قبرص... قبلة السياحة
لا يبدو أنّ الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد قد أثرت على القطاع السياحي فيها فما إن تطأ قدماك أرضها حتى تلاحظ حركة كثيفة للسياح ولعل أغلبهم من روسيا وبريطانيا وأوروبا أو من لبنان لقرب المسافة جغرافياً. قبرص اليوم تعج بالحياة كما كانت في الماضي بل لقد ازدادت الحركة السياحية فيها بسبب البرامج الجذابة التي وضعتها شركات السفر، والتي تغريك بأسعارها المناسبة وتستقطب عدداً كبيراً من محبي السفر ورحلات الاستجمام والاسترخاء.
يدهشك في قبرص تنوع المشاهد الطبيعية والأنشطة السياحية المتنوعة، فالشواطئ الرملية فيها رائعة، وهي في متناول الجميع، ومعظمها مجاني، ويضمّ مطاعم ومقاهي، بحيث يستطيع المرء أن يمضي فيها نهاراً بأكمله متمتعاً بمياه البحر الزرقاء، مسترخياً على الرمل الدافئ أو متلذذاً بأطايب المأكولات القبرصية. أما الجبال فيها فغنية بالتراث العريق والطبيعة الخلابة، يمكنك أن تقصدها للاسترخاء والعودة إلى الطبيعة، أو للتلذّذ بالأطايب التي يصنعها القرويون سواء كان الأمر متعلقاً بالجبنة القبرصية أو بالحلويات القبرصية الفريدة كالراحة وغيرها. إن كنت تهوى المناطق الجبلية عليك أن تعرّج على قرية {أومودوس}القبرصية التي تحوي فنادق صغيرة بأسعار مقبولة، وهي تخطف أنفاسك بأحيائها الصغيرة الضيقة، وأزقتها المزينة بالورود، وكرم سكانها المبتسمين دوماً ونسائها اللواتي يصنعن أطيب المأكولات والحرف اليدوية بطرق قروية تقليدية.
إذا كنت تفكر في الذهاب إلى قبرص عليك أن تزور الأماكن التالية كي تعود بذكريات جميلة ولحظات ستذكرها إلى الأبد: لارناكاتدهشك لارناكا بتنوعها السياحي فهي مزيج حضارات شرق أوسطية بنكهات غربية وشرقية في آن. إن كنت من عشاق المواقع الأثرية لا شك في أنك ستدهش بآثارات هذه المدينة العريقة، ذلك أنها تحتوي على عددٍ كبير من المتاحف التي تضم تماثيل وتحفاً من العصور البيزنطية والعثمانية والرومانية. للتعرف عليها يكفي أن تزور "متحف لارناكا الوطني"، بالإضافة إلى "متحف البلدية للتاريخ الطبيعي" و"متحف وقصر لارناكا للعصور الوسطى". ولعشاق المعالم الدينية حصتهم الخاصة، إذ يمكنهم زيارة عدد كبير من المعالم الدينية الاسلامية والمسيحية أبرزها "تكية هالة سلطان"، وكنيسة آجيوس أنطونيوس البيزنطية، وكنيسة آجيوس لازاروس التي أنشئت على قبر "أليعازر" الذي أقامه المسيح من بين الأموات، وكنيسة أنجيلوكتيستي، ودير آجيوس ميناس العائد للقرن الخامس عشر، بالإضافة إلى دير ستافروفوني على جبل أولمبوس والذي يعود إلى القرن الرابع، وتعني كلمة {ستافروفوني} جبل الصليب، وقد أنشأته في القرن الرابع الميلادي القديسة هيلينة (أجيا إليني) والدة قسطنطين الأعظم التي تركت شظية من الصليب المقدس في الدير وفقًا للمأثورات. ورهبان الدير أتقياء للغاية ويتبعون نظاماً صارماً تماماً كرهبان جبل آثوس في اليونان. وتقام احتفالات خاصة في يوم الرابع عشر من سبتمبر من كل عام وهو عيد رفع الصليب. وذلك غيض من فيض الكنائس والمعالم الدينية المنتشرة في أنحاء المدينة، بما أنّ قبرص تقع جغرافياً بين القارات الثلاث أوروبا وآسيا وأفريقيا وتشكل موئلاً للحضارات المختلفة التي سعت إلى احتلالها. ولعلّ أهميتها المحورية خير دليل على رغبة أكثر من طرف في بسط سيطرته عليها إلى أيامنا هذه. باختصار، إنها المقصد المناسب لعشاق الحضارات القديمة كونها تضم مواقع أثرية بيزنطية وإسلامية وأرمنية وكاثوليكية وإنجيلية وأرثوذكسية.