«عطش الأرض» يهدد الفلاح المصري
الجفاف يضرب آلاف الأفدنة... والسد الإثيوبي يزيد المخاوف
تنامت مخاوف المزارعين في مصر، منذ اندلاع أزمة سد «النهضة» الإثيوبي، الذي أكد خبراء متخصصون أنه سيحرم مصر من نحو 9 مليارات متر مكعب من حصتها في مياه نهر النيل والمقدرة بنحو 55.5 مليار، ما يعني بوار مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، نتيجة تعرضها للعطش والجفاف، واختفاء محاصيل بعينها تعتمد أسلوب «الري بالغمر»، وعلى رأسها الأرز، أحد الأغذية الأساسية على موائد المصريين، في توقيت تعاني منه، بالفعل، بعض الترع من نقص شديد في مياه الري.وعزز قلق الفلاحين في محافظات مصر كافة، خاصة الموازية للنيل، في منطقتي الوادي والدلتا، تراخي النظام الحاكم في التعامل مع الأزمة، واكتفائه بعقد حوار وطني الأسبوع الماضي، تسببت أطروحات مشاركيه في تغليظ الموقف المتعنت للجانب الإثيوبي.
وكشفت دراسات أولية رصدت تأثير عملية تحويل مجرى النهر وبناء السد، أن هذه الخطوة ستؤدي إلى حرمان مصر جزئياً من حصتها التقليدية من المياه، ما يعني تعرُّض ملايين الأفدنة للبوار، هذا بخلاف التهديد الذي طال أخيراً 176 ألف فدان بسبب جفاف الترع في محافظة الشرقية (مسقط رأس الرئيس محمد مرسي)، و168 ألف فدان تحت خط البوار في محافظة الإسكندرية الساحلية، بخلاف تخفيض المساحات المزروعة بالأرز هذا العام إلى النصف.امتدت موجة عطش الأرض إلى عدد من الترع في محافظات الغربية والدقهلية والمنوفية بوسط الدلتا، حيث اضطر الفلاحون إلى ري أراضيهم بمياه الصرف الصحي، لعدم كفاية المياه الجوفية.