سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح حفظه الله:

Ad

تحية تقدير واحترام مقرونة بالدعاء للمولى عز وجل أن يجعل النجاح والتوفيق معقوداً بركابكم.

ولكم من القلب تهنئة بحصولكم على تجديد الثقة الغالية بكم من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه لتولي مسؤولية رئاسة مجلس الوزراء، وتشكيل الحكومة الجديدة في ظروف غير عادية تمر بها البلاد، والتي تتطلب أسلوباً وممارسة غير عاديين.

ونتقدم لكل أعضاء الحكومة بخالص التهنئة والدعاء بأن يكونوا على قدر المسؤولية التي أولاهم إياها سمو أمير البلاد حفظه الله، ولا شك أن منصب وزير لم يعد منصباً للوجاهة والشهرة بقدر ما هو تكليف وعمل من أجل هذا الوطن، ونتمنى أن يكون المكتب الوزاري أقل الأماكن وجوداً للإخوة الوزراء.

سمو الرئيس:

إن الشعب الكويتي يملأ قلبه التفاؤل والأمل بأننا على مشارف مرحلة جديدة ستشهد فيها البلاد تسارعاً في التطور والنمو لتعويض ما فاتنا من سنين ضاعت قضيناها في تناحر وصراخ ومعارك لا حصر لها، فالكل ضد الكل، وعلا الصراخ فلم يعد أحد يسمع أحداً، وانبرى كل طرف للدفاع عن مصالحه وأهدافه وضاع الوطن أو كاد.

سمو الرئيس:

إن الكويت أمانة في أعناقكم فندعو الله لكم بالعون على تحمل هذه الأمانة التي نؤمن بأنكم أهلٌ لها بإذن الله، ونتمنى ألا يضيع الأمل والتفاؤل اللذان يملآن النفوس بين سطور خطبٍ ووعود لا تلامس الواقع.

لقد استبشرنا خيراً بطرح سموكم لشعار "الجدية" في تطبيق القوانين، ونتمنى أن يكون قانون المرور من أولويات ذلك الشعار لنحافظ على تلك الأرواح التي تزهق في شوارع البلاد، وإقرار المشاريع التنموية العملاقة وعدم الالتفات إلى من يحاول أن يضع العصا في عجلة التنمية.

سمو الرئيس:

لقد كانت الدعوة إلى العدالة الاجتماعية في كل حقب التاريخ هي المحرك الأساسي للحركات الشعبية التي أطاحت بدكتاتوريات وإمبراطوريات وقياصرة، ومن هذا المنطلق نتمنى أن تكون هناك دراسة متأنية وعميقة لكل مكونات المجتمع الكويتي وأطيافه على أن تشمل جميع مناطق البلاد، وذلك للوصول إلى الحد الأدنى من العدالة.

نعم إنه من غير الإنصاف أن نقارن ما يتمتع به المواطن الكويتي من رخاء ورفاهية وأمن وأمان مع ما يعانيه المواطن في الدول من حولنا قد يكون بعضها أكثر ثراءً منّا.

ولكن ذلك لا يعفينا من العمل على تحقيق المزيد من الرخاء والرفاهية لكل مكونات الشعب الكويتي، فنحن، ولله الحمد والمنة، لا ينقصنا شيء من وفرة مالية وشعب متعلم واعٍ وشباب قادر على العطاء والإنجاز وشركات خاصة تنافس مثيلاتها في العالم.

فليس من المعقول أو المقبول تزايد طوابير الشباب للحصول على العمل أو السكن، وليس من المعقول أو المقبول أن نرى طوابير من المواطنين البسطاء الذين يقتطعون جزءاً من راتب التقاعد لتسديد فواتير الكهرباء والماء بكل أريحية وحب وإيمان بهذا الوطن بينما نرى عزوفاً أو عدم متابعة للتسديد من بعض الفئات.

نتمنى أن يكون هناك جدية في تطبيق القوانين لمتابعة الشركات الوهمية التي اتخذت من شروط الإقامة مصدراً للتكسب على حساب الوطن وأمنه، وهذا سيؤدي بالضرورة إلى تعديل التركيبة السكانية.

سمو الرئيس:

لقد أثبتت الكويت العزيزة، كما كانت وستكون دائماً، أنها عصية على كل من يريد الإضرار بها أو بأهلها، فالتاريخ يسجل لهذا الوطن منذ عهد الآباء والأجداد تعلق أهله به وعشقهم لترابه، فلم تهزمهم حتى قوى الطبيعة القاسية، وتكسرت على صخرة صموده أطماع الطامعين وأحقاد الحاقدين.

فالكويت قادمة بإذن الله وبقوة لتحتل موقعها في الريادة، وليعلم الجميع أنه لم يعد هناك مكان لمتقاعس أو حاقد أو فاسد، ومن يرد البناء فعليه أن يحمل المسطرة و"الفرجار" وإلا فليتنحَّ ويأخذ مساحة من الشارع يندب بها حظه العاثر.

سمو الرئيس:

دعاؤنا لسموكم بأن يسدد الله خطاكم دائماً على دروب الخير والنجاح.

وليحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.