خليفة الوقيان: شح المصادر وعدم التفرغ يحبطان الباحث

نشر في 22-10-2013 | 00:02
آخر تحديث 22-10-2013 | 00:02
افتتح الصالون الثقافي موسمه بأمسية أدبية تمحورت حول أحد إصدارات د. خليفة الوقيان «الثقافة في الكويت بواكير – اتجاهات – ريادات».
حدد د. خليفة الوقيان معوقات البحث في الكويت، معتبرا ان شح المصادر وعدم التفرغ وضيق منافذ التوزيع والنشر تؤدي إلى إحباط الباحثين.

جاء ذلك ضمن أمسية افتتاح الصالون الأدبي للشيخة فضيلة الدعيج، تحت عنوان "الوقيان في سماء الثقافة الكويتية"، وتحدثت فيها د. نورة المليفي عن اصدار الوقيان "الثقافة في الكويت بواكير- اتجاهات- ريادات".

من جهته،، أكد د. خليفة الوقيان أن "جهد شخص ربما يؤدي إلى حركة تنويرية في المجتمع"، مستذكرا بعض المواقف المشرقة للأوائل المؤسسين للحركة الثقافية في الكويت، معتبراً اصداره محاولة لتوثيق جهود ثقافية مبكرة، متوجها بالشكر إلى القائمين على الصالون الثقافي والحضور.

وشدد الوقيان على أهمية البحث في أي مجال لتقديم المعلومة الصحيحة المدعمة ببعض الوثائق، محدداً معوقات العمل البحثي في شح المصادر وعدم التفرغ وضيق منافذ التوزيع والنشر للكتاب محليا، وجهل البعض بأهمية المعلومات والوثائق التي بحوزتهم.

إضاءة

وقدم للأمسية المذيع رائد الهولي، مقتطفا بعض الإضاءات من مشوار د. نورة المليفي، التي استعرضت محتوى الكتاب من خلال تسجيل صوتي على الطريقة الإذاعية، متضمنة بعض الفواصل الموسيقية والأغاني الوطنية، مشيرة إلى ان هناك جهات ثقافية احتفت بهذا الإصدار "الثقافة في الكويت بواكير- اتجاهات- ريادات"، إذ منح جائزة الكويت للتقدم العلمي لأحسن كتاب مؤلف عن الكويت.

وبينت د. المليفي ان الإصدار –الذي طبع خمس طبعات- تضمن دراسة أدبية نادرة لم تكن لكسب مادي، بل ولم يكن هذا الكتاب فرضاً على طلبة الجامعات والكليات، إنها دراسة علمية أكاديمية دقيقة، تشبه تماما الأطروحات والرسائل العلمية الحافلة بمراتب الشرف الأولى.

واستطردت في الحديث عن محتوى الكتاب، موضحة انه يضم أربعة فصول، يركز الأول على عوامل الاهتمام المبكر بالثقافة لدى الكويتيين، وفيه حديث عن طبيعة السكان والموقع والنظام السياسي، أما الفصل الثاني فيسلط الضوء على مظاهر الاهتمام المبكر بالثقافة، ويتكلم عن بدايات نسخ المخطوطات في الكويت، والمؤلفات المبكرة، ويعرّف بالصحف التي صدرت منذ عام 1928 حتى مشارف الاستقلال عام 1961.

وأردفت: "يأتي الفصل الثالث تحت عنوان اتجاهات فكرية، متضمنا رصدا للاتجاهات الفكرية التي كانت سائدة في الكويت منذ القرن التاسع عشر حتى العقد الرابع من القرن العشرين، وهي الاتجاه الإصلاحي والديمقراطي والقومي والمحافظ، كما يتضمن الفصل توثيقا لطبيعة النموذج الكويتي القائم على الانفتاح ومقاومة الغلو في فهم الدين، فضلا عن توثيق تجربة إقامة مجلس للشورى عام 1921 ومجلس تشريعي منتخب في عام 1938".

وزادت ان الفصل الرابع جاء تحت عنوان "ريادات ابداعية"، ويقدم تعريفا بالريادات الإبداعية في مجالات الشعر والقصة القصيرة والرواية والمسرح والموسيقى والغناء والفنون التشكيلية، إضافة إلى الإشارة للتجارب الأولى في ترجمة الأعمال الإبداعية.

نقاش

ثم فتح باب النقاش، وأكد الحضور أهمية البحث في التاريخ وصولاً إلى الحقيقة، معتبرين أن ثمة أحداثا وحكايات يجب تسليط الضوء عليها للتعريف بشكل الحياة قديما أدبيا وثقافيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا.

بدورها، امتدحت الشيخة فضيلة الدعيج جهد الوقيان في البحث المتكئ على أسس دقيقة ومعلومات موثقة، مقترحة تدريس الإصدار لطلبة المدارس والجامعات في الكويت، ليتعرفوا على تاريخ بلدهم.

وأكد الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي أن "كتاب الوقيان معين لا ينضب فهو مرجع ثقافي يحتاجه أي إنسان عادي قبل الباحث المختص، لذلك أعود إليه للتأكد من بعض المعلومات، ودائما أجد ضالتي بين دفتيه"، كما أثنى الرميضي على أسلوب الوقيان "السلس" في تقديم المعلومة.

مـــــــن جــانبــــــــــه، اعـــتــــــبـــــــر د. عايد المناع الإصدار يخدم الثقافة المحلية والعربية، لاسيما أنه يتضمن رصدا يشمل مناحي الحياة كافة، ولفت د. مصطفى جمعة إلى ندرة التأريخ الثقافي عربياً، ممتدحاً جهد الوقيان في رصد بواكير الثقافة الكويتية ثم رصد تطورها، أما المستشارة في السفارة البحرينية منى الدلال فأشارت إلى أهمية التوثيق، لأن التاريخ امتداد للحاضر، آملة أن يطلع فئة الشباب على هذه النوعية من الإصدارات.

back to top