كتبت قصة {عشم}، فكيف جاءتك الفكرة؟
خلال سيري في أحد شوارع مدينة نصر، شاهدت احتفالاً ضخماً وشخصاً يوزِّع الإعلانات على السيارات البسيطة والفارهة والباصات العامة وغيرها، ففكرت في أن هذه الشخصية يمكن ان تقدم سينمائياً، خصوصاً أننا لم نشاهدها سابقاً. أما باقي قصص الفيلم فكتبت كلاً منها على حدة، فجاء الفيلم في ستة ملازم تمثِّل كل منها حكاية مختلفة ولم يطلع عليها إلا أبطالها. كيف استوحيت بقية القصص؟من خلال نماذج واقعية قابلتها في حياتي، فكل شخصية أعرفها بصورة أو بأخرى إما التقيت بها أو صادفتها، لكني ركزت على تفاصيل دقيقة قد تبدو هامشية للبعض ولا يتم التركيز عليها، مثل شخصية المجذوب التي نشاهدها في الشارع بين الحين والآخر والذي يحاول الانتحار ويلتف حوله الناس، فهذا مشهد يبدو بسيطاً ولكنه يمر في حياتنا.هل وجدت صعوبة في الإنتاج نظراً إلى مضمون الفيلم غير التجاري؟من حسن حظي أنني عرضت الفيلم أولاً على محمد حفظي الذي تحمس للتجربة، فهو منتج لا يهتم بالهامش الربحي، ولا أنكر أنني وجدت صعوبات متعلقة بالتصوير أدت إلى تأخير الفيلم، فالتصوير استغرق نحو ثمانية أشهر نظراً إلى تكلفته المحدودة.كيف؟اعتمدت في التصوير على المشاهد الخارجية وتصوير الأحداث في أماكنها الحقيقية نظراً إلى عدم وجود مبالغ مالية لدي تمكنني من بناء ديكورات. كذلك لم تكن لدي قدرة مالية على استئجار الأماكن كافة التي تم التصوير فيها. مثلاً، مشاهد دورات المياه الفاخرة صوَّرتها في أحد الفنادق بالتنسيق مع القيمين عليها من دون مقابل، لكني في المقابل كنت مضطرة إلى الموافقة على شروطهم والمواعيد التي حددوها لي كي لا يؤثر الأمر على عملهم. كذلك صورت في منزل إحدى جاراتي واعتذرت لها عما سببته من إزعاج وأبدت ترحيباً. وقف كثيرون إلى جواري ولهم الفضل في خروج الفيلم إلى النور.التصوير على فترات بعيدة أمر قد يعيق الممثلين عن التعايش مع أدوارهم.بالتأكيد، لذلك كنا نعقد جلسات عمل قبل استئناف التصوير كي نراجع الشخصيات والمراحل على رغم صعوبة ذلك، خصوصاً الحفاظ على الملابس نفسها خوفاً من الوقوع في أخطاء يمكن تجنبها. لكني في النهاية أشعر بالرضا عن الصورة التي خرج بها الفيلم.هل وجدت صعوبة في تصوير بعض المشاهد؟وصل بعض المشاكل إلى أقسام الشرطة، فمشهد المجذوب الذي يحاول الانتحار على إشارة مرور كان يفترض تصويره في إحدى الإشارات الرئيسة في منطقة مصر الجديدة وخلال ساعات النهار في وقت ذروة السيارات، وذلك نظراً إلى حاجتي لأن يكون الشارع مزدحماً، وهو ما تم فعلاً، فقد تعاطف بعض المارة مع الممثل بينما انقلبوا علينا عندما شاهدونا نصوِّر حيث لم يتفهموا أنه واحد من فريق العمل واعتبروا أننا نسيء إلى سمعة مصر بتصوير المجاذيب في الشوارع ولم ينته الأمر إلا في قسم الشرطة بعد تقديم التصاريح التي حصلنا عليها لتصوير المشهد.كيف أقنعت المخرج محمد خان بأن يكون أحد أبطال فيلمك؟التقيت خان مصادفة. كنت أزور الممثلة سلوى محمد علي خلال تصويرها فيلم {بيبو وبشير} مع خان، وتحدثنا عن {عشم} ففاجأني بإعلانه رغبته في المشاركة به في حال توافر له دور مناسب. أخبرته أن العمل بميزانية محدودة للغاية، لكنه أبدى تفهمه للأمر وأكد لي أن الميزانية المرتفعة لا تصنع بالضرورة أفلاماً جيدة، فضلاً عن إيمانه بالتجربة السينمائية المختلفة ومساعدته لنا فيها، وبدأنا التواصل ووافق على الدور.كيف تعاملت معه أمام الكاميرا؟ثمة رهبة بالتأكيد في التعامل مع المخرجين المحترفين، لكنهم يدركون التفاصيل كافة، الأمر الذي ساعدني في اجتياز جزء كبير من الرهبة، وكنا دائماً نتناقش في الشخصية ويسألني أحياناً عن بعض التفاصيل خلال التصوير.اعتمدت على الوجوه الجديدة في السينما، كيف اخترت فريق عمل الممثلين؟وضعت إعلاناً في جميع الأستوديوهات، وعلى مدار أكثر من شهرين أجريت مقابلات مع المتقدمين لاختيار الأنسب للأدوار، وأعطيت كل ممثل الدور الذي رأيته مناسباً له وأجرينا بروفات عدة حتى تمكنا خلال التصوير من إنجاز المشاهد لوجود حالة من الثقة المتبادلة والتفاهم بيننا.خلال جلسات التحضير، تركت مساحة من الارتجال للممثلين كإضافة بعض الصفات على الشخصية، فمشهد الفرح الموجود في النهاية لم يكن مكتوباً في السيناريو، لكني قررت إضافته بعد زيادة مشهد ارتجالي للعاملة الشابة.لكن طريقة كتابة الأسماء على الشارة أثارت استغراب المشاهدين.سمعت هذا الكلام مراراً وربما لو كان أحد لفت نظري إلى هذا الأمر قبل طرح الفيلم لكنت عدلته. لكن الفكرة من وضع الأسماء جميعها دفعة واحدة في مقدمة الفيلم وختامه جاءت بسبب طبيعة الفيلم، فهو ينتمي إلى البطولة الجماعية وكل المشاركين فيه تقريباً أدوارهم متساوية، وهذا كان الغرض من وضع الأسماء بالترتيب الأبجدي وليس وفقاً لأي اعتبارات أخرى.هل ترين أن توقيت طرح الفيلم مناسب، خصوصاً أن أفلام موسم الصيف تحمل الصبغة التجارية بشكل أكبر؟{عشم} أول تجربة لي في مجال الأفلام الروائية الطويلة فلا أعرف الكثير من التفاصيل الخاصة بالأمور غير الفنية مثل توقيت العرض والإنتاج وغيرها من أمور اكتسبتها من خلال هذه التجربة. بالطبع، توقيت العرض غير مناسب، لكننا كنا مضطرين إليه نظراً إلى أن الشركة المنتجة تعاقدت على عرضه تلفزيونياً خلال شهر أكتوبر المقبل، لذا لم يكن أمامنا موعد آخر لعرضه.
توابل - سيما
المخرجة ماجي مرجان: محمد خان طلب المشاركة في «عشم»
05-07-2013