ناشي الحربي... الرسام الذي تحول إلى شاعر غنائي متميز

نشر في 12-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 12-07-2013 | 00:01
تعاون الشاعر الغنائي ناشي الحربي مع مطربين من أجيال مختلفة، وانطلق فنياً في السبعينيات وسط جيل الأغنية المطوّرة الكويتية، كذلك عمل في الصحافة التي صقلت موهبته الشعرية وأطلقتها إلى آفاق أرحب.
الشعر في دمه منذ الصغر، فقد ترعرع الحربي وتربى في بيت يتعاطى الشعر، وقد ساعدته مخالطة الشعراء في الديوانيات على تنمية موهبته، بالإضافة إلى مطالعة كتب شعرية ودواوين كبار الشعراء أمثال: محمد بن لعبون، القاضي، العوني، ابن سبيل، عبدالله الفرج وآخرون.

راحت موهبة الشعر تكبر معه يوماً بعد يوم حتى وصل إلى المستوى الذي سمح له بخوض مجال التأليف الغنائي في السبعينيات، ثم تابع عطاءه في مسيرة الحركة الغنائية الكويتية الحديثة، وتنوعت كتاباته بين الأعمال  الوطنية والاجتماعية والعاطفية، وتميزت بمفردات عذبة وإخلاص في التعبير عن المشاعر، فتغنى بها كبار الفنانين من رواد الأغنية الكويتية المعاصرة ومن مطربي جيله.

سيرة ذاتية

اسمه الثلاثي ناشي هلال الحربي من مواليد دولة الكويت- مدينة الجهراء عام 1952 متزوج وله ابن وابنة: مشعل وشمايل، تابع دروسه الابتدائية والمتوسطة في مدرسة الأحمدي المشتركة ثم في ثانوية الشويخ، وأكمل دراسته في المعهد الديني في الفترة المسائية. عين موظفاً في وزارة الصحة العامة، وآخر عمل له كان رئيس قسم العلاقات في مستشفى الفروانية وتقاعد بعد ذلك.

 بدأ ناشي الحربي حياته الفنية رساماً في المدرسة والأندية الصيفية، إلا أنه ما لبث أن ترك الرسم لظروف خاصة، واتجه إلى كتابة الشعر الغنائي. على غرار أي هاوٍ ركز في بدايته على الاستماع إلى الأغاني وقراءة كتب الشعر، وتأثر بكبار شعراء الأغنية من هؤلاء: بدر بورسلي، مبارك الحديبي، يوسف ناصر، فايق عبدالجليل، عبداللطيف البناي.

عام 1973 بدأ ينشر قصائده في مجلة “عالم الفن” في باب “أقلام شابة” الذي كان يشرف عليه الشاعر نايف المخيمر. يذكر أن المجلة ما زالت  تصدر لغاية اليوم عن جمعية الفنانين الكويتيين، وقد شجعه عضو الجمعية الشاعر فايق عبدالجليل، ثم انضم إلى عضويتها.

 عام 1974 عرض الحربي على الفنان عبدالله السويلم أولى قصائده التي كتبها، فأشاد السويلم بها، وقد ربطته صداقه وثيقة بالمطرب والشاعر الغنائي عبدالمجيد عبدالقادر شقيق الفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر، إذ كان يعمل معه في قسم العلاقات العامة في المستشفى، فأعجب بقصائده واصطحبه إلى جمعية الفنانين الكويتيين وعرضها على مجموعة من الملحنين من بينهم: خالد الزايد الذي اختار نصين ولحنهما وتم تسجيلهما عام1975، “ديرة العشاق” بصوت المطرب فيصل عبدالله، و”أنا مسافر”  بصوت المطرب يحيى أحمد.

 

في الصحافة

عام 1974 نشرت قصيدة لناشي الحربي في “مرآة الأمة” باسم غير اسمه، وعندما قصد مقر المجلة للاستفسار التقى صحافيين يعملون فيها هم أصدقاء له من بينهم: رسام الكاريكاتور الفنان عبدالرضا كمال، الصحافي والرسام عبدالسلام مقبول الذي كانت تجمعه معه علاقة ومعرفة وثيقة منذ الصغر، إذ درسا معاً في مدرسة واحدة، ويسكن قريباً من منزل العائلة الذي انتقل إليه في “المقوع”، فأوضح له الالتباس والسرقات التي تتمّ من ضعاف النفوس، ومن ثم عرض عبدالسلام مقبول الذي كان يشغل منصب سكرتير التحرير على الحربي إعداد باب “مرآة الأمة” فوافق، واستمر التعاون عشرين عاماً.

