دمشق تقبل «بعثة الكيماوي»... و«دولة الشام» تتقدم في الرقة
• الأردن يطلب تزويده بطائرات استطلاع أميركية • «الحر» يقتحم معسكر الحامدية في إدلب
بعد تردد ومفاوضات جرت على مدى الأسبوعين الماضيين، وافقت الحكومة السورية على الأسس المقترحة لبعثة التفتيش حول الأسلحة الكيماوية، في وقت نشبت معارك ضارية على جبهة مدينة الرقة بين مقاتلين مرتبطين بالجيش الحر ومقاتلي «دولة العراق والشام»، الذين باتوا قاب قوسين من الاستيلاء على المدينة.
رضخت دمشق لشروط الأمم المتحدة التي أصرت عليها لإرسال بعثة التفتيش حول الأسلحة الكيماوية، لإجراء «تحقيق مستقل تماماً ومحايد» يساعد في «منع» هذه الأسلحة الكيماوية في النزاع السوري. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأول، إن «الحكومة السورية قبلت رسمياً الصيغ الأساسية للتعاون لضمان أداء مناسب وآمن وكفء للمهمة»، مضيفاً أن «رحيل الفريق بات وشيكاً، وحسب الاتفاق فإن الفريق سيبقى في البلاد لفترة تصل إلى 14 يوماً قابلة للتمديد بموافقة متبادلة». وبعد ساعات من إعلان الأمم المتحدة، أكدت وزارة الخارجية السورية أمس أن دمشق تنتظر وصول المفتشين «في الأيام القليلة المقبلة»، مشددة على أن النظام «ليس لديه ما يخفيه». ووصل فريق الخبراء بقيادة السويدي آكي سيلستروم إلى لاهاي منذ عدة أيام بانتظار سفره إلى دمشق لزيارة ثلاثة مواقع ترددت تقارير عن استخدام أسلحة كيماوية فيها. وأحد المواقع التي سيزورها الخبراء هو خان العسل في حلب، فيما لم يكشف النقاب عن الموقعين الآخرين. واشنطن والاقتتال على صعيد ذي صلة، كشف رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أمس الأول عن طلب الأردن تزويده بطائرات استطلاع أميركية لمساعدته في مراقبة حدوده مع سورية. وقال ديمبسي إن «الأردن مهتم بشكل خاص بمساعدتهم في مراقبة وتأمين حدودهم الطويلة مع سورية»، مضيفاً أن المملكة طلبت المساعدة في تحسين التكامل بين مختلف مصادر المخابرات. على الصعيد الميداني، سيطر مقاتلون مرتبطون بتنظيم «القاعدة» على مراكز لمقاتلين سوريين معارضين في مدينة الرقة في شمال سورية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأول، «سيطر مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام على مقرات لواء أحفاد الرسول في مدينة الرقة»، مركز المحافظة الوحيد الذي بات منذ مارس الماضي خارج سيطرة قوات النظام. وشهدت المدينة منذ ذلك الحين تظاهرات دائمة ضد الدولة الإسلامية التي يتهمها السكان والناشطون المعارضون بارتكابات انتهاكات عدة، كان آخرها إعدام فتيين أمس الأول في بلدة نبل بعد أيام من اختطافهما. ومنذ أسبوع، تدور اشتباكات بين الجهاديين ومقاتلي «أحفاد الرسول» ذات التوجه الإسلامي المرتبط بالجيش الحر، بحسب المرصد، الذي أوضح أن هذه الاشتباكات اندلعت إثر هجوم لمقاتلي «الدولة الإسلامية» على مقر للواء في أحد أحياء المدينة، التي يريد المتطرفون «السيطرة عليها كاملة». مواجهات واقتحامات إلى ذلك، أكدت «شبكة شام» أمس، أن الجيش الحر تمكن من اقتحام معسكر الحامدية جنوب مدينة معرة النعمان بريف إدلب بعد استهدافه بعدة عربات مفخخة داخل المعسكر، مشيرة إلى تدمير معظم الأبنية وراجمات الصواريخ داخله واغتنام عدة آليات. وأشارت الشبكة إلى أن الجيش الحر استهدف أيضاً حواجز قوات النظام في بلدة أورم الجوز بجبل الزاوية بمدافع محلية الصنع، كما استهدف قوات النظام المتمركزة في معسكري معمل القرميد والمسطومة بالأسلحة الثقيلة، وتمكن من تفجير مستودع ذخيرة داخل معسكر القرميد وتدمير دبابة وقتل من فيها من جنود. أما في مدينة أريحا، فقد تمكن الحر من تحرير حاجز المؤيد في المدينة بالكامل واغتنام دبابتين وعربة، كما نجح في تدمير حاجزي الصناعة والجسر المجاورين للحاجز بالكامل، وفقا لما ذكرته الشبكة ذاتها. وفي ريف المدينة ذاتها قصف الطيران الحربي براجمات الصواريخ مدينة معرة النعمان، وسط اشتباكات عنيفة جنوب المدينة. وأعلنت «شبكة شام» أن مدينة سراقب بريف إدلب تعرضت لقصف عنيف أسفر عن سقوط عدد كبير من الجرحى. من جهة أخرى، اشتبكت قوات الأمن التركية مساء أمس الأول مع مجموعة من المهربين يزيد عددهم يزيد عن 1000 مهرب كانوا يحاولون تهريب المخدرات من سورية إلى تركيا. (دمشق، عمان، نيويورك- أ ف ب، يو بي آي، رويترز)