غداة انعقاد جولة جديدة من الحوار الوطني في البحرين، في محاولة للخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، التقى وفد من المعارضة البحرينية أمس نائبَ وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف في موسكو.

Ad

وناقش الوفد مع بوغدانوف "حوادث البحرين وموضوعات تتعلق بالحوار بين المعارضة والحكومة ودور روسيا"، بحسب ما أعلنت وسائل الإعلام الروسية، التي نقلت عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفتش، قوله إن"كلاً من حكومة البحرين وقوى المعارضة أبدى في الفترة الأخيرة الاستعداد لملاقاة الآخر"، مضيفاً أن "الطرف الروسي سيواصل الاتصالات مع حكومة البحرين وممثلين عن المعارضة ليناشدهم حل المشاكل عبر الحوار".

وعقب اللقاء، عقد الوفد البحريني مؤتمراً صحافياً في مبنى وكالة "نوفوستي" للأنباء، اتهم خلاله الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي بـ"لعب دور سلبي في البحرين"، كما اتهم السعودية بالتدخّل في الشؤون البحرينية.

وأكد أمين عام جمعية التجمع الوطني الديمقراطي البحريني فاضل عباس خلال المؤتمر أن "روسيا، خلافا للولايات المتحدة، اليوم وبعد الأزمة السورية هي مختلفة تماماً، فهي التي حافظت على ميثاق الأمم المتحدة وعلى القانون الدولي، ورفضت أن يعاد تكرار السيناريو الليبي في سورية".

وأشار عباس إلى أن "الدور الروسي نزيه في البحرين ومرحَّب به من قبل الشعب، وسيكون له احتضان شعبي إذا وجدت مبادرة روسية، فالقيادة الروسية مدعوة إلى دعم الحوار الجاد في البحرين، كما هي مدعوة في حال فشل الحوار إلى أن يكون لها موقف على صعيد المنظمات الدولية لوقف هذا الفيتو الأميركي وهذا التعتيم الأميركي على طرح قضية البحرين في المحافل الدولية، ومنها مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة".

من ناحيته، قال الأمين العام للمنبر التقدمي الديمقراطي المعارض عبدالنبي سلمان إن "دور روسيا دور مرحَّب به، ومن شأنه أن يخلق حالة من التوازن المطلوب في البحرين. طبعاً نحن عندما اجتمعنا مع بوغدانوف أبدى الكثير من التعاطف مع قضايانا، وأكد لنا أن روسيا ستقف مع أي خطوات للتغيير الديمقراطي في المنطقة".

في السياق، كشفت وزيرة الإعلام والناطقة باسم الحكومة البحرينية سميرة رجب لوكالة "فرانس برس" أمس أن "الجمعيات المعارضة هي الوحيدة التي لم تتقدم بقائمة ممثليها في الحوار حتى الآن".

وبحسب رجب، فإن جميع استفسارات المعارضة تم الرد عليها "بوضوح"، متهمة المعارضة بـ"المماطلة"، ومعربةً عن اعتقادها بأن خلف ذلك "ارتباطات بأجندات خارجية ورغبة في ربح الوقت وتداخلاً مع شؤون أخرى مثل الأزمة السورية"، في إشارة، على ما يبدو، إلى اتهامات السلطة للمعارضة بتلقي الدعم من إيران في إطار محور إقليمي.

في المقابل، جددت المعارضة شروطها، وهي وضع آليات جديدة للحوار مختلفة عن الجولة السابقة التي انتهت برفع مقترحات إلى الملك، والاتفاق على أجندة للحوار، فضلاً عن الاتفاق على عرض نتائجه على استفتاء شعبي.

 (موسكو، المنامة ـــــ أ ف ب، يو بي آي)