 يقول ناشي الحربي عن  تلك المرحلة: “مرآة الأمة” والمرحوم علي بن يوسف الرومي لهما، بعد الله، فضل علي... المجلة مدرستي الأولى في عالم الصحافة وكانت أجمل أيام عمري، حققت انطلاقتي من خلالها عندما كنت مع زميلي عبدالأمير عيسى الشاعر الغنائي، عبدالسلام مقبول رسام الكاريكاتور، عبدالرضا كمال وكثير من الأصدقاء، وكانت المجلة مدرسة صحافية تعلمت منها وبرزت خليجياً ولها دور لا ينسى”.

كذلك عمل الحربي في مجلات: “صوت الخليج”، “حماة الوطن”، “اليقظة” وهو عضو في جمعية الصحافيين الكويتيين.

رموز الغناء

ناشي الحربي من جيل الأغنية في السبعينيات أي مرحلة ازدهار الأغنية الكويتية، عاصر خلالها حلاوة الأغنية المطوّرة وتذوق نجاحاتها بعدما تعامل مع رموزها من ملحنين ومطربين، واستفاد من خبرتهم ودرايتهم، في مقدمهم الفنان القدير مصطفى أحمد الذي غنى من كلمات الحربي وألحان الفنان سليمان الملا “قالت علامك” (1975) وأغنية عاطفية.

بعد ذلك غنى للحربي أكثر من فنان من  بينهم: عبدالكريم عبدالقادر، أحمد عبدالكريم، فيصل عبدالله، راشد سلطان، غريد الشاطئ، صالح الحريبي، مبارك المعتوق، يحيى أحمد، أحمد القطامي، عباس البدري، أحمد عبدالله، عبدالله بوغيث وفرج الفرج، كذلك غنى من  كلماته فنانون عرب من أمثال:  أحلام وعتاب وابتسام لطفي وفؤاد سالم وخالدة... واسماء لامعة وأصوات شجية من العناصر الجديدة والشبابية.

مع فيصل عبدالله

فيصل عبدالله، أحد أبرز المطربين الذين غنوا من كلمات  ناشي الحربي، أول تعاون جمعهما كان في أول أغنية أجيزت للحربي (1974) وسجلت عام 1975... بعد ذلك غنى له من ألحان الفنان سليمان الملا أغنيتي “لا تحاول”، و”جيتها”.

من كلمات ناشي الحربي وألحان الفنان فيصل عبدالله غنى المطرب أحمد عبدالله (عضو فرقة التلفزيون للفنون الشعبية) أغنية “يا مملوحة”.

مع أحمد عبدالكريم

الملحن والمطرب القدير أحمد عبدالكريم أحد أبرز الملحنين وأكثرهم تعاوناً مع الشاعر ناشي الحربي،  ومن الأغنيات التي لحنها:  “أيش رايك”، “ياللي زعلت”، “عطني وعود”، “لا تردين” وهي من  غناء فؤاد سالم.

مع مبارك المعتوق

ينتمي المطرب مبارك المعتوق إلى  جيل الأغنية الكويتية الحديثة الذي بدأ في مطلع السبعينيات، وقد جدد في أعماله من خلال التعاون مع ناشي الحربي، ففي السبعينيات لحن له الفنان ناجي البعيجان (درس الموسيقى في المعهد العالي للفنون الموسيقية) “ما ألومك”، وفي عام 1982 لحن له الفنان سليمان الملا أكثر من أغنية غناها المعتوق من بينها “لا تنشدين”.

“يا سمراء” إحدى أبرز الأغنيات العاطفية التي غناها المطرب مبارك المعتوق، من تأليف ناشي الحربي وألحان الفنان القدير عبدالرحمن البعيجان.

مع الملحن سليمان الملا

أقام الشاعر ناشي الحربي، خلال مشواره الغنائي الطويل، علاقات فنية مميزة لا سيما في مرحلة الانتشار والتنوع، إذ وجد اهتماماً من الملحن سليمان الملا الذي كان يعتبره صاحب عطاء متجدد، ومن الأغنيات التي لحنها وغناها في أحد ألبوماته  “هل دمعك”.

مع راشد سلطان...

