في خضم طوفان الصورة الفوتوغرافية وصور الديجتال، ربما يزداد المصوّر الفرنسي الإيطالي ويلي ريزو توهجاً. إذا عدنا قليلاً إلى الوراء يتبين مغزى قصدنا، ففي زمانه قال الفيلسوف الألماني فالتر بنيامين: «الأمي في المستقبل هو من لا يجيد التصوير الفوتوغرافي»، وبشّر بحلول زمن سيتمكن فيه كل الناس من استعمال آلة التصوير كإتقانهم استعمال قلم الحبر الناشف.
قال والتر بنيامين في بحثه «العمل الفني في عصر استنساخه التقني»: «الفن الذي يمكن استنساخه ويأتي بأيّ كمّ وبأي كيفية، يفقد هالته». أي جاذبيته وسحره وقيمته وطابعه الخاص. فقدت الصور التقليدية هالتها قبل وفاة ريوز بأعوام، وأفلست شركات تختص بالصور مثل «غاما» و{كوداك»، وبات كل شخص يملك كاميرا في هاتفه النقال يصور كيفما يريد. وبحسب الباحث محمد الحداد، لم يعد القارئ يهتم بالصورة الجادة، ولم يعد المثل الأعلى ذلك المصور الذي كان يقتحم أهوال القارات البعيدة والحروب الضارية ليلتقط صوراً نطّلع عليها كل صباح في صحيفتنا المفضلة. ولم تعد صور المجاعات والحروب ولا الإضرابات العمالية أو الطلابية ولا صور البؤس، بل ولا المواعيد السياسية الكبرى، هي التي تجلب القارئ.لعل ويلي ريزو إحدى الأيقونات الحارسة لذاكرة الصورة الفوتوغرافية في القرن العشرين، خصوصاً أنه كان مصور المشاهير الذين ساهموا بشكل أساسي في تخليد التصوير الفوتوغرافي، وقد نال الشهرة عن طريق الصور التي التقطها لنجوم هوليوود والفنانين، وعروض دور الأزياء. واشتهر ريزو، الذي أُطلق عليه لقب «صائد النجوم»، خلال الخمسينيات والستينيات عن طريق تصويره الملوك وعارضات الأزياء والممثلين، ونجوم مهرجان «كان» وهوليوود. وقد التقط الصور لمارلين مونرو في يوليو 1962، أي قبل وفاتها بأسبوعين، وقال عنها: «تبقى أجمل صورها أدنى من الواقع والحقيقة. إنها ساحرة!».واشتهر ريزو بتصميمه الأثاث، ولجمالية إنجازاته من أعمال أدهش الأصدقاء والمقربين منه، وبقي في تصاميمه وفياً لاستخدام المواد التقليدية والعالية الجودة والطبيعية، واستعان الكثير من صانعي السينما بأعماله لأجل إضفاء لمساتٍ جمالية على أجواء أفلامهم، كما هو شأن المخرج الإيطالي فيديريكو فلليني في فيلم «الحياة الرخية» في 1960.نبذةولد ريزو في أكتوبر 1928، وكان قد تعاون خلال مسيرته المهنية مع الوكالات والمجلات العالمية الكبيرة، من قبيل «باري ماتش» و{لايف ماغازين». وكان الرسام إرجيه قد ذكره في إحدى قصص «تان تان» المصورة بعنوان «لي بيجو دو لا كاستافيور»، مخصصاً له شخصية وولتر ريزوتو مصطاد صور المشاهير.وكان ويلي ريزو أحد أوائل المصورين الذين عينتهم مجلة «باري ماتش»، وكان قد التقط لحسابها أول صورة ملونة لونستون تشرشل. كذلك عيّن مديراً فنياً لمجلة «ماري كلير» في عام 1959.
توابل
ويلي ريزو... حارس الذاكرة
07-03-2013