فجر يوم جديد: أبطال من ورق!
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
لم يرق لي أيضاً تدخل بعض الفنانين، وقيام أسماء أخرى بالتوسط لدى الأجهزة الأمنية للإفراج عن الممثل الشاب من قسم شرطة المرج، ما اضطر ضباط القسم إلى تلقينهم درساً في احترام القانون الذي ينبغي أن يُطبق على الجميع من دون تمييز؛ فالأمر المؤكد أن {عبده موته} استمرأ البلطجة التي قدمها في فيلم {الألماني} و{عبده موته}، لدرجة أنه يتأبط {الطبنجة} التي ظهر بها في فيلم {عبده موته}، ويشعر أنها تزيده ثقة في نفسه، وكان عليه أن يدفع الثمن من دون أن ينصب نفسه بطلاً قومياً أو يروج بين جمهوره بأنه ضحية تعنت من ضابط شرطة تملكته الغيرة من نجوميته! هنا تستعيد الذاكرة وقائع مماثلة لممثلين فات عليهم تقدير الموقف بالشكل الصحيح، ووضعوا أنفسهم في مواطن الشبهات؛ مثلما فعل الفنان الكوميدي سعيد صالح عندما تم ضبطه عام 1991، وهو يتعاطى المخدرات، وبدلاً من الاعتراف بخطئه في حق نفسه وجمهوره، بادر بالقول إن القبض عليه جاء نكاية فيه وانتقاماً منه لإصراره على الخروج عن النص في مسرحياته، ومناهضته للنظام السياسي في تلك الفترة!حاتم ذو الفقار ممثل مصري راهن عدد من المنتجين على أنه سيكون {الحصان الأسود} في السينما المصرية، وعقب تخرجه في المعهد العالي للسينما في القاهرة اختير لأداء عدد من البطولات، التي تخصص من خلالها في أدوار الشر، لكن أسهمه بدأت في التراجع عقب إدمانه {الهيروين} واقـتياده إلى السجن بعد القبض عليه بتهمة التعاطي والاتجار في المخدرات، وكغيره من المتورطين والمجرمين في حق أنفسهم، زعم أنه راح ضحية نوع من أنواع {تصفية الحسابات}!وقائع وحالات كثيرة لنجوم ومشاهير من الفنانين تم القبض عليهم، أو الزج بأسمائهم في قضايا أساءت لصورتهم كثيراً، فيما خيل للبعض منهم أنها أسهمت في توسيع رقعة جماهيريتهم، وزادت نسبة شعبيتهم، وربما جعلت منهم أبطالاً في الشارع العربي بينما الحقيقة التي تعاموا عنها عن عمد أنهم تحولوا إلى {أبطال من ورق}، بعدما اختفت أخبارهم ونشاطاتهم من الصفحات الفنية لتحتل صفحات الحوادث والجرائم، وليتهم اكتفوا بالإساءة إلى أنفسهم، وإنما تركوا جرحاً غائراً في جبين فنانين شرفاء آمنوا بأن للفن رسالة سامية وأن مهمته الارتقاء بالقيم والوجدان والأخلاق، وأن عليهم استثمار مواقعهم وشهرتهم في تنوير المجتمع، ووجدوا أنفسهم عُرضة للإساءة والتشويه والاضطهاد أحياناً بسبب جرائم وفضائح ارتكبتها حفنة من المتاجرين والمدعين، ممن انحرفوا برسالة الفن وابتذلوها، وكانت النتيجة أن تحول الفن على أيديهم إلى فن يدغدغ الحواس ويثير الشهوات ويُخاطب الغرائز ويُرسي النماذج السيئة؛ سواء كانت في صورة «عبده موته» أو «الألماني»... ومن على شاكلتهما!