مليار وسبعمئة مليون دينار إجمالي مخصصات وزارة الصحة للميزانية الحالية دون احتساب تبرعات المحسنين، يفترض أن يجعل ذلك من الكويت عاصمة للطب، لكن زيارة واحدة لأي من مستشفيات الحكومة تكفي لكشف سوء الخدمات الصحية والأمثلة كثيرة ومتشعبة، بعضها فني والآخر إداري، وكلاهما قابل للحل، لكن أين المبادر بإصلاح الخلل والنهوض بالخدمات الصحية؟

Ad

إشادة مجلس الوزراء بما قدمه وزير الصحة تتطلب الوقوف عندها، فالتقرير لم يسلط الضوء على الحالة التي يعيشها الواقع الصحي.  

الدعم السخي الذي تقدمه الدولة للقطاع الصحي يجب أن ينعكس على جودة الخدمات من هيئة طبية وتمريضية وتجهيزات تقنية ووسائل اتصال ومبان تتناسب وحالة الرخاء التي تعيشها الدولة، لكن كل هذا يتبخر عند زيارة مجمع مستشفى الصباح (الباطنية والجراحة والأطفال) أو "مستشفى الأمراض السارية" أو "مستشفى العلاج الطبيعي"، فبعض المباني لم يعد يصلح لسكن عزاب، ولولا تبرعات المحسنين لكانت أثراً بعد عين.

معالي الوزير هل أنت راض عن أداء الوزارة؟ وهل كنت مقتنعاً بما ذكرته بالتقرير؟

إليك بعض المشاهدات:

- حالة الأجنحة العمومية فوضى، مواعيد الزيارة مفتوحة تستمر حتى ساعات الليل المتأخرة دون مبرر لوجود الزوار، فالمريض أحوج ما يكون إلى الراحة والهدوء، والغرف صارت مطاعم ومقاهي شعبية، والمرضى مكدسون في الغرف والممرات، و"صواني" الطعام داخلة وخارجة، ولك أن تتخيل رائحة الفول والفلافل والحمص والبيض على الإفطار، والمكابيس والعيوش على الغداء، والكباب والوجبات السريعة على العشاء.

- منذ السماح للأطباء بالجمع بين العمل في القطاع الخاص والقطاع الحكومي أصبح من المستحيل أن يكون العطاء على نفس المستوى، فساعات العمل الطويلة ترهق الأبدان والعقول "إن لجسمك عليك حقا"، لذا من الضروري إيجاد وسيلة أخرى لدعم المتميزين منهم، وعدم التفريط بهم كي لا تلجأ تلك الكفاءات إلى الهجرة من القطاع الحكومي، فالقضية تنافس وليست سد حاجة القطاع الخاص.

- الوزارة مازالت تعتمد نظم معلومات متخلفة لا تتعدى حدود المنطقة الصحية في أحسن الأحوال، مما يصعب على الدكتور متابعة حالة المريض.

- مد ساعات العمل لم يتضمن غرف العمليات وأقسام الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية التي لا تعمل في الفترة المسائية وأيام العطل والعطل الرسمية... و"لا أعرف ما الحكمة من ذلك، ولم أسمع إن كان بإمكان المرض الانتظار وأخذ إجازة رسمية أسوة بموظفي الدولة"؟!

- لا أعتقد يا سعادة الوزير أنك سمعت عن اختلاف نوعية الأدوية بين مستوصف وآخر! وإن سمعت ماذا أنت بفاعل؟

أخيراً:

- أقدر كثيراً عذرك بأنك جديد في هذا المنصب، لكني أدرك أنك من أبناء الوزارة، وتعرف خفاياها أكثر مني، فأنا مشاهد وأنت طبيب ماهر.

- أرجو ألا يكون خبر فصل المرضى الكويتيين عن الوافدين صحيحاً، فهم إما إخوان لنا في الدين أو نظراء لنا في الخلق.

ودمتم سالمين.