قال الكندري إن فريق عمليات الميناء في «نفط الكويت» يمتلك الخبرة للتعامل مع أنواع التسربات النفطية كافة، الناتجة عن الأرصفة ومرافق التصدير والسفن الزائرة ومن المصادر المجهولة مثل البقع النفطية التي تدخل مياهنا الإقليمية بقوة دفع المياه.

Ad

قال رئيس فريق عمل عمليات الميناء في مديرية التخطيط التجارية بشركة نفط الكويت الكابتن علي الكندري ان فريق البحرية في الشركة يستطيع التعامل مع الدرجة الثانية من التسربات النفطية التي تصل فيها كمية الانسكابات الى 600 طن اما ما يتعدى ذلك فان هناك اتفاقية مع شركة خدماتية دولية للتعامل مع التسربات النفطية الضخمة.

واضاف الكندري في لقاء مع "الجريدة" ان فريق عمل عمليات الميناء في الشركة يعتبر جهة خدمية في المقام الاول ويمثل هيئة الميناء لجميع الموانئ النفطية بدولة الكويت ويتولى الفريق عملية ارساء واخلاء السفن المحملة بالنفط سواء القادمة من الخارج او المتجهة الموردة للخارج في جميع الموانئ والارصفة البحرية النفطية بدولة الكويت.

وذكر ان الفريق يقوم بمراقبة وتنظيم كل العمليات والانشطة البحرية الخاصة في المنطقة الوسطى لساحل الكويت بما في ذلك القنوات المائية المؤدية للموانئ النفطية خاصة القنوات عميقة الغاطس والمخصصة للسفن العملاقة فضلا عن تولي مسؤولية تقديم الاستشارات البحرية في كل الامور المتعلقة بالعمليات البحرية للقطاع النفطي، ولبعض الجهات المحلية ممثلة في السلطات البحرية الاخرى وميناء بوبيان وغيرهما من الجهات المحلية.

ولفت الى ان فريق عمل العمليات الميناء معني بمكافحة التلوث البحري في المنطقة الوسطى لدولة الكويت اضافة الى مكافحة جميع انواع الحرائق على الارصفة البحرية، والسفن الزائرة الى جانب عمليات البحث والانقاذ ونقل المعدات من البحر واليه.

مراكز العمل

وفي ما يتعلق بمراكز العمل والمهام الموكلة الى فريق البحرية ذكر ان عمل فريق البحرية يتمركز في المراسي الرحوية التي يتم بواسطتها تصدير النفط الخام ويمنحنا هذا التمركز فرصة التواصل مع الارصفة البحرية فضلا عن المواقع البحرية الاخرى التي قد تواجه مشاكل تتطلب منا التدخل السريع والفريق مسؤول عن العمليات البحرية في 27 رصيفا بحريا في 10 مرافئ نفطية يشملها ثلاثة موانئ بحرية يتبع بعضها شركة نفط الكويت وارصفة الاخرى تتبع شركة البترول الوطنية الكويتية وارصفة تتبع شركة صناعة الكيماويات البترولية ويتعاون فريق العمليات البحرية كذلك مع شركة ايكويت من خلال عقد "التزود بالخدمات".

واشار الى ان فريق عمليات الميناء معني ايضا بعمليات اطفاء الحرائق وعمليات الانقاذ والسيطرة على اي تسرب نفطي قد يمتد للارصفة داخل دولة الكويت علاوة على المشاركة بالمكافحة في منطقة الخليج العربي في حالات التلوث الكبرى.

