محمد منير: مصر تحتاج إلى أم كلثوم

نشر في 28-12-2012 | 00:02
آخر تحديث 28-12-2012 | 00:02
من عادته أن يفاجئ جمهوره بكل ما هو جديد، فبعد أغنية «إزاي» التي قدمها قبل ثورة 25 يناير وتنبأ فيها بالأحداث التي يمكن أن يشهدها المجتمع المصري، ها هو محمد منير يعود بفكرة أقرب إلى الجنون، فقد جدّد أغنية «يا حبنا الكبير الأول والأخير» لأم كلثوم (كلمات عبد الفتاح مصطفى وألحان رياض السنباطي) بتوزيع جديد لهاني مهنا.
عن جديده والدافع الذي حركه لتقديم هذه الأغنية ورأيه في المشهد السياسي كان اللقاء التالي معه.
جددت «يا حبنا الكبير الأول والأخير»، لماذا أم كلثوم ولماذا هذا الوقت بالتحديد؟    

لأن الأحداث على الساحة المصرية تفوق الاحتمال، لذلك كان علينا استلهام روح أم كلثوم، هذه السيّدة العظيمة التي قدمت الكثير لبلدها وحبها له فوق الوصف، لتكون كلماتنا أقوى ولنوصل رسالتنا إلى الجمهور.

ما أبرز خطوط هذه الرسالة؟

الأحداث في بلدنا تفوق قدرتنا، ولا بد من مواجهتها ولكن كيف؟ علينا أن نتكاتف لنتغلب على تلك الحالة. مصر في خطر، وعلى أبنائها أن يتّحدوا بدل الانقسام والفرقة. مصر أهم من أي فصيل وأهم من أي شخصية سياسية وأهم من أي شيء.

كيف وقع اختيارك على هذه الأغنية؟

لفترة طويلة انتابتني حيرة حول الأغنية التي يمكن أن تعبر عن هذه الحالة التي نعيشها، حتى استمعت إلى «يا حبنا الكبير الأول والأخير» التي تقول كلماتها: « يا حبنا الكبير الأول والأخير... يا ضاممنا تحت ضلك وفي خيرك الكتير... يا حبيب كل الحبايب الحاضر واللي غايب... ملايين ملايين لكن في حبك أهل وقرايب... تجمعنا كلمتك... تجمعنا ثورتك... والفرحة فرحتك... والنصرة نصرتك... وفي أعيادك نغني وتغني غنوتك... تعيش وتسلم يا وطني... يا حب فاق كل الحدود يا أغلى عندي من الوجود... أنت نشيدي للفدا وللبطولة وللخلود»... بالطبع هذا المعنى هو ما نحتاج إليه الآن لأنه يوحدنا.

لماذا اخترت هاني مهنا لإعادة توزيع الأغنية؟

لأسباب بعضها رمزي وبعضها فني، فهاني مهنا فنان كبير وله باع في تقديم ألحان متميزة، إضافة إلى كونه أصغر أعضاء فرقة أم كلثوم، ووجوده معنا بمثابة رمز وإشارة إلى ذلك الزمن، يمنحنا جزءاً من روح أم كلثوم التي نفتقدها.

تغيب هذا العام عن حفلات رأس السنة، ما السبب؟

لا قدرة لدي على الوقوف على مسرح وتقديم حفلة ليلة رأس السنة وثمة حالة استقطاب تعيشها مصر، ويسقط مواطنون يومياً في الاشتباكات التي تدور بين أنصار النظام وبين معارضيه.

لكن سمعنا أن دار الأوبرا تنوي إعادة حفلات رأس السنة بك؟

لا تتسع الأوبرا للجمهور الذي يدأب على حضور حفلاتي، بالتالي ستكون الفوضى السيناريو المنطقي وهو ما أرفضه، لذلك لا أعتقد أنها مكان مناسب لتقديم حفلة لي، إنما من الوارد في الفترة المقبلة حصول تطورات في دار الأوبرا تسمح بإقامة حفلة فيها.

 حضرت أخيراً عزاء عمار الشريعي وكنت حزيناً للغاية.

لأننا ببساطة نتحدث عن عمار الشريعي، أحد أهم أيقونات الموسيقى على مدار تاريخها. إنه عبد الوهاب عصره الذي رحل عنا فجأة وحزنت على فراقه، لكني على يقين من أنه في مكان أفضل من هنا، إنه عند خالقه وأدعو له بالرحمة.

ما رأيك بما حدث مع عمار من تجاهل لمرضه؟

إنها حالة تحدث مع الفنانين دائماً، هنا يكمن الفرق بين مصر وأوروبا، حيث يلقى الفنان اهتماماً فورياً ولا يحتاج إلى مناشدة ليتم علاجه على نفقة الدولة. أما في مصر فالوضع صعب للغاية، وعمار قامة كبيرة، بالتالي إهمال علاجه آلمنا لأننا لا نرضى بذلك. 

 هل شاركت في الاستفتاء على الدستور الجديد؟

بالطبع، كمواطن مصري لدي واجبات تجاه بلدي، وعلي أن أشارك لتتحرك الدولة إلى الأمام بعد توقف طويل، فمصر أكبر من أي مهاترات حدثت في الفترة الماضية.

كيف تقيّم المشهد السياسي؟

المشهد بين المعارضة والنظام صحي ما دام كل طرف يعبر عن آرائه السياسية وأفكاره، وهذا يصب في مصلحة الوطن. في النهاية، أصبحت السياسة في متناول الفرد العادي وهو أمر لم يكن يحدث في النظام السابق.

 أخيراً، ما الذي تطلبه من الحكومة؟

أن تعمل بجد واجتهاد للقضاء على الجهل والتخلف الذي سيطر على بلدنا فترة طويلة، فمصر تحتاج إلى مجهود أبنائها جميعهم.

back to top