* في يوم الثلاثاء الموافق ٢٧ أغسطس ٢٠١٣ وصلتني رسالة على "الخاص" في تويتر من الصديق د.عبدالخالق عبدالله من دبي يطلب مني فتح رابط مرفق فيه معلومات هامة. ساورني الشك في بادئ الأمر وأرسلت إليه مستفسراً، إلا أنه لم يرد. لم أكن أعلم حينئذ أن حسابه كان قد تم اختراقه، وتغلغل بنفس الطريقة إلى حسابات عدة أشخاص. وفي يوم الخميس ٢٩ أغسطس استجبت لطلبه وضغطت على الرابط، ودون مقدمات وجدت حسابي قد تم احتلاله من غزاة، دهاة يستخدمون دهاءهم في ضرر الناس.

Ad

*بعد اكتشافي "الفعلة الشنعاء" قمت مباشرة بمراسلة "تويتر" طالباً منهم التدخل، ووعدوا خيراً، ثم بدأت التواصل مع خبراء المجال الذين لم يترددوا في المساندة والمساعدة ولكن دون جدوى، ثم أنشأت حساباً جديداً وأعلنت عنه في وسائل التواصل الاجتماعي، وتفاعل المتابعون مشكورين بشكل مذهل.

* ورغم كل الاتصالات والوعود والجهود المستمرة لم تتم إعادة الحساب وصرت تحت رحمة بطء وبيروقراطية "تويتر"، واتضح في تلك الأثناء أن عدة حسابات لأكاديميين في الإمارات تم اختراقها في نفس الحملة، إلا أنه تمت استعادتها خلال يومين، ومضى أسبوع كامل دون جدوى، ففكرت باستخدام نظرية "الباب المفتوح"، وهي أنه في الكثير من الأحيان التي تبدو لنا المشكلة فيها مستعصية يتضح أن حلها أبسط مما نتوقع، سهولة لا تتعدى فتح الباب.

*وهكذا قمت بإرسال "تويتة" إلى حسابي المسروق وكان حينئذ قد غيّر اسمه للمرة الرابعة واستقر أخيراً على اسم "آخر خبر" محولاً حسابي إلى خدمة إخبارية. كان الدور الرائع للمتابعين هاماً، حيث بدأت "الريتويتات" تنهال كالمطر دون دعوة مني، بل شعوراً بالمساندة، بل إن البعض ذهب إلى إرسال تويتات إلى صاحب الحساب، يعنفونه على فقدانه للمصداقية، كونه قد استخدم حساباً مسروقاً لكي يبث من خلاله أخباراً. وخلال دقائق وإذا به قد تابعني، ثم أرسل إليّ رسالة بالخاص، يؤكد لي فيها عدم علمه بموضوع سرقة الحساب، وأنه اشتراه من شخص سعودي، وبعد عدة تويتات متبادلة وصلنا إلى اتفاق مريح وأرسل إليّ "الباسورد"، دون مقابل. كانت النهاية غير تقليدية، حتى للخبراء في هذا المجال، مثل عذبي المطيري، الذي بذل معي كعادته جهداً مضنياً، حيث عقّب: "يعني مو كل المشاكل تنحلّ بالصراخ" ويبدو أنها كذلك، ونظراً للمساحة المحدودة فسأنقل إليكم في المقالة القادمة نص التويتات بيننا، ففيها نمط جديد في التعامل يستحق التوثيق، ضعيف الذاكرة، عالم سريع جداً.