الأسد يصدر عفواً ويؤكد أن «اﻟﻨظﺎﻓﺔ» ستعم سورية

نشر في 17-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 17-04-2013 | 00:01
No Image Caption
• مقداد: سورية ستغيب عن الخريطة إذا تنحى الرئيس • المعارضة تبدأ هجوماً مضاداً في إدلب
• «الائتلاف» يدعو لبنان إلى لجم «حزب الله»... ويطالب مقاتليه بعدم استهداف مناطق لبنانية
لا يزال نظام الرئيس بشار الأسد يتصرف كأن شيئاً لا يحدث في سورية، ففي وسط الحرب الدائرة وفقدان النظام سيطرته على جزء كبير من الأراضي واعتراف عدد من الهيئات العربية والدولية بشرعية المعارضة، وجد الأسد فرصة ليعلن عفواً عاماً عن الجرائم، في حين تطالب بعض الدول والهيئات الأممية بمحاكمته أمام المحاكم الدولية.

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس عفواً يشمل عدداً من الجرائم تستثني تلك المتعلقة بتنفيذ الأعمال الإرهابية، ويمنع العقوبة عن العسكريين الفارين وحاملي السلاح في حال تسليم أنفسهم وسلاحهم خلال مهلة محددة.

ويأتي ذلك بمناسبة عيد الجلاء (جلاء آخر جندي فرنسي عن سورية في 1946)، وعشية إطلالة إعلامية جديدة للأسد عبر تلفزيون «الإخبارية» السورية.

وينص المرسوم على «العفو عن كامل العقوبة للجرائم المتعلقة بالدعاية التي ترمي في زمن الحرب الى إضعاف الشعور القومي أو إيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية، ونقل أنباء يعرف أنها كاذبة أو مبالغ فيها من شأنها أن توهن نفسية الأمة»، كما يشمل «كل فعل يقترف بقصد إثارة عصيان مسلح ضد السلطات القائمة».

ويشمل العفو كامل العقوبة في حال «العلم بجرائم إرهابية والسكوت عنها أو الانضمام إلى منظمة إرهابية»، بينما يحسم ربع العقوبة في حال «التآمر لارتكاب مثل هذه الجرائم التي تشمل ايجاد حالة من الذعر بين الناس... الإخلال بالأمن والإضرار بالبنى التحتية، استخدام الأسلحة والذخائر وتمويل الارهاب»، ويستثنى «المرتكبون فعلياً» من العفو.

ويشمل العفو الكامل كل من «حاز سلاحاً أو ذخيرة على أن يبادر الى تسليم السلاح للسلطات المختصة خلال 30 يوماً من تاريخ صدور هذا المرسوم التشريعي». ويستفيد من العفو بشكل كامل «مرتكبو جرائم الفرار الداخلي أو الخارجي»، أي العسكريين الفارين داخل البلاد أو خارجها، شرط أن «يسلموا أنفسهم خلال 30 يوما بالنسبة للفرار الداخلي و90 يوما بالنسبة للفرار الخارجي». ويستثنى العسكريون الذين ارتكبوا عصياناً ضد مسؤوليهم أو «أخذوا الأسلحة من دون إذن وعملوا خلافاً لأوامر رؤسائهم... أو أقدموا على العنف مع استعمال السلاح».

مقابلة الأسد

إلى ذلك، وزعت صفحات موالية للنظام مقتطفات عن المقابلة التي ستبثها قناة «الاخبارية» كاملة مساء اليوم الأربعاء. وقال الأسد في هذه المقتطفات: «لن ننتظر ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ يعلن ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ ﺃﻭ ﻋدﻡ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤوﺍﺭ. مساﺭ ﺍﻟحوﺍﺭ قاﺋﻢ ﻭﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ يلتحق به ﻓﻠﻴﻠﺘحق»، ورأى أن «ﺍﻟﻌﺎلم ﻓﻲ ﻣﺮحلة مخاض، نحن مقبلون ﻋﻠﻰ ﻋﺎلم ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻣﻢ متحدﺓ جديدة، ﻭﻋﻠﻰ ﺩﻭﻝ عظمى جديدة».

وقال الأسد «ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻻ‌ﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ، ﻭﻻ‌ ﻳﻮﺟﺪ ﻗﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﺴﺮ ﺍﻟﺼﻤﻮﺩ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ»، مضيفاً «ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺒﺪﺃ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺍﻻ‌ﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻻ‌ﻧﺘﻤﺎﺀ ﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ».

