حمّل الفقيه الدستوري د. جابر نصار الرئيس محمد مرسي المسؤولية الجنائية عن الدماء التي تسيل في مصر منذ توليه الحكم، لافتاً إلى أن جماعة «الإخوان» تتعامل مع السلطة بمبدأ الغنيمة إلا أن المصريين أثبتوا مقاومة شرسة لمحاولات أخونة الدولة.

Ad

وقال نصار، الذي انسحب قبل أشهر من الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، في حوار مع «الجريدة»، إن الجرائم التي ارتكبها نظام مرسي لا تسقط بالتقادم، معلناً تأييده عودة الجيش للحكم حامياً لا حاكماً. وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

• هل يُعد الرئيس مرسي مسؤولاً مسؤولية جنائية عن الدماء التي تسيل منذ توليه الحكم؟

- مرسي غارق في الإدانة من شعر رأسه إلى أخمص قدميه، وارتكب ما لم يرتكبه مبارك، وكان أكثر اتصالاً بجرائم التعرية والسحل، وسيأتي يوم الحساب وهذه الجرائم لا تسقط بالتقادم.

• هل توقعت قرار المحكمة بوقف انتخابات البرلمان المصري؟

- بالطبع، فالحكم صحيح وواجب النفاذ ويعكس عدم التزام رئيس الجمهورية ومجلس الشورى بنصوص الدستور الذي صنعوه بأيديهم، ولو لدينا سلطة تعقل أو تفهم ستجد في هذا الحكم طوق نجاة لطرح مجموعة حلول سياسية، فحكم المحكمة جاء كأنه هدنة سياسية لحل المشكلة، في ضوء مقاطعة قوى المعارضة للانتخابات.

• كيف تفسر حالة الجدل التي تنتاب الشارع عقب كل قرار؟

- هذا الواقع ترجمة لحالة التخبط والاضطراب وانعدام الرؤية واستخدام السلطة لآليات الدولة بصورة متعسفة وعشوائية وفشل سريع لرئيس بلا سياسات وحكومة بلا سياسات تتقاذفها أمواج جماعة «الإخوان المسلمين»، الذين يمارسون السلطة بمنطق الغنيمة.

• ولماذا حالة التخبط بينما هناك مستشارون للرئيس؟

- الذين يشيرون على الرئيس مرسي يتحسسون ما تريده الجماعة، فالرئيس منذ توليه الحكم لم يتخذ قراراً صحيحاً أو متوافقاً مع القانون والدستور.

• كيف تعلق على تمسك الرئيس بحكومة هشام قنديل رغم عدم نجاحها؟

- لا توجد لدينا حكومة، فرئيس الوزراء هو سامر للرئيس يسمع ويطيع وينفذ ما يريده منه الرئيس ومكتب الإرشاد، وهذه الحكومة إخوانية لحماً ودماً، ومن يدعي أن ثماني وزارات فقط في الحكومة ينتمي وزراؤها لجماعة الإخوان، أقول له إن تلك هي الوزارات السيادية والتي تسيطر على مفاصل الدولة، وهناك الأخطر من الإخوان، وهم المتأخونون، فالحكومة فاشلة وأدخلت البلاد في ظلمات.

• هل تمثل جبهة الإنقاذ الوطني معارضة حقيقية للنظام؟

- الشارع أصبح يقود العملية السياسية في مصر، وأعتقد أن هناك قيادات وسيطة ستنشأ في الفترة المقبلة، لأن القيادات التي شاخت في مقاعدها السياسية، سواء في الحكم أو في المعارضة، لم تعد تتلاءم مع توجهات الشعب.

• برأيك ما الذي تفتقد إليه جبهة الإنقاذ؟

 - ينقصها الكثير من التماسك والجرأة وعدم اللعب بالحيل السياسية، وأنا في الحقيقة لا أعلق أملاً على أي تكتلات حزبية أو سياسية، قدر ما أعول على هذا الشعب الذي خرج إلى الشارع وثار في الميادين، ولن يعود منها إلا إذا تحققت أهداف ثورته، فالمصريون أثبتوا مقاومة مدهشة لأخونة الدولة.

• هل الحل في عودة القوات المسلحة إلى المشهد السياسي؟

- أرفض عودة الجيش إلى المشهد السياسي حاكماً للبلاد، لكنني أؤيد وجوده بشكل يحمي الدولة.

• كيف تقرأ تصريحات رئيس حزب «الراية» السلفي حازم أبو إسماعيل ضد الجيش؟

- هذه مجرد جماعات صوتية، لكن اللوم يقع على الرئيس مرسي الذي استجاب لأبو إسماعيل في تصريحاته ضد وزير الداخلية السابق، وتمت إقالته وهو ما يفقد هيبة الدولة.

• محاولات العصيان المدني هل يمكن أن تُسقط النظام؟

- هل يمكن لنظام أن يحكم شعباً يرفض نظامه؟ أرى أن النظام سيسقط حتماً.

• هل يمكن أن يعود النظام السابق إلى الحياة السياسية مجدداً؟

- لا أعتقد، فصفحة النظام السابق طويت ولن تفتح مجدداً، ثمة ثلاثة لابد أن يذهبوا من حيث أتوا النظام السابق والجيش وجماعة الإخوان.