خالد الصديق: الرقابة تقتل السينما وأنصح المخرجين الشباب بتجاهلها

نشر في 19-02-2013 | 00:01
آخر تحديث 19-02-2013 | 00:01
No Image Caption
عبّر المخرج خالد الصديق عن أسفه لما تعانيه السينما في الكويت، من غياب للدعم، وتزايد للرقابة، في وقت يشهد العالم كله تطوراً في «الفن السابع»، داعياً المخرجين الشباب إلى الاعتماد على الوعي والرقابة الذاتية في عملية الإنتاج.
استضاف الملتقى الثقافي مساء أمس الأول المخرج خالد الصديق للحديث حول السينما في الكويت، وأدار الملتقى الروائي الزميل طالب الرفاعي الذي رحب بالحضور، وبالمخرج الصديق، واصفا إياه بشيخ المخرجين الكويتيين، إذ إنه لم يكتف بالوصول إلى السينما العربية فحسب، بل تخطاها إلى السينما العالمية بعد حصده للعديد من الجوائز في المهرجانات العالمية.

واستذكر المخرج الصديق، في بداية حديثه، واقعة حدثت قبل عدة سنوات عندما تم تكريمه في مهرجان دبي للسينما الذي حضره آنذاك أكثر من أربعين مخرجا من الشباب، وذكر هؤلاء المخرجون أنهم نتاج عمله المتواصل، ففرح الصديق وحزن في الوقت ذاته، وقال: «فرحت كثيراً لأن هناك شبابا يحاربون من أجل استمرار السينما الكويتية، ويقومون بإنتاج الأعمال الراقية والمتميزة، ولكنني حزنت في نفس الوقت لأن هؤلاء الشباب لا يتلقون الدعم نهائياً ويقومون بإنتاج الأعمال على حسابهم الخاص والدول الخليجية هي التي تفتح أبوبها للمخرجين الكويتيين الشباب مثل قطر والإمارات».

وأوضح أن «دولة الإمارات على سبيل المثال خصصت مليار دولار للسينما وكانت بادرة رائعة منها، حتى ترتقي بالسينما رغم عدم موافقتي لطريقة صرف هذه المبالغ، ولكن على أي حال فإن المخرجين الشباب في الكويت يعانون كثيراً رغم أن أعمالهم السينمائية راقية ومتميزة».

مساندة

وأشاد الصديق بدور الفنانين الكبار في مساندة الشباب بصورة أو بأخرى مبيناً أن «هناك العديد من الفنانين الكبار يساندون الشباب بصورة كبيرة، فعلى سبيل المثال الفنان داود حسين ومحمد المنصور يعملان بالمجان من أجل تخفيف بعض معاناة الشباب».

ورفض أن تكون هناك هيئة لدعم السينما والمخرجين الشباب في الكويت مبيناً أسباب رفضه، بأن من شأن مثل هذه الهيئة أن «تقوم بتوجيه الشباب بشروط معينة وتوجيه أفلامهم وفق ما تريد، بحيث لا يستطيع المخرج أن يكون حراً في إخراج فيلمه، وستكون هناك عقبات كثيرة جراء فرض الرقابة وأمور معقدة أخرى»، لافتاً إلى أن «الشباب يمتلكون طاقات فنية رائعة جداً ويحتاجون إلى دعم الدولة، والرقابة التي تفرضها علينا الحكومة أصبحت الآن أفضل بكثير من الرقابة التي يفرضها علينا مجلس الأمة، فقد أصبحت الرقابة دكتاتورية رغم انتخاب المجلس ديمقراطياً وهذا أمر غير معقول».

وأكد الصديق أن أعماله لا يرجع فيها إلى الرقابة، مقدما نصحه للمخرجين بـ «عدم الالتفات إلى الرقابة لأنها ستكون عثرة أمام الأفلام، مثل ما حدث معي عندما قدمت سيناريو (واو) وتم رفضه، فأصبحت أغلب أعمالي تخضع لرقابة ذاتية مني شخصياً، ولا ألتفت للرقابة أبداً وأتمنى أن يكون الشباب أذكى من الرقابة في محورة أعمالهم السينمائية، لأن الرقابة أصبحت تضيق على السينما بصورة كبيرة خصوصاً في دولة الكويت».

وبيَّن أنه «بعد مشكلة الرقابة ستكون هناك مشكلة أخرى سيواجهها الشباب وهي مشكلة التوزيع رغم أنني متفائل بتحسنها مستقبلاً، ولكن إلى الآن توجد هناك فرص للشباب وأتمنى أن يفتح المجال للمواهب الشابة لأن التوزيع أصبح أهم بكثير من الإنتاج».

المعدات السينمائية

وذكر الصديق أن هناك شيئا يتميز به الشباب في الوقت الراهن وهو تطور المعدات السينمائية بشكل كبير، وسيكون ذلك أهم عامل مساعد للشباب، مستغربا المعاملة التي يتلقاها الكويتيون في الخارج قائلاً: «في الخارج أستغرب كثيراً، فعند معرفتهم بأنني كويتي يرفعون الأسعار كثيراً ويجعلون الأمور أصعب على المخرجين ولا يستطيع المخرج أن يقوم بإنتاج عمله إلا بتكلفة باهظة جداً، ولا أعرف لماذا كل هذه الأمر، رغم أننا نقوم بالتصوير بدول لها مكانتها العالمية في السينما، والحل ربما هو التنكر لتفادي هذا الأمر».

من جانب آخر، استغرب الصديق عدم عثوره على أرشيف السينما الكويتية منذ عام 1961، وقال: «في بداية مرحلة التحرير طلب مني الشيخ فيصل السعود كمية من الأعمال التي تتعلق (بالقنص) وأكد لي أن فيلم (الصقر) كان هو الأفضل بمجموعة هذه الأفلام، وأراد نسخة صافية من هذا الفيلم فكتب كتاباً لوزارة الإعلام، وبحثنا كثيراً عن أرشيف الأفلام السينمائية التي كانت قبل مرحلة الغزو، ولم نجد أي شيء حتى هذه اللحظة، ويبدو أن أرشيف الأفلام السينمائية ضائع في مكان ما في وزارة الإعلام».

back to top