العالم يترقب هوية الفائز بجائزة نوبل للسلام
تتجه أنظار العالم الى العاصمة النرويجية غدا الجمعة لمتابعة فعاليات الاعلان عن الحائز على جائزة نوبل للسلام للعام الجاري والتي سجلت رقما قياسيا جديدا في تاريخها من حيث عدد الترشيحات.
ومن المقرر ان تعلن لجنة نوبل النرويجية التي تتشكل من خمسة أفراد يعينهم البرلمان النرويجي عن الفائز بهذه الجائزة الرفيعة ظهر الجمعة في بث مباشر من معهد نوبل النرويجي في أوسلو.وتشير تقارير الى ان اللجنة سجلت رقما قياسيا جديدا في تاريخها من حيث عدد الترشيحات الصحيحة التي تلقتها لنيل الجائزة والتي تمنح بششكل سنوي حيث استقبلت اسماء 259 مرشحا من بينهم 50 منظمة بينما كان الرقم القياسي السابق هو 241 ترشيحا وجرى تسجيله عام 2011.وتظل القائمة الكاملة للترشيحات سرية حيث لا تعلن اللجنة عن أسماء المرشحين ولا تكشف عنها وسائل الاعلام كما لا يكشف المرشحون أنفسهم عن هذا الأمر وبالتالي فان الأسماء التي تتداولها وسائل الاعلام قبيل الاعلان رسميا عن الحائز على هذه الجائزة هي مجرد تكهنات محللين او وسائل اعلام.وطبقا لهذه التكهنات فان الأوفر حظا لنيل جائزة نوبل للسلام للعام الجاري هي الناشطة الباكستانية مالالا يوسف زاي (16 عاما) التي تعرضت لإطلاق نار من جانب حركة طالبان العام الماضي لمطالبتها بتعليم الفتيات.ويقول موقع (نوبليانا) الالكتروني المتخصص في جائزة نوبل للسلام ومقره النرويج انه منذ ترشيح مالالا لنيل الجائزة في الشتاء الماضي فان فرصها للفوز ارتفعت بصورة كبيرة.واضاف الموقع انه في حال قررت لجنة نوبل النرويجية منح الجائزة لمالالا فان هذا لن يثير دهشة الكثيرين مشيرا الى ان اللجنة منحت امرأتين مسلمتين هذه الجائزة تقديرا لجهودهما خلال الالفية الجديدة وهما الايرانية شيرين عبادي في عام 2003 واليمنية توكل كرمان في عام 2011 ومن الممكن ان تصبح مالالا المسلمة الثالثة التي تحوز على هذا التكريم.ويتوقع أن يكون سن مالالا يوسف زاي من العوائق التي قد تحول دون فوزها بالجائزة حيث كانت اليمنية توكل كرمان في الثانية والثلاثين من عمرها عندما حازت الجائزة علما بأنها أصغر فائز بالجائزة حتى الآن.وولدت مالالا في 12 يوليو 1972 وهي طالبة في احدى المدارس الباكستانية وناشطة في مجال التعليم من بلدة (مينغورا) الواقعة في وادي سوات باقليم (خيبر بختون خوا) شمالي باكستان.وتعرف مالالا بدفاعها عن حقوق المرأة وحق التعليم في وادي (سوات) الذي منع فيه مسلحون في أوقات سابقة الفتيات من الذهاب الى المدارس.واطلق مسلحون النار على مالالا في التاسع من اكتوبر 2012 واصابوها في رأسها وجرى نقلها في وقت لاحق الى بريطانيا للخضوع لجراحة في الرأس قبل ان تعود لتلقي تعليمها في احدى مدارس مدينة (برمنغهام) البريطانية في مارس الماضي.ونال الهجوم الذي تعرضت له مالالا سيلا من الادانات الدولية كما ألقت الناشطة الباكستانية كلمة في الأمم المتحدة في يوليو الماضي قالت فيها إنها لن تذعن "لإرهابيين" حسبوا أنهم يستطيعون تكميمها ودعت خلالها الى اتاحة التعليم للجميع في جميع ارجاء العالم.وكانت الفتاة الباكستانية فازت في وقت سابق بجائزة (آنا بوليتكوفسكايا) الدولية تقديرا لدورها في الترويج لتعليم الفتيات في باكستان حيث أعلنت منظمة (رو ان وور) الحقوقية غير الحكومية ومقرها لندن منح الجائزة التي أطلقتها تخليدا لذكرى الصحافية الروسية الراحلة (آنا بوليتكوفسكايا) لمالالا "لشجاعتها في التعبير عندما لم يتجرأ اخرون على ذلك ولقوتها لإعلاء صوت العديد من النساء والفتيات وتأييدها لتعليم الفتيات".