«14 آذار» تتوقع لسلاح «حزب الله» سيناريو مشابهاً لـ«الكيماوي» السوري

نشر في 18-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 18-09-2013 | 00:01
خلافاً للقراءات السياسية التي يعمد "حزب الله" وحلفاؤه في لبنان الى الترويج لها في وسائل الإعلام حول حسابات الربح والخسارة في الاتفاق الأميركي- الروسي حول الترسانة الكيماوية السورية، فإن المعنيين بالقرار في "قوى 14 آذار" يرون في حملة التحالف السوري الإيراني الكثير من المغالاة ومحاولات استيعاب الرأي العام من جهة، والمكابرة الهادفة الى الحد من الخسائر، ومحاولة عدم انسحاب الثمن الذي اضطر النظام السوري الى دفعه على "حزب الله" وسلاحه في لبنان من جهة مقابلة.

وبحسب قراءة "قوى 14 آذار"، فإن القول بأن قوة التحالف السوري – الإيراني وامتداداته الإقليمية في لبنان والعراق ستكون هي نفسها بالترسانة الكيماوية السورية وبدونها بعيد كل البعد عن المنطق، مشيرة الى أن نزع هذه الترسانة من النظام السوري يعتبر ضربة قاسية وموجعة الى التحالف الاستراتيجي السوري – الإيراني الذي عملت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ونظام الرئيسين حافظ وبشار الأسد على بنائه ورفده بالأسلحة منذ ثمانينيات القرن الماضي تحت شعار تحقيق التوازن الاستراتيجي مع إسرائيل بأسلحتها التقليدية والنووية المتطورة.

وترى مصادر قيادية في "قوى 14 آذار" أن نزع الترسانة الكيماوية السورية هو بداية مسار وليس حدثا معزولا ومحدودا في المكان والزمان، ذلك أن الخطوة التالية ستكون المشروع النووي الإيراني، وبالتالي ما تبقى من الترسانة الصاروخية التقليدية الموجود بحوزة "حزب الله".

وتعتبر هذه المصادر أن الترسانة الصاروخية الموجودة لدى "حزب الله" ليست أكثر مناعة من الترسانتين الكيماوية السورية والنووية الإيرانية، وبالتالي فإن على "حزب الله" أن يضع في رأس حساباته اعتبارات إقليمية ودولية مستقبلية ممكنة من شأنها أن تضعه في أي لحظة أمام أمر واقع شبيه بالأمر الواقع الذي وجد نظام الرئيس السوري بشار الأسد نفسه أمامه قبل ايام.

وتتساءل هذه المصادر: ماذا فعل التحالف الإيراني مع النظام السوري في ملف الترسانة الكيماوية؟ وهل تمكن من الدفاع عنها دبلوماسيا وعسكريا؟ وماذا فعل التحالف الروسي مع سورية؟ وهل تمكن من تأمين التغطية الدولية لاحتفاظ الرئيس بشار الأسد بأسلحته الكيماوية؟

وتستدرك: بماذا سيكون الوضع مختلفا بالنسبة الى سلاح "حزب الله" وترسانته الصاروخية عندما تتقاطع الظروف الإقليمية والدولية على وجوب تدميره أو نزعه؟ وهل ستتمكن إيران من حمايته وهي التي لم تتمكن من حماية سلاح أكثر فاعلية وأهمية منه؟ وهل ستتعاطى روسيا مع صواريخ "حزب الله" بغير ما تعاطت مع الترسانة الكيماوية السورية علما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعمد الإشارة في مقالته الشهيرة التي نشرت في الصحافة الأميركية الى أهمية الاتفاق الأميركي – الروسي - الأوروبي في ضمان أمن إسرائيل من دون ربط ملف السلاح الكيماوي السوري بالترسانة النووية الإسرائيلية؟

وعلى الرغم من هذه القراءة فإن قيادات بارزة في "قوى 14 آذار" تؤكد أنها لن تكون يوما في موقع ابتزاز الحزب على حضوره في الحياة السياسية اللبنانية مستفيدة من المتغيرات الاستراتيجية الإقليمية والدولية. ولكنها ستصر على موقفها وستتمسك بنظرتها الى المخارج والحلول التي تضمن استقرار لبنان وتحمي "حزب الله" من سياساته ومن نفسه. 

وتعتبر قيادات "قوى 14 آذار" أن تنازل "حزب الله" لمصلحة الدولة اللبنانية وليس لمصلحة فريق لبناني تمثله "قوى 14 آذار" هو المطلوب في هذه المرحلة. وتختم قراءتها تأكيد أن الضمانة الوحيدة لدور الطائفة الشيعية وممثليها في لبنان تكون لبنانية، وأن الدولة القوية التي تلتف حول مؤسساتها الشرعية والدستورية كل القوى السياسية والحزبية هي الحماية الوحيدة للجميع من دون استثناء.

back to top