعايا الكويت. فلهذا اوجب أن نرسل سيارة منطرفنا (من طرفنا) لأجل الكشف على ذلك. وفعلا عمدنا سيارة فيها خدام كبيرهم مرشد أمرناهم يمشون في حدود الكويت ويجرون التحقيقات اللازمة، وقد وصلوا حول الروضة، وانقلبوا على ام المدافع، ووجدوا هناك بعض من عرب الكويت سئلوهم عن السيارات وأفادوهم أنها تدور عليهم يومية. ويقول ولد راضي السميري من عرب الكويت نازل في أم المدافع ان السيارات جاءتنا يوم الجمعة في 27 الجاري موافق 11 مي (مايو) 1934م وفتشوا بيوتنا، ولما اعترضنا على خطأهم في تفتيش البيوت ضربوا واحد منا في عصا. وخبر العرب الذين نازلين باللياح والديرعات يذكرون ان السيارات ما تقاطعهم يومية تجيهم وتروح إلى جهة الجنوب. بناء عليه قد تحقق تجول السيارات في حدود الكويت ومعارضتهم لعشائرنا وهذا أمر ما نرضاه حيث أننا ما نود أن يقع بيننا وبين جيراننا ادنا شيء يكدر صفو الوداد ويخل في حقوق الجوار. وقد أمرت خادمنا مرشد يحضر لدى سعادتكم ويفيدكم بالتحقيقات التي وقف عليها. ونرجوكم أن تعرضون الكيفية على المراكز الايجابية لمنع تجول السيارات بالحدود خشية من أن يقع سوء تفاهم مخلا لحقوق الجوار. هذا والباري يحفظكم.في 30 محرم 1353هـ موافق 14 مي 1934م. مخلصكم حاكم الكويت احمد الجابر"وبعدها بعدة أيام أرسل الشيخ أحمد الجابر رسالة ثانية تتضمن إفادة خطية من عبدالله السميري يوثق فيها ما تعرض له وعائلته من تعد وتجاوز من قبل السيارات العسكرية العراقية، وإليكم نص الإفادة:"إفادة عبدالله السميري من رعايا الكويتأنا نازل في ام المدافع مع أهلي ومعنا فراج جغيشر العنزي كلنا خمسة بيوت، وفي يوم الاثنين 30 محرم 1353هـ جاءنا أربعة سيارات مسلحة فيها عسكر عراقي كبيرهم صالح بن صفوة، وحال ما نزلوا عندنا عدلوا علينا الاطواب، وأمروا نظهر من بيوتنا، ودخلوا في بيوتنا وفتشوها، وبعدين قالوا وين مرشد، قلنا لهم جانا وراح والان ما ندري عنه، ثم قعدوا وحطوا غداهم معهم، وبعد الغدا سوينا لهم قهوة ثم ارجعوا. وهذه المرة الثانية الذي يجونا وحنا في منزلنا هذا".وللفائدة، فإن عبدالله السميري هو خال المرحوم حمد بن راشد بورسلي، الذي من أبنائه العم سليمان (بومنصور) والزميل رسلي (بوحمد). في الأسبوع المقبل سنعرض لكم إن شاء الله قصة أخرى وقعت في نوفمبر من عام 1934 في جزيرة وربة للنوخذة جاسم بن خليل وسنشرح لكم تفاصيلها.