في أواخر السبعينيات تعاون المطرب راشد سلطان مع الشاعر ناشي الحربي فسجل له مجموعة من الأغنيات من بينها: “يا بسمه” من تلحينه، “يا حبيبي”  من ألحان الفنان المصري المايسترو سعيد البنا، “يا جارحه” إحدى آخر الأغنيات التي جمعت الملحن ناجي البعيجان وناشي الحربي مع المطرب راشد سلطان.

مطربون مخضرمون

غنى مطربون مخضرمون من كلمات ناشي الحربي من بينهم:

- يحيى أحمد الذي سجل له عام 1980 أغنيتين: “يا دليل المسافر” من تلحين الفنان عبدالله بوغيث، “راحت وخلتني” من ألحان حمدي الحريري.

- عباس البدري الذي غنى له من ألحان ناجي البعيجان “يا مغربة غدرتيني” (1980)، فكانت أول تعاون بين الثلاثي.

- صالح الحريبي وهو من جيل الرواد الذي غنى له “من كثر شوقي”، أغنية عاطفية جميلة.

- المونولوجست أحمد القطامي الذي غنى له “شعى الأنوار” من ألحان الفنان ناجي البعيجان.

- فرج الفرج الذي غنى له “ يا مهاجر من سنين” (1980) أغنية عاطفية من ألحان الفنان عبدالله بوغيث.

- غريد الشاطئ الذي غنى له “حصل خير” (1984) وقد سجلها في استديوهات إذاعة مصر العربية في القاهرة.

آخر الأغنيات التي قدمها الشاعر الغنائي ناشي الحربي في الثمانينيات “يا حمام المدينة” غنتها المطربة خالدة (من كورال فرقة الإذاعة الكويتية) ولحنها حمدي الحريري، “غدرتي بي” غناها المطرب حبيب فاضل ولحنها الفنان عبدالعزيز الحمدان.

عبدالكريم عبدالقادر

الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر أحد  أبرز المطربين الذين يعتز الشاعر الغنائي ناشي الحربي بالتعاون معهم، يقول في هذا المجال: “كان التعاون مع عبدالكريم عبدالقادر حلماً ولو من خلال أغنية واحدة، ولكن تم ذلك في ما بعد وتحققت هذه الأمنية في خمسة أعمال: ثلاثة منها وطنية واثنتان عاطفيتان وهي: “تصدق حبيبي”، “يا أسرى”، “شفت الروح”، “نفديك يا وطن”، “صاحين”، “والله ونعم يا شيخنا حامي الديار”.

تعاون مع الشباب

في نهاية الثمانينيات وأوائل التسعينيات تعاون الشاعر الغنائي ناشي الحربي مع ملحنين ومطربين شباب وفنانين عرب ومن الخليج والجزيرة العربية، من الكويت تعاون مع: مشعل العروج، عبدالله القعود، يوسف المطرف، فايز الشريدة، طارق العوضي، طارق سليمان الذي يقول عنه ناشي الحربي: “صوت حلو وموهبة وكذلك فنان ملتزم ورقيق يتمتع بصفات الفنان المحترم وصاحب أخلاق عالية”.

ومن الخليج والجزيرة العربية غنت له: عتاب “مافي داع” من ألحان طلال مداح، ابتسام لطفي “الله لا يحرمني منك”،  عادل الماس “القمر زعلان”، أحلام “قلبي يا اللي” من ألحان أنور عبدالله ولاقت نجاحاً، يقول عنها الشاعر ناشي الحربي: “أحلام فنانة صاحبة صوت جميل”. كذلك غنى له سعد الفهد والمطرب عبيد عبدالرحمن أغنية “البارحة حبيبي” من ألحان سليمان الملا.

قصائد

في السنوات الأخيرة نشر الشاعر ناشي الحربي قصائده في الصحافة المحلية من بينها: “الخيل”.

في عام 2006 تفاعل الشاعر بروحه وإحساسه الصادق مع الاعتداء الوحشي الصهيوني على لبنان فجسد أحاسيسه ومشاعره وعروبته في قصيدة “حطموا لبنان والعالم شهود” يقول في مطلعها:

ما بقى بيروت للعصور عود

عقب ما كانت روابي مخضره

دمروها وعربدوا فيها اليهود

للبشر صارت كود ومقبره

ديوان شعر

عام 2011 صدر للشاعر الغنائي ناشي الحربي ديوان شعر بعنوان “ديرة العشاق”، جمع فيه أهم أغنياته التي كتبها وغناها المطربون.

back to top