وتسلمت مالالا زاي جائزة (آنا بوليتكوفسكايا) في لندن من رجل الأعمال البريطاني السير نيكولاس ينتون (104 اعوام).كما حصلت على عدد من الجوائز الدولية من بينها جائزة مؤسسة (كيدز رايتس) الهولندية المعنية بحقوق الاطفال والتي منحت الناشطة الباكستانية جائزة السلام الدولية للأطفال.وأعلنت في مقابلة صحافية الاثنين الماضي عن دعمها للحوار مع المسلحين من أجل انهاء أعمال العنف في بلادها مضيفة في الوقت نفسه "بالنسبة لي افضل سبيل لمكافحة الارهاب والتطرف هو شيء بسيط .. تعليم الجيل الجديد".والى جانب مالالا تشير التكهنات الى ان الطبيب الكونغولي دنيس موكوجي (58 عاما) من بين ابرز المرشحين لنيل الجائزة الرفيعة المستوى.وعالج موكوجي أخصائي أمراض النساء والتوليد في مستشفى (بانزي) بمدينة (بوكافو) شرقي الكونغو الآلاف من النساء اللائي تعرضن للاغتصاب والتعذيب خلال الحرب الاهلية التي شهدتها بلاده وكانت مستمرة في ذلك الحين لمدة 16 عاما.واضطر موكوجي للخروج الى منفى اختياري في اوروبا اثر تعرضه لمحاولة اغتيال عام 2012 قبل ان يعود مجددا الى (بوكافو) في يناير من العام الجاري.ومن بين المرشحين لنيل الجائزة الدولية الرفيعة للعام الجاري أيضا الرئيس ال42 للولايات المتحدة الأمريكية بيل كلينتون (67 عاما) الذي تولى قيادة بلاده خلال الفترة بين عامي 1993 و2001. وترك كلينتون منصبه بمعدلات تأييد هي الأعلى بين جميع الرؤساء الامريكيين لدى نهاية ولايتهم منذ الحرب العالمية الثانية.ومنذ ان ترك السلطة يظل كلينتون مقدرا بشكل كبير في استطلاعات الرأي العامة المتعلقة بالرؤساء الامريكيين.وقرر الرئيس الامريكي الاسبق منذ انتهاء فترتي رئاسته للولايات المتحدة شغل أوقاته في القاء المحاضرات العامة والعمل الانساني حيث أسس منظمة (وليام جيه كلينتون) لمواجهة عدد من المشكلات العالمية ومن بينها التغير المناخي كما تتضمن تلك المنظمة مؤسسة معنية بمواجهة فيروس (اتش.آي.في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (ايدز).وجرى تعيين كلينتون عام 2009 مبعوثا خاصا للامم المتحدة الى هايتي في أعقاب زلزال هايتي عام 2010 والذي أسس له مع الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن (صندوق كلينتون بوش هايتي) الذي عمل على مساعدة الدولة في التغلب على آثار الزلزال المدمر.كما أسس أيضا (مبادرة كلينتون العالمية) التي تسعى لمواجهة المشكلات العالمية مثل الصحة العامة والفقر والنزاعات الدينية والعرقية الى جانب عدد من المؤسسات والمبادرات الأخرى التي يشارك بها من أجل التعامل مع القضايا العالمية. ومن بين المرشحين ايضا لنيل جائز نوبل لهذا العام سكرتير عام الامم المتحدة الحالي بان كي مون (69 عاما).وكان بان كي مون الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية في بلده كوريا الجنوبية اصبح سكرتير عام الامم المتحدة في يناير من العام 2007 ومن المقرر ان يستمر في هذا المنصب لمدة عشر سنوات حسب دستور المنظمة.ويعرف ان مون الذي يتكلم الانكليزية والفرنسية إضافة إلى الكورية حاصل درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية من جامعة سول الوطنية في عام 1970 اضافة الى حصوله في عام 1985 على درجة الماجستير في الإدارة العامة من معهد كندي لشؤون الحكم بجامعة هارفرد.