السودان: عشرات القتلى في «انتفاضة الوقود»
الجيش يؤمن المنشآت الحكومية... و«الأمن» يضيق على الإعلام
اتسعت أمس دائرة التظاهرات المنددة بقرار الحكومة السودانية وقف دعم أسعار الوقود، لتشمل أحياء جديدة في العاصمة، ومناطق أخرى من البلاد مثل بور سودان في الشمال ودارفور في الغرب.وتحدثت أحزاب المعارضة عن مقتل 100 شخص في مختلف أنحاء البلاد خلال أربعة أيام، في حين أكدت مصادر طبية مقتل 27 شخصاً على الأقل في الخرطوم وحدها. واتهم وزير الإعلام السوداني المتحدث باسم الحكومة أحمد بلال المحتجين بـ"تخريب وحرق منشآت عامة وخاصة"، مؤكداً صدور توجيهات للجيش بالتحرك لحماية المنشآت الحكومية العامَّة ومحطات الوقود، في وقت تعهَّد النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه أمس بأن تواجه الحكومة ما وصفه بـ"الانفلات" وفق القانون.وتبنت أحزاب المعارضة السودانية التظاهرات، ودعت المتظاهرين إلى الاستمرار فيها حتى إسقاط نظام الرئيس عمر البشير. ومنعت السلطة أمس اجتماعاً تنسيقياً للمعارضة. وقال الأمين السياسي لحركة "العدل والمساواة" المعارضة سليمان صندل حقار: "حانت ساعة رحيل البشير وزمرته، ولا خيار إلا الرحيل"، داعياً إلى "التظاهر والعصيان المدني الشامل حتى إسقاط نظام الحكم". وقالت "حركة تغيير السودان" المعارضة في بيان، إن قوات الأمن داهمت منزل رئيسها عبدالرحيم أحمد ابنعوف في الخرطوم أمس واعتقلته من دون إبداء أسباب. ودعم رئيس القيادة العسكرية المشتركة لقوات "الجبهة الثورية" عبدالعزيز الحلو "الانتفاضة السلمية الجماهيرية لإسقاط النظام"، داعياً إلى الحفاظ على طابعها السلمي.وبينما لاتزال شبكة الإنترنت مقطوعة عن أجزاء كبيرة من البلاد، ذكرت صحف محلية صادرة في الخرطوم ومواقع إخبارية، أن قوات الأمن شنت خلال اليومين الماضيين حملة شملت عدداً من الأجهزة الإعلامية، واستدعت بعض منتسبيها، ومنعتها من نشر أي أخبار عن الاحتجاجات.وأوقف جهاز الأمن والمخابرات صدور صحيفة "السوداني" إلى أجل غير مسمى، في حين قرر عميد الصحافيين السودانيين رئيس مجلس إدارة صحيفة "الأيام" اليومية محجوب محمد صالح أمس، تعليق صدورها لأجل غير مسمى، احتجاجاً على ما أسماه "التوجيهات الأمنية" للصحافة. (الخرطوم ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي، الأناضول)