رامي يوسف يمزج الخيال بالواقع حكايات إنسانية مليئة بالتشويق والمغامرة

نشر في 02-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 02-10-2013 | 00:01
No Image Caption
في مجموعته القصصية الجديدة «غواص على الطريق» الصادرة عن دار «الحلم للنشر والتوزيع»، يتناول رامي يوسف حكايات منوعة لها أبعادها الإنسانية والاجتماعية على واقع الحياة في مصر.
يتضمن كتاب «غواص على الطريق» (105 صفحة) ثلاثة أجزاء مقسمة إلى حكايات إنسانية اجتماعية وقصص لها أبعادها السياسية، كذلك أعمال مستوحاة من الخيال العلمي، إضافة إلى قص مليء بالمغامرة والتشويق.

ينتقي الكاتب عناوين تختصر على القارئ محتوى المجموعة إذ كانت على النحو التالي: «من الحياة نحكي» و{عن الخيال نحكي» و{غواص على الطريق»، وهذا التنوع في المجموعة جاء إرضاءً للقراء المتابعين لأعماله وفقاً لما ذكره في الإصدار: «نتيجة للآراء التي وصلت إلي بشأن محتوى كتابي الأول «هكذا شاءت الأقدار» والتي تدفعني إلى التنوع في الكتابة، قررت التخلي عن فكرة تخصيص الإصدار لنوعية معينة من الحكايات، أو إصدار رواية نوفيلا، فقد وجدت أن البعض أعجبتهم قصص الخيال العلمي، ولهم كتبت «رحلة إلى ما قبل التاريخ» والبعض استحسنوا البعد الاجتماعي في القص كما جاء في «عازفة الفلوت» و{المهرج» بينما ثمة مجموعة راق لها الترميز السياسي في القص».

قدّمت للإصدار نوال مصطفى، مشيدة بأدوات رامي يوسف في تنوع القص، واعتبرت أن محتوى الإصدار يؤكد على موهبة أدبية تنتج أعمالاً متضمنة رؤية مختلفة للحياة، نابضة بالمشاعر، مجسدة للحظات خاصة من حياة البشر يلتقطها الكاتب بذهنية متقدة ويترجمها بحرفية عالية.

لحن الحياة

يستهل يوسف حكاياته من خلال حلم يتحقق لجلال الراغب بالسفر إذ قررت الشركة التي يعمل فيها إرساله هو وزميله ناجح إلى ألمانيا للإشراف على إنشاء فرع الشركة هناك، وعقب وصوله إلى البلد الأوروبي يعجبه النمط المعيشي وعادات الناس واحترام القانون وغيرها من أمور إيجابية، وتدفعه هذه الملاحظات إلى عقد مقارنة بين حياة المصريين والألمان وكانت تذهب لصالح رعايا الدولة الأوروبية، وذات يوم وهو عائد من عمله في نهاية النهار ومعه صديقه ناجح، يسمع صوت موسيقى تخطف قلبيهما، فيتجها إلى مصدر الصوت فيجدا فتاة صغيرة تعزف على آلة الفلوت»، ولم تكن الفتاة تجاوزت الحادية عشرة من عمرها، وقد أسرت جلال بعزفها الجميل.

واعتاد جلال الذهاب إلى «ميلينا» في نهاية اليوم وهو عائد إلى منزله، فإنه كان يشعر برغبة كبيرة للاستماع إلى الملاك الصغير في كل يوم، وفي اليوم الأخير له في ألمانيا وقبل عودته إلى مصر، مرّ كعادته على «ميلينا» واستمع إليها وأخبرها قبل رحيله أنه سيسافر إلى بلده، لكنه سيعود بالتأكيد، لكنه لا يعلم متى ستكون الزيارة المقبلة. أحنت الصغيرة رأسها في أسف وحزن، وأخبرته أنها كانت تتمرن على عزف مقطوعة جديدة على الفلوت، وعلى رغم أنها لم تنهها تماماً، فإنها ستعزف له جزءاً منها قد تدربت عليه.

الأمل

عقب فترة، يعود جلال ليبحث عن عازفة الفلوت، لكنه يصدم بخبر وفاتها ويذهب إلى والدتها فيجد رسالة تركتها له تقول فيها: {صديقي ومشجعي، أردت أن أشكرك على ما فعلته من أجلي، إن مرورك المستمر علي أنساني المرض، كذلك أنساني أنني سأموت لا سيما أن الأطباء أخبروني أن حالة قلبي ليس لها علاج، كنت أعزف فقط للحصول على بعض المال لمساعدة أمي في المعيشة».

ترمز الحكاية إلى أن الحياة تدفع الإنسان إلى العمل والإنتاج تحت أي ظرف، محفزة على التخلي عن الأوهام التي تعكر صفو الحياة، إضافة إلى أن على الإنسان عدم فقد الأمل مهما تضاءل بريقه.

رحلة

في الجزء الثالث من الإصدار يتتبع الكاتب حياة حاتم الشاب القاطن في إحدى محافظات البحر الأحمر، على بعد 150 كم من الغردقة حيث عمله، عرف البحر وألفه منذ صغره، لحياته في مدينة ساحلية منذ مولده، مركزاً على تنقله من عمل إلى آخر وبروز بعض المشكلات خلال مشواره المهني على رغم اختلاف الوظائف. يذكر أن الإصدار يتضمن مجموعة قصص منوعة تعتمد على المفارقة أحياناً، وعلى الترقب وأجواء المغامرة.

back to top