التسرب النفطي

وفي ما يخص خطة الكويت الوطنية لمكافحة التسرب النفطي التي تم وضعها بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة اوضح ان خطة الكويت الوطنية لمكافحة التسرب ترتكز على تقسيم الكويت الى ثلاثة اجزاء "المنطقة الشمالية - المنطقة الوسطى- المنطقة الجنوبية" وذلك لتحديد الاختصاصات، وفي الوقت نفسه توزيعها بين المناطق الثلاثة وفق موقع اي تسرب واوكلت المنطقة الوسطى التي تمتد من رأس الجليعة جنوبا الى رأس السالمية شمالا لشركة نفط الكويت ممثلة بفريق عمل العمليات والخدمات البحرية وتضم تلك المنطقة جميع المرافق النفطية التابعة لشركة مؤسسة البترول الكويتية نفط الكويت، كما عهد الى شركة نفط الكويت مكافحة التسربات النفطية بهذه المنطقة الا انه مطلوب منها مساندة الجهات الاخرى المنوط بها المكافحة في المنطقتين شمال رأس السالمية وجنوب رأس الجليعة.

وقال الكندري ان فريق العمليات والخدمات البحرية معني بالسيطرة على اي تسرب نفطي من الدرجة المرحلة 1 وحتى المرحلة 3. ومن المعروف ان نسبة كمية النفط المنسكب او المتسرب في المرحلة الاولى تقدر حتى 60 طنا نفطيا اما الدرجة الثانية فتقدر من 60 وحتى 600 طن وتقدر الدرجة الثالثة بـ600 طن فما فوق مع العلم ان فريق عمليات الميناء يمتلك جميع الاجهزة والمعدات اللازمة لمواجهة الانواع الثلاثة من الانسكابات النفطية سواء في مياهنا الاقليمية او خارجها في حال طلب المساعدة من اي دولة من دول الخليج العربي.

تأهب مستمر

وبين ان معظم الانسكابات لا تتعدى المرحلة الثانية وعلى الرغم من ذلك نعمل دائما لنكون في حالة تأهب مستمرة لاي طارئ، مشيرا الى ان فريق عمليات الميناء يمتلك الخبرة للتعامل مع انواع التسربات النفطية كافة والناتجة عن الارصفة ومرافق التصدير والسفن الزائرة ومن المصادر المجهولة مثل البقع النفطية التي تدخل مياهنا الاقليمية بقوة دفع المياه.

وفيما يتعلق بالمعدات البحرية وبالصعوبات التي يواجهها الفريق قال الكندري ان لدينا مجموعة متنوعة من المعدات البحرية مثل سفينة مكافحة التلوث البحري (واره) وهي سفينة فريدة من نوعها على مستوى الكويت في معالجة التسربات النفطية ونظرا لامكاناتها الفريدة نسعى لامتلاك المزيد منها لزيادة معداتنا البحرية كما وكيفا ولدينا ايضا وحدات لتخزين النفط المسترجع من الماء ومعدات لاحتواء وشفط النفط ميكانيكيا والمعالجة الكيميائية وغير ذلك من المعدات التي تساعدنا في التغلب السريع على اي انسكابات نفطية.

واشار الى ان الصعوبات التي يواجهها فريق العمل تنبع من الاحساس بالمسؤولية تجاه البيئة البحرية اذ يسخر الفريق كل امكاناته وخبراته في البداية عبر سرعة الاستجابة للحد من سرعة انتشار اي بقع للنفط في المياه والسيطرة عليها، وفي الوقت نفسه العمل على عدم وصول تلك البقع الى الشاطئ حيث سيصعب تنظيفه فيما بعد، علما ان المواد الكيميائية التي يستخدمها الفريق للسيطرة على التسربات النفطية هي مواد معترف بها عالميا ومرخصة من الهيئة العامة للبيئة ويطلق عليها "المشتتات" وتستخدم لاعماق تقدر بـ15 مترا فاكثر اتباعا لقوانين الهيئة العامة للبيئة وللحفاظ على البيئة البحرية والكائنات البحرية قرب الساحل في الاعماق خاصة الشعاب المرجانية.

