تقرير إخباري: «الائتلاف» و«الجبهة»... Copy and Paste
الحكومة المنتخبة والتصدي لنهج السلطة والعودة إلى «الأربعة»
بعد ستة أشهر من إعلان تشكيل الجبهة الوطنية لحماية الدستور، أعلن مساء أمس الأول تشكيل «ائتلاف المعارضة»، وحمل التشكيلان تطابقاً إلى حد كبير في الأهداف والمكونات.لم يحمل إعلان ائتلاف المعارضة أي جديد على الساحة السياسية، إذ جاءت أهدافه بشكل متطابق الى حد كبير مع تجمعات سابقة أعلن عنها وانتهت فور الإعلان ولم تستطع تحقيق الأهداف التي تأسست من أجلها.وما بين الجبهة الوطنية لحماية الدستور و"الائتلاف"، آخر تجمع سياسي معارض تم تشكيله، الكثير من أوجه الشبه سواء من حيث الأهداف أو من حيث المكونات، ولكن هل تكون النهاية متشابهة بعد أن ولدت "الجبهة" ميتة؟الحكومة المنتخبةفمن أهداف "الجبهة" – بحسب ما أعلن في وثيقتها - "استكمال التطور الديمقراطي نحو نظام برلماني كامل" و"إصلاح القضاء وتطويره ودعم استقلاليته" و"سنّ قانون ديمقراطي لإشهار الهيئات السياسية"، وهذا ما يتطابق تماما مع الهدف الأول من "الائتلاف" الذي نص على "الالتزام بأولوية الاصلاح السياسي... وذلك عبر الانتقال الى النظام البرلماني المتكامل الذي يستند الى اشهار الأحزاب والتعددية السياسية والقوائم النسبية بحيث تكون الحكومة نتاج انتخابات حرة ونزيهة (حكومة منتخبة)، الى جانب ضمان استقلالية القضاء". أما ثاني أهداف "الائتلاف" فلا يختلف أيضا عما جاء في وثيقة "الجبهة" إذ جاء الهدف الثاني على النحو التالي "… التصدي لنهج الانفراد بالسلطة ومنع الانقلاب التدريجي على المكتسبات الدستورية"، أما وثيقة الجبهة فذكرت الهدف ذاته "التصدي لنهج الانفراد بالسلطة...".حل المجلسولعل الهدف الثالث والأخير لـ"الائتلاف" اختلف عن وثيقة "الجبهة" بسبب تغير الأحداث السياسية وصدور مرسوم الصوت الواحد، فمن مطالبة "الجبهة" بحل مجلس 2009 الى مطالبة "الائتلاف" بحل مجلس 2012، غير أن التجمعين متفقان على التمسك/العودة الى النظام الانتخابي السابق "الأربعة أصوات".ويستمر تشابه "الائتلاف" و"الجبهة" بصورة أخرى من حيث تشكيل الهيكل الخاص بهما، إذ تشير وثيقة "الجبهة" الى هيكلها بالصورة التالية "وستنظم الجبهة عملها عبر تشكيل فرق عمل لمختلف المهمات، وتشكيل لجان على مستوى المحافظات والمناطق"، أما بيان "الائتلاف" فأشار الى انه "يحق للمكتب السياسي أن يشكل مكاتب ولجانا تساعده في تحقيق أهداف الائتلاف"، علما بأن كلا التشكيلين له هيئة عليا تشرف على أعماله.ولعل المفارقة تأتي في تطابق تعريف كلا التنظيمين، إذ تعرف وثيقة الجبهة الوطنية تشكيلها بالقول "هي ائتلاف وطني واسع يضم مواطنين من مختلف فئات المجتمع وطبقاته"، وهذا التعريف جاء متطابقا أيضا مع تعريف "الائتلاف" الذي يشير الى "... تكوين ائتلاف وطني واسع يضم في صفوفه مختلف مكوناتها الفاعلة".مكونات التنظيمينأما مكونات "الائتلاف" و"الجبهة" فهي أيضا متقاربة الى حد التطابق، ويتشارك التجمعان في معظم المكونات "الأغلبية البرلمانية، التيار التقدمي، الشعبي، الحركة الدستورية، الحركة المدنية، النقابات العمالية، الحركات الشبابية والقوى الطلابية، والشخصيات العامة".تطابقت "الجبهة" و"الائتلاف" فكرة وأهدافا، فهل يسير الأخير في طريق النهاية سريعا كما كانت حال "الجبهة" أم أنه الفرصة الأخيرة للمعارضة للاستمرار؟