«عناء الانتظار وغلاء الإيجارات أبرز أسباب القبول»

Ad

تزامناً مع إعلان وزير المواصلات وزير شؤون الإسكان سالم الأذينة لـ«الجريدة» حرص الحكومة على الإسراع في حل القضية الإسكانية تنفيذاً للرغبة السامية لأمير البلاد، وضعت الأزمة الإسكانية فعلياً على طريق الحل من خلال تعديل المرسوم رقم 27/2012 الذي سيساعد بشكل كبير على إنشاء أكثر من 175 ألف وحدة سكنية تتوافق مع خطة التنمية بالبلاد في ثلاث مدن كبرى هي المطلاع والصبية والخيران لحل مشكلة الطلبات الإسكانية بعد وصولها نهاية العام الماضي إلى 103 آلاف طلب اسكاني.

«الجريدة» التقت عددا من المواطنين لمعرفة آرائهم تجاه هذه المدن الإسكانية الكبيرة ومدى قابليتهم للسكن بها من عدمه خاصة أنها تقع في مناطق بعيدة عن مدينة الكويت، وفي ما يلي التفاصيل:

في البداية، قال المواطن خالد الانصاري: "لا اريد ان اقول انني افضِّل السكن في المناطق البعيدة، لكن مكره أخاك لا بطل"، مبينا ان المواطن لا يريد الانتظار 15 عاما ويدفع ايجارات شهرية، مؤكدا ان المواطن مضطر للسكن في اي منطقة بعيدة.

ورأى الانصاري ان الحكومة في الآونة الاخيرة تعطل حل المشكلة الاسكانية، مشيرا الى ان هناك مساحات كبيرة في مدينة الكويت كان بالمكان استغلالها، وتستبعد بعض المواقع مثل العارضية الصناعية، معربا بقوله "كان اجدى بالحكومة ان تبعد المناطق الصناعية عن السكنية والتي تتخذ موقعا استراتيجيا، الى جانب ان موقع السكراب سمعنا منذ سنوات عن ازالته"، فضلا عن منطقة الشويخ الصناعية.

واضاف ان موقع معسكرات الجيوان التابعة لوزارة الدفاع في منطقة الرقعي يعتبر موقعا بارزا في البلد، مبينا انه في اغلب دول العالم تبعد المواقع العسكرية عن السكنية الا اننا نضع مواقعنا العسكرية مكشوفة وبين المدن السكنية، مؤكدا ان ذلك يعتبر خطرا وخطأ في وقت واحد.

من جهته، قال المواطن طلال الزعابي، ان المواطن مجبور ان يرضى ويسكن في هذه المدن، مبينا ان المواطن لا يستطيع شراء منزل في ظل ارتفاع العقار الى جانب ان الايجارات غالية والراتب الشهري متواضع، مشيرا الى ان الحكومة لا تراقب ارتفاع هذه الاسعار.

وتابع ان المواطن يريد ان يسكن ويعيش في اي مكان، معبراً بقوله "الكويتي ما عنده مشكلة يسكن في جزيرة فيلكا"، والخدمات العامة ستأتي مع الوقت، خاتماً بقوله "وقت الدلع راح".

من جانبه، ذكر المواطن خالد الفيلكاوي: "بصراحة المدن بعيدة لكن يجب ان يتوسع العمران بالكويت والا تتقارب المناطق بجانب بعضها لتجنب الزحام المروري"، مبينا ان الخدمات لهذه المدن تأتي مع الوقت لا محالة.

وبين الفيلكاوي انه احد سكان مدينة صباح الاحمد التي تبدو بعيدة الى حد ما عن مدينة الكويت، ولكن بالمقابل الايجارات في الشقق غالية والافضل له ان يسكن في اي مكان كان.

ليس عائقاً

وقال المواطن عادل الصواغ ان بعد المناطق لا يعتبر عائقا، مؤكدا انه ليس لديه اي مانع كمواطن للسكن في هذه المدن، مبينا انه احد سكان منطقة صباح الاحمد والتي تعتبر مقاربة لهذه المدن الجديدة.

 واضاف ان المواطن سئم الانتظار ويريد ان يسكن في اي مكان، مبينا انه بلغ من العمر 40 عاما وانه سيسكن منزله الذي استلمه مؤخرا في منطقة صباح الاحمد في سن الـ43.

وبين انه يجب ان تكون هناك مناطق بعيدة عن مدينة الكويت، مبينا ان قرب المناطق يسبب الزحام الذي يواجهه البلد اليوم.

الخدمات مهمة

من جانبه، قال المواطن عتيق الهاجري ان بُعد المناطق ليس مشكلة، مقارنة بالخدمات التي تقدمها الدولة، فكيف تريد الدولة المواطنين السكن في منطقة بلا خدمات وعلى اي اساس؟ وكيف يسكن المواطن في مدينة بلا جامعات ومستشفيات وطرق، مقترحاً فتح طريق "المقوع" ليسير بشكل مباشر من منطقة صباح الاحمد على منطقة خيطان والفروانية بدلاً من طريق ام الهيمان والملك فهد.

وعلق الهاجري حول قطع بدل الايجار في حل تسلم المنزل، مبينا ان المواطن لا يستطيع السكن في منزله فور استلامه، داعيا الى استمرار صرفه لحين قدرة المواطن على السكن بشكل فعلي ومن ثم قطعه.

من جهته، قال المواطن فهد الدسمة "لا مشكلة لدي كمواطن ان اسكن في المطلاع والصبية والخيران وغيرها من المناطق البعيدة في حال توفير الخدمات المتكاملة والطرق المناسبة، مبينا انه احد سكان مدينة صباح الاحمد.

وبين الدسمة ان المواطنين سكنوا منطقة صباح الاحمد والتي تعتبر بعيدة عن مدينة الكويت من خلال توفير اكثر من 9 وحدات سكنية والتي امتلأت دون الرفض، مبينا ان المواطنين اضطروا للسكن هناك.

واستغرب الدسمة من وجود منطقة اسمها على اسم سمو الامير الشيخ صباح الاحمد لا تتوافر فيها خدمات مميزة عن غيرها من المناطق الاخرى، مبينا ان سوء الخدمات اليوم مؤشر للخدمات التي تقدمها الدولة خلال المستقبل والذي من المفترض ان يكون ممتازا لجذب المواطنين.

من جانبه، اكد المواطن سالم عبدالله ان بعد المدن ليس عائقا بالنسبة له قائلا: "أنا راض بأخذ احدى قسائم هذه المدن وما عندي اي مشكلة"، مبينا انها تبدو افضل من المناطق التي بنيت بالسابق.

وعن تغلبه على مواجهة بُعد موقع العمل عن منزله، بين عبدالله ان الطريق هو المشكلة الوحيدة والعائق لبعد المنزل، وفي حال توفير طرق سريعة تحل المشكلة.

سوء تنفيذ

وأكد المواطن عيد العازمي ان اعلان الوزير عن 175 الف وحدة سكنية "كلام فاضي"، مبينا ان مشكلة القضية الاسكانية بالبلاد متمثلة في سوء التنفيذ من الحكومة بعيداً عن حلها بكل مصداقية مع المواطنين.

وبين العازمي المواطن ليس لديه اي مشاكل في السكن بالمناطق البعيدة بشرط ان تكون متكاملة الخدمات العامة.

واضاف ان المواطن في حال توفير الطرق المناسبة له للذهاب الى هذه المدن ليس لديه مشكلة بالذهاب والسكن اليها، مبينا ان بعد اماكن العمل ليس عائقا للموظف يكفي الخروج من المنزل مبكراً ليصل الى عمله مبكراً.