وحصل ايضا على العديد من الجوائز والميداليات والأوسمة الوطنية والدولية حيث منح في عام 1975 وعام 1986 ثم في عام 2006 وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من جمهورية كوريا على خدمته لبلده.وتتضمن قائمة المرشحين لنيل جائزة نوبل للسلام الجندي الامريكي برادلي مانينغ (25 عاما) الذي مد موقع (ويكيليكس) الالكتروني بمعلومات واسرار حكومية امريكية وادين بالسجن لمدة 35 عاما على خلفية تلك الخطوة.ويقول المدافعون عن ترشيح مانينغ لهذه الجائزة الرفيعة ان المعلومات التي قام بتسريبها ساهمت في سحب القوات الامريكية من العراق.وكان مانينغ الذي ولد في ويلز ونشأ في ولاية اوكلاهوما الامريكية انضم للجيش الامريكي عام 2009 من اجل التمكن من دفع رسوم دراسته الجامعية.وارسل مانينغ الى العراق عام 2010 بعد ان تدرب على تحليل المعلومات الاستخبارية ولكن بعد وصوله الى العراق سرعان ما خاب امله في الحرب التي كانت دائرة هناك وشعر بالعزلة والبعد عن اصدقائه واسرته.وفي مايو 2010 بدأ بتسريب الوثائق السرية التي كان يتعامل معها واستمر في ذلك حتى اصبح مسؤولا عن اكبر عملية تسريب من نوعها في تاريخ الحكومة الامريكية حيث سرب مئات الالاف من الوثائق الدبلوماسية والعسكرية المتعلقة بالعراق وافغانستان مبررا فعلته بانه يأمل ان يؤدي نشر الوثائق الى تغيير العالم عن طريق فتح باب للنقاش حول السياسات الخارجية والعسكرية الامريكية.كما ترشحت ثلاث مدافعات عن حقوق الانسان في روسيا لنيل جائزة نوبل للسلام للعام الجاري وهن ليودميلا الكسييفا ووسفيتلانا غانوشكينا وليليا شيبانوفا فيما تشير تقارير اخبارية الى ان موقع (فيس بوك) الالكتروني للتواصل الاجتماعي جرى ترشيحه ايضا لنيل جائزة نوبل للسلام.ويعد (فيس بوك) أكبر شبكة اجتماعية الكترونية في العالم حيث بلغ عدد مستخدميه 15ر1 مليار مستخدم حتى سبتمبر الماضي وجرى تأسيس الموقع عام 2004 وطرحت أسهم شركته للاكتتاب العام الأولي في مايو 2012.ويجرى منح جائزة نوبل للسلام بالعاصمة النرويجية اوسلو في حين تستضيف العاصمة السويدية ستوكهولم فعاليات منح جوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء والفلسفة والطب والادب والاقتصاد.وجرى منح جائزة نوبل للسلام الى 124 شخصا وهيئة منذ عام 1901 ويتسلم الحائز عليها ميدالية وشهادة ووثيقة تؤكد حصوله على القيمة المالية للجائزة البالغة نحو 2ر1 مليون دولار.يذكر ان الأب الروحي لجائزة نوبل هو الصناعي السويدي ومخترع الديناميت ألفريد نوبل حيث قام بالمصادقة على الجائزة السنوية في وصيته التي وثقها في (النادي السويدي - النرويجي) في 27 نوفمبر 1895.وأقيم اول احتفال لتقديم جائزة نوبل في الآداب والفيزياء والكيمياء والطب في الأكاديمية الملكية الموسيقية في مدينة ستوكهولم السويدية عام 1901 وابتداء من العام الذي يليه قام الملك بنفسه بتسليم جائزة نوبل للأشخاص الحائزين عليها. وتسلم جوائز نوبل في احتفال رسمي في العاشر من ديسمبر من كل عام على أن تعلن أسماء الفائزين في شهر أكتوبر من العام نفسه من قبل اللجان المختلفة والمعنية في تحديد الفائزين لجائزة نوبل.يشار الى ان العاشر من ديسمبر هو يوم وفاة الصناعي السويدي صاحب جائزة نوبل وتسلم جائزة نوبل للسلام في مدينة أوسلو بينما تسلم الجوائز الأخرى من قبل ملك السويد في مدينة ستوكهولم.