• ميقاتي: محاولة لافتعال فتنة  • الحريري: محاولة دنيئة لاستدراج طرابلس

Ad

في حين كانت الساحة السياسية تتخبط بشأن القانون الانتخابي في ظل التناقض والتباعد في المواقف بين الكتل النيابية، وبينما يرهق ملف النازحين السوريين كاهل الحكومة واللبنانيين، عاد الملف الأمني بقوة إلى الواجهة من جديد، مع تعرض موكب وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي لإطلاق نار في طرابلس، وسقوط 4 جرحى من مرافقيه.

فقد تعرض الموكب لإطلاق نار خلال مروره عند مستديرة شارع عزمي في طرابلس، حيث كان ينفذ اعتصام تضامنا مع الموقوفين الإسلاميين. وأدى الحادث الى احتراق سيارة جيب من نوع نيسان وإصابة اربعة من مرافقي الوزير.

في المقابل، قال عدد من المعتصمين إن موكب كرامي هو من أطلق النار على موكب للشيخ حسام الصباغ، وتم الرد عليه ما أدى إلى وقوع اصابات. وأكد الشيخ نبيل رحيم أن «سيارات مجهولة قامت بإطلاق النار عشوائيا»، نافيا أي «مسؤولية للإسلاميين باستهداف موكب كرامي».

وأكّد رئيس الحكومة السابق الرئيس عمر كرامي، خلال مؤتمرٍ عقده بعد ظهر أمس، أنّ «العناية الإلهيّة تدخلت لتخلّص فيصل من نتيجة مؤلمة لا سمح الله»، متابعاً: «لقد ضحّينا بدمائنا من أجل القضيّة المحقّة، ونحن على استعداد أن نقدّم هذه الدماء للاستمرار بالمسيرة».

وفي حين أكّد أنّه «منذ بدأت الأحداث ومنذ عشرات السنين نقول إن خيارنا الدولة»، شدّد على «أننا اليوم لا نتهم أحداً ولا نحمل ضغائن ومتأكدون أن ما جرى كان غلطة من المسلحين»، مصراً على «أننا لن ندعي على أحد، ولن نحمّل المسؤولية لأحد».

وقال كرامي: «في كلّ لبنان يعيش المواطنون على أعصابهم»، عازياً سبب ذلك إلى أنّ «القوى الأمنيّة لا تعمل بشكل يريح الناس». وأردف: «ما يحدث يسمم أجواء البلد، ويسمم اقتصاده».

ميقاتي

وتابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حادث الاعتداء على كرامي. وطلب من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل الدعوة الى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن المركزي في طرابلس لبحث الموقف واتخاذ الاجراءات المناسبة.

واعتبر ميقاتي أن «الاعتداء على موكب الوزير كرامي هو استهداف لطرابلس وامنها واستقرارها ومحاولة لافتعال فتنة داخلية في المدينة». ورأى أن «الادانة لا تكفي، لأن العناية الالهية أنقذت طرابلس من هذا الأمر الخطير الذي استهدف بيتا وطنيا عريقا قدم للبنان أغلى التضحيات وفي مقدمها الرئيس الشهيد رشيد كرامي». وأكد أنه أعطى التوجيهات لوزير الداخلية مروان شربل لـ«متابعة التحقيقات المشددة حتى النهاية، وملاحقة ومعاقبة المتورطين في هذا الاعتداء».

من جهته، اعتبر وزير الداخلية أن «ما حصل من استهداف لكرامي في طرابلس هو نتيجة حمل السلاح وتقصير الدولة والأجهزة جميعا»، مشددا على أنه «لا يجوز أن يكون السلاح بيد الناس ويستعمل بهذه السهولة».

وتوجه شربل في مؤتمر صحافي، بالشكر إلى الوزير كرامي لقوله، إنه لم يكن مستهدفا في الحادث، معتبرا أن «كلامه كان له وقع مهم، ومن حاول اطلاق النار أصبح لديه نوع من الخجل».

في السياق، أجرى رئيس الجمهورية ميشال سليمان اتصالاً هاتفيا بالوزير كرامي مطّلعا على ملابسات الحادثة التي تعرض لها أمس، ومطمئنا الى صحته وسلامته ومدينا ما حصل.

واتّصل رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري بكرامي مستنكراً بشدة الحادث، ورأى فيه «محاولة دنيئة لاستدراج مدينة طرابلس إلى عدم الاستقرار من جديد».  وأهاب بـ»الطرابلسيين وفاعليات المدينة»، «التنبه لمثل هذه المحاولات والحرص على الأمن الوطني».