وزعم أن «ﻣﻦ ﻳﺤﺎﺭﺑﻮﻥ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺳﺘﻘﺬﻑ ﺑﻬﻢ ﺃﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻭﺳﺘﻌﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻷ‌ﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻗﺮﻳﺒﺎًﺟﺪﺍً»، مضيفاً: «ﻣﻦ ﻳﻈﻨﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﻴﻘﻔﻮﻥ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺮﺗﻞ». ولفت الى أن «ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ زﺍﺩﺕ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﺔ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﻣﺮﻛﺰﺍً ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ».

المقداد وجميل

الى ذلك، حذّر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» من أن «سورية ستغيب عن الخريطة إذا تنحى الرئيس بشار الأسد الآن». واتهم بريطانيا وفرنسا بدعم تنظيم «القاعدة» بشكل مباشر أو غير مباشر لتصعيد الحرب في بلاده، ومن وصفهم بـ»الأغبياء العرب» بخدمة المصالح الغربية.

واعتبر المقداد أن «الأردن يمارس لعبة خطيرة من خلال السماح بمرور امدادات الأسلحة عبر أراضيه إلى الجماعات المتمردة في سورية ويأمل ألا يتورط بصورة أكبر، لأن القوى نفسها التي تقتل الأبرياء في سورية موجودة على أراضيه أيضاً». وزعم أن حكومة بلاده «ليس لديها شك بأن المتمردين استخدموا هذه أسلحة كيماوية في خان العسل قرب حلب»، وأنها «ستوافق فقط على اجراء تحقيق حقيقي من قبل الأمم المتحدة لعدم تكرار ما حدث في العراق».

ميدانياً، اعلن نشطاء ان مقاتلي المعارضة صدوا تقدماً لقوات الحكومة قرب طريق سريع استراتيجي في إدلب شمال سورية أمس في معارك شرسة. ويصارع الجانبان من أجل السيطرة على طريق سريع يعد الطريق الرئيسي المؤدي إلى حلب أكبر المدن السورية بعد أن كسرت قوات الأسد حصارا لمقاتلي المعارضة دام ستة أشهر لقاعدتين قرب الطريق.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن: «تمكن مقاتلو المعارضة من التقدم في هجومهم المضاد. ستكون هناك خسائر فادحة من قتلى ومصابين».

«الائتلاف»

ودعا الائتلاف الوطني المعارض أمس الحكومة اللبنانية الى منع «حزب الله» حليف دمشق من تنفيذ عمليات داخل سورية، مطالبا مقاتلي المعارضة بـ»ضبط النفس» وعدم استهداف مناطق لبنانية.

ويأتي هذا الموقف بعد قصف مقاتلين معارضين في منطقة القصير وسط سورية، معاقل للحزب الشيعي في منطقة الهرمل في شرق لبنان، ما ادى الى مقتل شخصين الاحد الماضي. واتهم الائتلاف «حزب الله» بقصف قرى سورية والسيطرة على بعضها، ما «قد يدفع بعض كتائب الجيش الحر إلى الرد على ذلك العدوان المتكرر».

بلجيكا وتركيا

في سياق منفصل، استهدفت بلجيكا أمس شبكات تجنيد المقاتلين من أجل سورية وقامت بعشرات المداهمات وبتوقيفات في الاوساط الإسلامية فيما تكاثر انضمام شبان بلجيكيين الى المعارضين المسلحين السوريين.

وقال متحدث باسم النيابة الفدرالية إن الشرطة البلجيكية قامت صباح أمس بـ»46 عملية مداهمة بشكل اساسي في انتورب (شمال) وفيلفوردي» في ضاحية بروكسل. وانطلق من المدينتين في الاشهر الاخيرة عدد كبير نحو ثمانين متطوعا شابا للقتال في سورية، بحسب النيابة.

وفي خطوة مستغربة من تركيا التي تدعم الثورة السورية، أوقفت الشرطة التركية عشرة اشخاص يشتبه في ارتباطهم بشبكة القاعدة وتجنيد وتدريب وتسليح افراد للقتال في صفوف معارضي الأسد.

(دمشق، موسكو، بروكسل -

 أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top