في تطور جديد للأزمة السورية أعلنت الأمم المتحدة عن قبول الممثلة العليا لشؤون نزع السلاح أنغيلا كين، ورئيس بعثة التحقيق الدولية للتحقيق في استخدام أسلحة كيماوية في سورية أكي سلستروم، دعوة الحكومة السورية لزيارة دمشق، بغية إجراء مشاورات حول سبل التعاون للتحقيق في تلك المزاعم.

Ad

وأصدر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بياناً أعلن فيه عن لقاء الأخير بكل من كين وسيلستروم، الذين أطلعاه شفهياً على المستجدات في نشاطات البعثة الدولية خارج سورية، والتي تضمنت تحليل مواد تلقتها من دول أعضاء في المنظمة الدولية، ونشاطات البحث عن الحقائق في دولة مجاورة.

وأشار إلى ان كين وسيلستروم قبلا دعوة الحكومة السورية لزيارة دمشق، بهدف إتمام مشاورات حول آليات التعاون المطلوبة بغية تمكن البعثة من أجراء تحقيق دولي مناسب وآمن وفعال في مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في سورية.

وكان السفير السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، وجه دعوة رسمية باسم الحكومة السورية إلى الأمم المتحدة لزيارة العاصمة دمشق بغية استكمال التحقيقات، في خطوة رحب بها الأمين العام للأمم المتحدة.

وأكد ان الزيارة، التي سيتم تحديد موعدها لاحقاً بين الجانبين، تهدف إلى "استكمال المشاورات بين الحكومة السورية والأمم المتحدة حول آليات ومرجعيات عمل اللجنة وحول الإطار الزمني لها"، وتبرهن مرة أخرى انفتاح الحكومة السورية لكشف الحقائق حيال ادعاءات استخدام الأسلحة الكيماوية في البلاد.

من جانب آخر، نفى الائتلاف الوطني السوري المعارض امس الأربعاء مزاعم روسيا بأن مقاتلي المعارضة أطلقوا مقذوفا مليئا بغاز السارين على ضاحية في مدينة حلب في مارس آذار وقال انه يتعين السماح لمفتشي الأمم المتحدة بالتحقيق في الهجوم.

وقال دبلوماسيون غربيون إن روسيا عرقلت مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة هذا الأسبوع يطالب بالسماح لفريق دولي مكلف بالتحقيق في الأسلحة الكيماوية بزيارة سوريا وتمكينه من إجراء تحقيق موضوعي.

وروسيا حليف قوي للأسد ومورد رئيسي للأسلحة لدمشق. ويماثل مشروع القرار بيانا صدر مؤخرا من جانب مجموعة الدول الصناعية الثماني ومن بينها روسيا.

وقال المتحدث باسم الائتلاف خالد صالح في بيان إن الجيش السوري الحر يدين بقوة أي استخدام للأسلحة الكيماوية ضد السكان المدنيين وينفي مزاعم روسيا بشأن استخدام الجيش السوري الحر للأسلحة الكيماوية في خان العسل في حلب. وأضاف صالح إن استخدام الأسلحة الكيماوية لا يتفق مع مباديء وأهداف الثورة السورية. واضاف ان استهداف مدنيين بدون تمييز لتحقيق مكاسب سياسية هو من طبائع نظام الأسد.

وشككت الولايات المتحدة في التحليل الروسي الخاص بحادث خان العسل ودعت مع فرنسا الى السماح لفريق من الأمم المتحدة بالدخول بحرية تامة الى المواقع السورية التي يشتبه بتعرضها لهجمات بالأسلحة الكيماوية.

وشكك دبلوماسي غربي رفيع طلب عدم نشر اسمه أيضا في مزاعم روسيا بان مقاتلي المعارضة هم المسؤولون عن هجوم خان العسل. كما استبعد الدبلوماسي فكرة ان حكومة الأسد راغبة في السماح لفريق الأمم المتحدة بالتحقيق فيما حدث في حلب لثقتها في أن المتمردين مسؤولون عن الهجوم الكيماوي الذي وقع في 19 مارس آذار. وقال الدبلوماسي ان الدليل المتاح يشير الى أن الجيش السوري هو من نفذ الهجوم.

وقال تشوركين ان خبراء روسا زاروا الموقع الذي سقط فيه المقذوف وأخذوا عينات من المواد الموجودة في المكان. وأضاف انه جرى تحليل تلك العينات في مختبر روسي معتمد من منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية. واضاف أن المقذوف ليس من الأسلحة المستخدمة في الجيوش.

وقال دبلوماسيون غربيون في مجلس الأمن الدولي طلبوا عدم نشر اسمائهم ان روسيا عرقلت مشروع القرار الذي استند الى بيان كانت موسكو قد أيدته في قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني في بلفاست ويحث كل أطراف الصراع على السماح بدخول فريق الأمم المتحدة "لإجراء تحقيق موضوعي في التقارير الخاصة باستخدام اسلحة كيماوية".

وقال دبلوماسيون إن روسيا بررت معارضتها لمشروع القرار بالقول ان الوقت غير مناسب. ولم ترد البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة على طلب للتعليق.