حرية الإبداع هي وجه النضال الحقيقي خالد يوسف: دوري الاستثنائي في الثورة أبعدني عن الفن

نشر في 21-01-2013
آخر تحديث 21-01-2013 | 00:02
يرى المخرج السينمائي خالد يوسف، الذي يقف في صفوف المعارضة منذ عهد النظام السابق، أن ثورة 25 يناير لم تحقق أهدافها والسلطة لا تحترم مبادئها ولا من قاموا بها، ورغم عضويته في التيار الشعبي فإنه رفض ترشيحه لمقعد مجلس النواب في دورته المقبلة.
عن السينما التي غاب عنها ورأيه في الوضع السياسي المصري وتوقعاته للمستقبل كان معه هذا اللقاء.
لماذا رفضت عضوية مجلس النواب؟

فعلاً، رشحتني جبهة الإنقاذ لخوض الانتخابات المقبلة عن مسقط رأسي «دائرة كفر شكر» في محافظة القليوبية، وكنت مقتنعاً بالفكرة تماماً كنوع من المقاومة والوقوف ضد سيطرة النظام على الحكم. غير أنني مقتنع أن كل إنسان مهيأ لما خلق له، والدور الذي قمت به في الشارع السياسي منذ قيام ثورة 25 يناير 2011  وحتى الآن هو استثنائي، فنحن لا نقوم بثورة كل يوم. لكنني لم أصور مشهداً ولم أدخل الأستوديو منذ فترة طويلة، لذا قررت ألا أبتعد عن فني أكثر من ذلك، ورفضت أن أنضم إلى عضوية البرلمان كي لا أبتعد عن عملي طوال مدة دورة البرلمان (خمس سنوات)، وقررت أن أحارب الفساد وأكشف عنه عبر مهنتي، أي عن طريق أعمالي الفنية كما كان الوضع مع النظام السابق.

هل ثمة فرق بين مواجهة النظام السابق والنظام الحالي عبر الفن؟

بالتأكيد؛ فمهاجمة نظام فاسد وتأثيره السلبي على المجتمع كانت تتطلب تقديم نوعية معينة من الأفلام مثل المناطق العشوائية والتدهور الحاصل فيها باستمرار، لكن مهاجمة تيار وفكر متطرف تحتاج إلى نوعية مختلفة من الأفلام تفضح مخططات التيار ومؤامراته على مصالح الوطن لأجل مصالحه.

وهل ترى أن الثورة قد حققت ما قامت لأجله؟

لا؛ فنحن لم نفز بأي شيء من إنجازات الثورة التي يتحدث عنها المسؤولون الآن، والمشروعات التي يخطط البعض لتنفيذها قد تعود بنا خطوات عدة إلى الوراء.

كيف ترى مستوى حرية الإبداع؟

حرية الإبداع هي مرآة الوطن ووجه النضال الحقيقي لأجله، فمثلما يتعرض الوطن للحصار سيتأثر الإبداع؛ وعندما يتحرر الوطن ستكون حرية الإبداع في أعلى مستوياتها، وحينما يعود إلى الخلف ستتراجع هذه الحريات كثيراً، وحينما يواجه أزمات ستقف مرتبكة... ولعل الارتباك الراهن في سوق الإنتاج السينمائي الدليل الأكبر على ذلك، ففي ظل عدم انضباط الأوضاع السياسية في البلاد يتأثر الإبداع بالتبعية.

ألاحظ دفاعك عن الإبداع بحماسة!

الفن هو الشيء المميز في حياتنا منذ 7000 سنة، ومنه خرج فن العمارة والهندسة الذي ساعد قدماء المصريين في بناء الأهرامات التي نفتخر بها حتى الآن ونعدها أحد أهم الأماكن التاريخية السياحية، ولدينا الكثير من أوجه الإبداع التي توجب علينا الدفاع عنها وتدعيمها وليس القضاء عليها أو محاربتها.

معروف عنك تأييدك للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لماذا؟

لأن حياة هذه الشخصية زاخرة بالكفاح والنضال الوطني، والسعي إلى إعطاء الفقراء حقوقهم المهدورة.

ما رأيك في طباعة سيناريو فيلم «ناصر 56»؟

خطوة متأخرة من الأديب محفوظ عبد الرحمن المنحاز إلى التجربة الناصرية بكل ما فيها ولكل ما أنجبته ثورة يوليو 1952، وإن كان قد وفق في اختيار موعد توقيع هذا الكتاب في ذكرى ميلاد ناصر الذي لا يحتاج إلى كتاب أو فيلم فقط عن حياته، بل إلى العشرات من المؤلفات والأعمال السينمائية.

ما توقعاتك للمستقبل السياسي خلال السنوات المقبلة؟

أستشرف قيام ثورة جياع على المدى القريب وهو ما تنبأت به عبر أفلامي أيضاً وأبرزها «حين ميسرة» و»دكان شحاتة»، وما يزيد من احتمال قيامها أن «الإخوان» لا ينحازون إلى الفقراء من الأساس، وهم يعتبرونهم مجرد أداة يتم تطويعها وقت الانتخابات لتحقيق مصالحهم الخاصة، وأتوقع أيضاً حصول صراع ثقافي لافتراض أن أفكار الثوار والوطنيين خاطئة وللتضليل على مبادئ الثورة التي قامت على أساسها.

كيف يمكن مواجهة هذا الصراع عبر الإبداع؟

هنا يكمن دور قوى التنوير التي يجب أن تعمل وتفكر في كيفية التصدي ومنع مثل هذه الأفكار الرجعية التي تنتمي إلى الماضي، ونظرا إلى ما تقوم به السينما من تثقيف وتنوير فسأقوم بهذه المهمة بحكم عملي كمخرج من خلال أعمالي التي سأقدمها في المرحلة المقبلة.

حدثنا عن مشاركتك في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية؟

سعيد بإقامة الدورة الثانية من المهرجان المخصص للسينما الإفريقية والذي سيقام خلال مارس المقبل، خصوصاً أن إفريقيا كانت مهمشة طوال السنوات الماضية بالنسبة إلى مصر، لذا أرى أن مهرجان الأقصر فرصة كي تتقارب الثقافة الإفريقية مع المصرية، ومهمة المثقفين والمبدعين هنا هي الحفاظ على السينما بصفتها الإنجاز البشري الذي يجمع بين الفنون كافة.

ما هي آخر أخبارك الفنية؟

نظراً  إلى عدم انتهاء محفوظ عبد الرحمن من كتابة السيناريو، تأجَّل مسلسل «سره الباتع» المأخوذ عن قصة قصيرة تحمل الاسم نفسه للأديب الراحل الكبير يوسف إدريس.

 

ما الذي شجعك على تقديم هذه القصة تحديداً؟

لأنها تواكب الأحداث وتنمي روح الانتماء والوطنية بعد الفرقة التي انتشرت بين المصريين، وهي محاولة لتذكير الناس بالوطنية الحقيقية ونبذ العنف والتطرف. أتمنى من زملاء الوسط التركيز على هذه الرسالة في أعمالهم التي سيقدمونها في هذه المرحلة.

back to top