الاستعانة بالخارج

واوضح رئيس فريق عمل عمليات الميناء في مديرية التخطيط التجارية بشركة نفط الكويت ان فريق البحرية يستطيع التعامل مع الدرجة الثانية من التسربات النفطية التي تصل فيها كمية الانسكابات الى 600 طن اما ما يتعدى ذلك فقد قامت المؤسسة بعقد اتفاقية تجدد كل سنتين مع شركة "او اس ار ال"، وهي شركة خدماتية دولية تتمركز في المملكة المتحدة وتعمل حول العالم وتختص بالسيطرة على التسربات النفطية الضخمة وتمتلك اجهزة ومعدات ضخمة بما في ذلك طائرات متخصصة وعناصر بشرية مؤهلة ومدربة على التعامل مع التسربات والانسكابات الكبرى الصعبة.

وذكر انه في حال حدوث تسرب نفطي من احد مرافق شركة نفط الكويت او من اي مصدر غير معروف يكون فريق عمليات الميناء هو الجهة المختصة للابلاغ عنه فضلا عن اجراء تقرير مفصل يرسل لجميع الجهات المعنية في الدولة مثل وزارة المواصلات والهيئة العامة للبيئة والمنظمة الاقليمية لتنظيف البحار (ريكسو) ومقرها دولة الامارات العربية المتحدة و"او اس ار ال" ويتم التواصل مع الاخيرة في حال تجاوز التسرب المرحلة الثانية.

وقال انه نتيجة المطالبات المشددة فقد جرت مباحثات مع "او اس ار ال" لاتخاذ مقر مجهز لها في منطقة الخليج العربي وتم اختيار مملكة البحرين واقيم المقر مؤخرا لسرعة الاستجابة لاي حادث تسرب نفطي كبير.

تحديث المعدات

واضاف الكندري انه تماشيا مع التوجهات الاستراتيجية 2030 تنفذ شركة نفط الكويت حاليا عددا من المشاريع التطويرية الضخمة بهدف تحديث جميع معدات الفريق البالغ عددها 53 قطعة بحرية بمختلف احجامها واستخدامها واضافة المزيد منها اضافة الى اعادة تطوير مرسى القوارب الصغيرة التابع للشركة وبناء مرسى جديد كليا وفق احدث الطرز العالمية وبتصميم فني مميز ومن المتوقع الانتهاء من تلك المشروعات نهاية عام 2014.

وحول امكانات العنصر البشري ومدى قدرة الكوادر الوطنية على التعامل مع الصعوبات التي تواجه العمليات البحرية، قال الكندري ان العنصر البشري هو احد اهم العناصر في مختلف قطاعات الدولة بشكل عام وفي فريق العمليات البحرية بشكل خاص لذا تركز شركة نفط الكويت على تأهيل الكوادر الوطنية للعمل في ظل النقص الكبير من حملة شهادات ربان وضابط اعالي البحار لشغل الوظائف البحرية وهذا النقص لا يتوقف عند حد الكوادر الكويتية بل هو نقص عالمي في العناصر المؤهلة للعمل في البحر.

واكد انه للتغلب على مشكلة نقص الكوادر الوطنية المؤهلة والمدربة وضعت مجموعة عمليات البحرية ممثلة عن شركة نفط الكويت مجموعة من الحلول قصيرة وطويلة الاجل مثل استمرار التوظيف المباشر للعناصر الوطنية من حملة المؤهلات البحرية وهذا ما نعتبره حلا قصير الامد او من خلال تدريب موظفي شركة نفط الكويت من حملة الشهادات (ضابط ثان او اول) ليحصلوا على شهادات ربان اعالي البحار بالتنسيق مع شركة ناقلات النفط الكويتية والاكاديميات البحرية العالمية وهو ما نعتبره حلا طويل الامد ونعمل وفقا لتلك الخطة منذ سبع سنوات تقريبا وقد بدأت الخطط تؤتي ثمارها ونطمح ان نغطي العجز في العنصر البشري في المستقبل القريب وان يكون لدينا اطقم مؤهلة ذات كفاءة عالية لاستمرار تواصل العطاء وتحمل المسؤولية.