فجر يوم جديد: اللجنة
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
هل أجرمت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة في الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية إذاً عندما منحت الفيلمين أصواتها؟ وهل ظلمت فيلم «الخروج للنهار»، رغم اعترافنا بعذوبته وإنسانيته، وقدرته على الاقتراب من هموم عائلة بسيطة يخيم الموت على عائلها، ويكاد ينحصر أملها في الفكاك من مصير مُفجع؟بالطبع لا، لأن كل من عرف وخبر واقترب من «ميكانيزم» لجان التحكيم في المهرجانات السينمائية يُدرك أن نتائجها تأتي منسجمة وقناعات أعضائها، ورؤيتها للسينما؛ فثمة لجان تؤمن أن «الفن للفن»، وتمنح الأولوية للأفلام التي تهتم بترسيخ الجماليات على حساب المضمون، بينما ترى لجان أخرى أن السينما لا بد من أن تخدم الواقع وتخاطب الإنسان وتطرح همومه الحياتية، ومن ثم تتحمس اللجنة الأولى لفيلم «الخروج للنهار»، كما حدث في «أبو ظبي» و{قرطاج» فيما تتحمس الثانية لفيلم «مانموتش»، كما حدث في الأقصر، الأمر الذي تعرضت له مراراً وتكراراً أفلام المخرج عاطف الطيب، الذي كان شديد الالتصاق بقضايا الواقع، ورغم هذا أثارت حفيظة بعض لجان التحكيم بحجة أن لغته السينمائية تتراجع كثيراً مقارنة باهتمامه المفرط بالموضوع، الذي يأتي على حساب الشكل!إشكالية قديمة تجددت مع إعلان نتائج مسابقة الأفلام الطويلة في الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، واندفع البعض بعدها إلى اتهام العضوين المصريين في لجنة التحكيم بأنهما فرطا وتهاونا في الدفاع عن الفيلم المصري، وهو اتهام آخر فيه تجن صارخ على ليلى علوي ومحسن أحمد، اللذين نحيا «الشوفينية»، التعصب الأعمى للوطن، وانحازا إلى قناعاتهما، لكنهما لم يسلما من اتهامات ظالمة أعادت إلى الأذهان اتهام عادل إمام لزميله نور الشريف بأنه كان سبباً في حرمانه من جائزة «أيام قرطاج السينمائية» عندما كان عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، التي شارك فيها عن مصر «حتى لا يطير الدخان» (إنتاج 1984)، و{خرج ولم يعد» (إنتاج1984)، وبإعلان النتيجة فاز المخرج محمد خان بجائزة «التانيت الفضي» بينما حصل يحيى الفخراني على جائزة أحسن ممثل عن نفس الفيلم، فاستشاط إمام غضباً واتهم الشريف بأنه تآمر ضده وحرمه من الجائزة، وأعلن الحرب عليه وقاطعه لسنوات طويلة، رغم محاولات الشريف اليائسة لتبرئة نفسه، وها هو التاريخ يُعيد نفسه، وربما نجد أنفسنا على أعتاب قطيعة أو حرب شرسة للثأر من ليلى علوي ومحسن أحمد.