حسين: الأمة الإسلامية بحاجة إلى جهد العلماء
ناب عن المعوشرجي في افتتاح «ندوة مستجدات الفكر الإسلامية»
أكد وزير النفط أن الأمة اليوم تمر بمرحلة حاسمة في تاريخها، وهي بحاجة إلى جهد العلماء، ليدرأوا عنها المفاسد ويقدموا مصلحتها واستقرارها ويدفعوا عنها أسباب الفرقة والنزاع.
أكد وزير النفط أن الأمة اليوم تمر بمرحلة حاسمة في تاريخها، وهي بحاجة إلى جهد العلماء، ليدرأوا عنها المفاسد ويقدموا مصلحتها واستقرارها ويدفعوا عنها أسباب الفرقة والنزاع.
قال وزير النفط هاني حسين نيابة عن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية إن "وزارة الأوقاف بدولة الكويت من فقه واقعها لامست قضايا الأمة ووجدت أن من مواطن الخلل هو غياب التأصيل المنهجي لمستجدات الواقع ونوازله"، موضحا أن "أمتنا اليوم تمر بمرحلة حاسمة في تاريخها وهي بحاجة إلى جهد العلماء، لأنهم في أي مكان وزمان يجب عليهم مراعاة المصالح ودرء المفاسد وتقديم مصلحة الأمة واستقرارها ودفع أسباب الفرقة والنزاع".وأضاف حسين خلال افتتاحه فعاليات ندوة مستجدات الفكر الإسلامية نيابة عن الوزير شريدة المعوشرجي، والتي تقيمها وزارة الأوقاف الكويتية في الفترة من 18 إلى 20 فبراير الجاري، ان "النظر في مناط الأحكام في ربطها بالواقع هو عين موضوع التجديد المطروح في الساحة، لتكون مرجعيتها وسطية الإسلام واعتداله"، مبينا أن "أمتنا وهي تنشد طريقها لاستعادة ذاتها وهويتها وتقدمها بين الأمم بحاجة الى المواءمة بين دينها الذي تتمسك به وبين واقعها الذي تعيش فيه، وهذا لن يأتي إلا من خلال مرتكزات عده ابرزها فقه الواقع وفقه الاولويات".
موازنة علميةوقال "نحن بحاجة الى فقه مبني على دراسة الواقع المعيشي دراسة دقيقة مستوعبة لكل الجوانب، معتمدة على أصح المعلومات وأدق البيانات والاحصاءات، يتكامل فيه فقه الشرع مع فقه الواقع حتى يمكن الوصول الى الموازنة العلمية السليمة البعيدة عن الغلو والتفريط، لأن غياب فقه الواقع معناه التخبط في الحكم والخطأ في الفتوى والجمود في الفكر والاستعجال في الثمرة، الأمر الذي يؤدي الى تعثر الداعية في دعوته وعدم النجاح في رسالته"، موضحاً ان "النزول الى الميدان وإبصار الواقع الذي عليه الناس ومعرفة مشكلاتهم ومعاناتهم واستطاعتهم حول ما يعرض لهم وما هي النصوص التي تنزل عليهم في واقعهم في مرحلة معينة، ما يؤجل من التكاليف لتوفير الاستطاعة، انما هو الفقه الذي نحن بحاجة إليه".فقه الواقع من جانبه، قال وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية رئيس اللجنة العليا للمؤتمر الدكتور عادل الفلاح، ان "ما تعيشه أمتنا من أزمة حالية ملحة بل ومحيرة في كثير من مظاهرها، جعلت الناس مُنشطرين فيها فرقاً وأحزابا، كل يدلي فيها برأيه على قدر ثقافته وحظه من العلم والمعرفة بعيداً عن الوعي الدقيق والفهم الرشيد والاجتهاد العميق الذي لا يقوم به سوى العلماء الراسخين الذين جعلهم الله تعالى ورثة الأنبياء وخلفاء المرسلين، الأمر الذي استوجب عليهم أن يقوموا بدورهم بياناً للحق"، مشيرا الى أن "تنظيم هذا المؤتمر يأتي تحقيقاً لمبدأ الشراكة مع المركز العالمي للتجديد والترشيد بلندن ومناقشة قضية من أدق بل وأخطر قضايا الفكر الإسلامي المعاصر ألا وهي قضية المواءمة بين كلي الزمان وكلي الشرائع والإيمان أو ما يعرف بفقه الواقع وتحقيق مناط الأحكام".وأضاف ان "غياب ملكة الفقه المعمق لهذا النوع من الاجتهاد تسبب في كوارث عظيمة ومضار شنيعة زادت من تعميق حالة التخبط والتناحر في الأمة، ونتج عن ذلك تبلور اتجاهات في التنظير والحركة تنزع النصوص الشرعية من سياقاتها وتنزلها على غير مناطاتها في قضايا تمس استقرار المجتمعات الإسلامية وتماسكها"، مبينا أن "مرجعية العلماء والمزاوجة بين الإدراك الدقيق بالحكم الشرعي وإنزاله على واقعه يعد من أهم معالم تلك الوسطية، ولذلك كان همنا الاستراتيجي في وزارة الأوقاف متوجهاً إلى تعزيز تلك المرجعية وتنفيذ ما يتطلبه تعميقها وتعزيزها من برامج وفعاليات محلية وعالمية فردية ومؤسسية، لاسيما بعد أن وفق الله الكويت في إخراج أعظم مؤلف فقهي في القرن العشرين وهو الموسوعة الفقهية باعتبار الدور الكبير الذي تقوم به المرجعية الفقهية في رفع الخلاف وجمع الصف ووحدة الكلمة واستيعاب دروس الماضي وتقويم الحاضر ورسم آفاق المستقبل".توصيات راشدةوتابع الفلاح أن "غياب هذه المرجعية يعد باباً كبيراً من أبواب تكريس التطرف والغلو وفتح الطريق أمامه"، لافتا إلى أن "الأزمة شديدة وإن اللجوء إليكم للمساهمة والاجتهاد مسؤولية كبيرة تلقى على كواهلكم وتقتضي منكم اجتهاداً خاصاً يؤدي إلى وضع اللبنات الأولى لمنهجية المواءمة بين الحكم الشرعي وبين واقعه أو مناطه، فإننا لا ننظر إلى اجتماعنا هذا على أنه مؤتمر تقليدي ينقضي بانقضاء أيامه وقراءة توصياته، إنما نتوقع منكم الانصراف عن توصيات راشدة وبرامج عملية فاعلة ومعالم مشروع تجديدي واعد يجسد حيوية الإسلام وخلود رسالته وصلاحيته لكل زمان ومكان"، مؤكدا "استعداد وزارة الأوقاف بدولة الكويت للمساهمة في مجال تعزيز الوسطية ومد يد التعاون والتواصل مع أي جهة ترغب في التواصل مع الوزارة ونقل خبراتها إليها".تميز فكريبدوره، تقدم وزير الأوقاف المغربي أحمد توفيق في الكلمة التي ألقاها نيابة عن ضيوف المؤتمر، بالشكر إلى دولة الكويت على جهودها الفكرية والخيرية والثقافية التي تميزت بها منذ عقود طويلة خدمة للأمة الإسلامية وللشعوب العربية"، مؤكدا أن "الكويت كانت وما زالت سباقة للتميز الفكري وبحث المعضلات الفقهية".