روسيا دولة عدوة!

نشر في 07-06-2013
آخر تحديث 07-06-2013 | 00:01
 صالح القلاب وصلت العنجهية والتدخل في شؤون الغير بـ"امبرطورية" فلاديمير بوتين إلى حد الاعتراض على تزويد الأردن بأسلحة أميركية من بينها صواريخ "باتريوت" وطائرات إف 16، والحجة الواهية وغير المقبولة هي: أن سورية تعيش كل هذه الاضطرابات، ولأن المنطقة ملتهبة لذا لا يجوز تزويد الدول المجاورة بمثل هذه الأسلحة!

وبداية فإنه لابد من أن نسأل بوتين أولاً: بأي صفة يحشر أنفه وأنف روسيا في قضية لا تعنيه ولا تعني دولته بأي شكل من الأشكال؟ وثانياً: لماذا يواصل هو مدَّ نظام بشار الأسد ويقف إلى جانبه بكل هذا السفور والتحدي في حربه المدمرة ضد الشعب السوري؟ وثالثاً: ألا يعلم أن الأردن دولة مستقلة، ولا يمكن أن تقبل، على الإطلاق، أن يتدخل لا في شؤونها الداخلية ولا في علاقاتها الدولية؟ ورابعاً: إن عليه، أي بوتين، أن يعرف أنه عندما يسمح لنفسه، بحجة أنه "امبراطور" الدولة الأعظم في العالم، بعد كل هذا الإعياء الذي أصاب الولايات المتحدة في عهد باراك أوباما، بالتدخل في شؤون دولة مستقلة فإنه يدفع الآخرين دفعاً إلى التدخل في العلاقات بالجمهوريات الإسلامية وكذلك علاقات الشيشان والداغستان وكل مناطق القوقاز بروسيا الاتحادية.

إنه ليس من حق فلاديمير بوتين أنْ ينصِّب نفسه وصياً على هذه المنطقة العربية، وأن يتحدث بما "يجوز" وما لا "يجوز" عن علاقات أي دولة من دولها بأي دولة في العالم، ولعلمه، إذا كان لا يعرف هذا، فإنَّ الأردنيين قد اعتبروا اعتراضه على تزويد بلدهم، المملكة الأردنية الهاشمية، بالأسلحة التي تريدها مسّاً بكرامتهم وتعدياً سافراً على سيادتهم وهم لا يمكن أن يقبلوه حتى من صديق، هذا إذا كان يعتبر نفسه صديقاً لهذا البلد.

قد بات واضحاً ومعروفاً أن روسيا هي المسؤولة عن استمرار هذه الحرب المدمرة في دولة عربية هي سورية، وأنها تتحمل تاريخياً إزهاق أرواح أكثر من مئة ألف سوري، كما أنها تتحمل تاريخياً أيضاً كل هذا الدمار المرعب الذي حلَّ بهذا البلد، فالأسلحة التي مزقت أجساد هؤلاء هي أسلحة روسية، وموسكو هي التي منعت مجلس الأمن الدولي من القيام بواجبه تجاه هذه المأساة الإنسانية، ثم إنَّ الروس هم المسؤولون عن كل هذه البشاعات التي يرتكبها حزب الله وترتكبها إيران ضد السوريين وخصوصاً المسلمين السنة منهم.

على مدى عامين وروسيا مستمرة، بسياساتها وبأسلحتها وبألاعيبها وبدوافعها التي تثير أسئلة كثيرة التي لم تعد خافية على أحد، بتدمير دولة عربية رئيسية وذبح شعبها حتى بالأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً، ومع هذا فإنها لم تتردد في الاعتراض على دولة ذات سيادة هي المملكة الأردنية الهاشمية في أنْ تُسلِّح جيشها بالأسلحة التي تمكنها من الدفاع عن نفسها وشعبها ضد أي استهداف إقليمي أو دولي ربما بأسلحة روسية.

ولذلك، بما أن روسيا قد وضعت نفسها في موقع العدو المبين للعرب والمسلمين وبما أنها المسؤولة عن كل هذه الدماء التي سالت في سورية العربية والمسلمة أيضاً فإنه لم يعد أمام العرب إلاَّ أن يبادروا إلى أقل ما يمكن أن يردوا به على تمادي بوتين في تحديهم وهو قطع العلاقات الدبلوماسية معه ومع بلده، وكذلك فإنه ربما لم يعد أمام المسلمين وعلى أساس: "العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص" إلا أن يساندوا إخوتهم في الجمهوريات الإسلامية وأيضاً أن يساندوا الداغستان والشيشان ومسلمي المنطقة القوقازية ضد الاضطهاد الروسي لهم.

back to top