تورّم الساقين... أسبابه وعلاجه

نشر في 16-06-2013 | 00:01
آخر تحديث 16-06-2013 | 00:01
تورمت ساقاكِ. لا يسبب الورم لك أي ألم أو ضيق إلا أنك لاحظت أن جواربك باتت ضيقة على قدميك أكثر من المعتاد؟ ما سبب هذا التورم؟
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ورمٍ غير مؤلمٍ في الساقين (الوذمة الطرفية). إن لم تظهر أي أعراض أخرى، يُمكن اعتبار تورم الساقين المتوسط أمراً شائعاً وسهل المعالجة، إلا أن الوذمة الطرفية ترتبط أحياناً بمرضٍ كامن خطير، لذلك من الضروري مراجعة الطبيب لإجراء فحصٍ وتشخيص دقيقين.

تنتج الوذمة من تراكم السوائل في الأنسجة. في العادة، يحافظ الجسم على توازن السوائل بين شبكة أوعية الدم، النظام اللمفاوي والأنسجة الأخرى كافةً خارج الأوعية. لكن مع تعرض التوازن هذا لأي خلل، قد تسّرب أدق الأوعية الدموية (الشعيرات الدموية) سوائل تتراكم في الأنسجة المحيطة ما يؤدي إلى ظهور وذمة.

 بالإضافة إلى التورم، قد ينبئ جلدٍ متمدد أو لامع بوجود وذمة، إذ تبقى فيه الفجوة ظاهرةً بعد الضغط عليه لمدة خمس دقائق على الأقل أو من خلال زيادة في حجم عضلات المعدة.

تؤثر الوذمة الطرفية على الساقين معاً، أما في حال ظهرت الوذمة في إحدى القدمين فمن الممكن أن تُعزى إلى خلل فيها أو في الفخذ عند الجهة عينها.

في بعض الحالات، تؤثر الوذمة على الرئتين وتؤدي إلى نفسِ قصير وصعوبة في التنفس ما يتطلب علاجاً طبياً طارئاً.

أعراض متفاوتة

يساعد الفحص على تحديد سبب الوذمة الطرفية. يمكن أن يطلب الطبيب تحاليل دمّ وبول وصورة بيانية كهربائية للقلب وصورة أشعة للصدر، وصورة بالموجات فوق الصوتية للقدم المصابة أو حتى للحوض.

تشير أعراض الوذمة المتوسطة كقصر النفس وانتفاخ البطن أو ارتفاع ضغط الدم إلى أسباب لا تثير القلق، من بينها: استهلاك كميات من الملح تفوق الكميات التي يستهلكها المصاب في العادة، وزن زائد، جلوس أو وقوف فترة طويلة، تقدم في السن (يصاب المسنون بتورم القدمين أكثر من غيرهم).

قد ينتج تورم الساقين من تناول دواء معين كحاصرات قنوات الكالسيوم، كورتيكوستيروييد، مضادات الالتهابات غير الاسترودية، غاباباتين (نوروتين) وبعض الأدوية المخصصة لمعالجة السكري، لا سيما الثيازوليدينيديون.

تنتج الوذمة الطرفية في العادة عن:

• أوردة ساقين ضعيفة أو تالفة: مع مرور الوقت، قد تضعف الصمامات التي تنقل الدم باتجاه واحد إلى القلب فتتوقف عن العمل وتتراكم السوائل في الأطراف السفلية.

• الخثار الوريدي العميق: قد تظهر وذمة في حال تشكلت جلطات دموية في أوردة القدم العميقة. غالباً ما يؤثر التخثر على ساقٍ واحدة فقط ويسبب ورماً وألماً وحساسية.

• قصور القلب الاحتقاني: في حال فقدت إحدى غرف القلب السفلية قدرتها على ضخّ الدم بشكلٍ فاعل، قد تتقهقر حالة الدمّ. يؤدي فشل القلب من الجانب الأيمن إلى ظهور وذمة طرفية سفلية وإلى انتفاخ في البطن إذا كان فشلاً حاداً. أما فشل القلب من الجانب الأيسر  فيؤدي إلى ضيق في التنفس عند بذل أي جهد أوعند الاستلقاء على السرير بسبب تراكم السوائل في الرئتين.

• تليف الكبد: يؤدي التليف المرتبط بالمراحل النهائية من أمراض الكبد إلى ظهور عقبات خطيرة لتدفق الدم عبره، ما يؤدي إلى انتفاخ في البطن ووذمة طرفية، لا سيما أن الكبد يصبح أقل قدرة على إنتاج الألبومين، وهو أحد البروتينات التي تحافظ على السوائل في الأوعية الدموية.

• فشل كلوي مزمن: تؤدي الأضرار التي تلحق بالبنى الصغيرة في الكلى (تُعرف بـ الكبيبة) إلى تغيرات تشمل احتباس الصوديوم، زيادة البروتين في البول وانخفاض مستوى الزلال في الدم بشكل غير طبيعي. يسبب  تراكم السوائل مع انخفاض معدل الألبومين إلى وذمة طرفية وانتفاخ قد يطاول الجسم بأكمله.

• تلف الجهاز اللمفاوي: يساعد الجهاز اللمفاوي على التخلص من السوائل الزائدة المتراكمة في الأنسجة. قد يضعف الضرر الذي يلحق بهذا النظام، لا سيما الغدد الليمفاوية في منطقة الفخذ بسبب جراحة لمعالجة مرض سرطان أو العلاج الإشعاعي، التصريف اللمفاوي الطبيعي ويؤدي إلى تورم الطرف السفلي.

• الورم: نادراً ما يكون التورم مرتبطاً بأورام حوضية. للوقاية من احتباس السوائل، ينصح الطبيب بتخفيف كمية الملح وارتداء جوارب ضغط خاصة للحدّ من الاحتباس في القدمين والساقين. أما الورم المتوسط الناتج من الجلوس أو الوقوف ساعات طويلة، فيمكن معالجته عن الطريق الاستلقاء ورفع القدمن إلى أعلى ساعة أو ساعتين يومياً. علاوةً على ذلك، تساعد الرياضة المائية أو المشي في حوض السباحة على إعادة توزيع السوائل الزائدة. أما لمعالجة حالات الوذمة الطرفية الحادة، فيصف الأطباء حبوب مدرة للبول.

 

د. جون ويلكنسون، طب عائلي، مايو كلينيك

back to top