«في ليلة قماري»

نشر في 04-05-2013
آخر تحديث 04-05-2013 | 00:01
 يوسف عوض العازمي الأجواء هذه الأيام ربيعية رائعة، ففي إحدى الليالي القريبة الماضية كنت بصبحة عدد من الأصدقاء في سهرة عند الإبل وجلسة ليلية باردة الطقس، والقمر يأخذ مكانه بغرور بارز في السماء، والقهوة تفوح في الدلة على "شبوب" نار من الجرم ولست مبالغا إن قلت إن أحدنا كان متلحفاً ببشت من الوبر، فالبرد يدخل العظم رغم النار ورغم "الفنجال" الساخن!

حقيقة الأمر لم يكن اهتمامنا بالدلة والقهوة، ولم يكن حديثنا عن "القمرا والليلة القماري" بقدر ما كنا نتحدث عن السياسة وأحاديثها المتفرقة، تتخللها مقتطفات انتقادية وساخرة لبعض تصرفات غير عاقلة طغت على الساحة، وأخذت الاهتمام بسبب "عدم عقلانيتها"!!

لكل بلد صفات ومعالم، وفي بلدنا الجميل تم اختزال كل الصفات في السياسة، فبادت باقي المعالم، ولم تعد الأحاديث إلا عن الحكومة والقضاء ومسلم البراك، وصفاء، ورولا، وذكرى صاحبة قرار "ترحيل المئة ألف" سيئ الذكر (هل المستشار الذي أشار بهذا القرار يعيش فعلا في الكويت؟!).

 التلفاز والديوانيات والشارع والدوام كلها سياسة، فنحن بلد مسيس بامتياز! أما البقية ممن لا يرغبون في السياسة فتجد أحاديثهم عما عمل ريال مدريد أو نتيجة مباراة برشلونة، وهذا أبرز ما على الساحة.

مجال الحديث بالطبع مفتوح والسقف مفتوح والكلام مباشر، وأحيانا بلا سقف، لكن الحرقة على أحوال البلد هي المسيطرة على النفوس،

وحتى نضع النقاط على الحروف فإن كل ما يجري هو بفعل فاعل وليس للعفوية أو المصادفة مجال، وطبيعي أن أتهم الحكومة بذلك. حيث إنها بتصرفاتها الخاطئة جعلت أنظار الناس تتجه نحو السياسة، وأشغلتهم فيها لا بالإنتاج، حتى أصبحت السياسة تدخل غرف النوم!

قديما كانو يقولون "أعط الخبز لخبازه" وكان "الشيبان" يقولون "الشيوخ أبخص" إنما الآن الكل أصبح خبازاً والشيوخ يصعدون منصة الاستجواب في مجلس الأمة واحداً تلو الآخر، ويوصف بعضهم بصفات الجبن حتى عشنا الزمن الذي أصبح استجواب الوزير الشيخ أو انتقاد الأسرة الحاكمة أسهل الأمور!

بعيداً عن الرضا واللا رضا "نار الشيوخ ولا جنة غيرهم"... تلك كانت فحوى الجلسة القماري، وأسأل الله أن يحفظ الكويت وشيوخها وأهلها من كل مكروه.

back to top