قصر لارناكا من القرون الوسطىمن أبرز معالم لارناكا. وهو يطلّ على الكورنيش الساحلي ويعود بناؤه إلى القرن الرابع عشر ميلادية، أثناء حكم الملك جايمس الاول لقبرص وقد تم تشييده لحماية المنطقة خصوصاً بعد سقوط فاماغوستا ما جعل من لارناكا من أهم المرافئ على الجزيرة.أعيد بناء القصر في العام 1625 أثناء الحقبة العثمانية واستخدم كسجن أثناء الحكم البريطاني. في الطبقة الثانية من القصر متحف صغير يعرض قطعاً أثرية تاريخية تعود إلى بداية العصور المسيحية (القرن الرابع والسابع)، وجداريات بيزنطية من القرن الحادي عشر إلى القرن السابع عشر)، وفخاريات من القرن الثاني عشر والثامن عشر، بالاضافة إلى خوذات عسكرية وسيوف من القرن الخامس عشر، وبعض الاواني والادوات المنزلية من العصر العثماني (القرن الثامن والتاسع عشر).الشواطئ:تضم جزيرة قبرص أجمل الشواطئ في العالم وفيها 65 شاطئاً تحمل "الراية الزرقاء"وهي العلامة التي تعطى من هيئات رقابية عالمية للشواطئ المشهورة باعتماد المعايير الدولية من حيث النظافة وجودة المياه بالاضافة إلى معايير السلامة والحفاظ على البيئة. ومن أبرز الشواطئ القبرصية تلك الواقعة في لارناكا.أشهر شواطئ لارناكاتشتهر لارناكا بشواطئها الذهبية الرمال والتي تمتاز بزرقة مياه لا مثيل لها. ومنهاشاطئ "فينيكودس" وتعني الكلمة {شجرة النخيل الصغيرة}. فعلى طول الشاطئ الممتد على 500 متر أشجار عالية من النخيل تعطي المكان سحراً لا مثيل له، هذا فضلاً عن المساحات الخضراء المزيّنة بأجمل أنواع الزهور. وفي الشاطئ حمامات، وأماكن للاستحمام، وتغيير الملابس، وهو سهل الوصول للمعوقين وأصحاب الحالات الخاصة. وهو الوجهة المفضلة للعائلات لما يوفره من أمان وخصوصاً أن ارتفاع الامواج فيه بسيط ما يسمح للأهل بالسباحة مع أولادهم بأمان. وعلى مقربة من الشاطئ كثير من الفنادق والمطاعم والبارات التي تبقى مفتوحةً لساعاتٍ متأخرة من الليل، بالإضافة إلى المراكز التجارية والاسواق الصغيرة التي ترحب بالسياح على مدار السنة. بالاضافة إلى شاطئ "فينيكودس" يمكنك زيارة شواطئ "ماكانزي"، و"سي تي أو" و"داساكي بيلاس"، و"ياناثس" وكلها شواطئ تسمح لك بممارسة نشاطات مائية وبحرية متنوعة.ليماسول يطلق على هذه المدينة اسم {المدينة التي لا تنام} وهي ثاني أكبر مدينة في الجزيرة وتمتاز بمناخها المعتدل صيفاً شتاء وتعتمد على التجارة البحرية والسياحة والصناعات الخفيفة وتنشط بمهرجاناتٍ متنوعة، خصوصاً في الصيف. تدهشك ليماسول بهذا الكم الهائل من الفتيان والفتيات الذين يمرحون في شوارعها طوال الليل... في هذه المدينة ترى أكبر عدد من المطاعم في شارع واحد. وهي تشتهر بقلعتها التاريخية التي تعود إلى القرن العاشر، أيام البيزنطيين، وهي رمادية الحجر، وقد تحوّلت إلى متحف لآثار القرون الوسطى وتحوي قطعاً أثرية تعود إلى أعوام 400 و1870 وبعضها حربي بالإضافة إلى المدافع القديمة والدروع والنقود وشواهد القبور والفخاريات واللوحات الرخامية. وبنى السكان المحليون كنيسةً إلى جانب القلعة، ويقال إن ريتشارد قلب الأسد تزوج خطيبته "برينغاريا" أخت ملكة صقلية في الموقع نفسه بعد أن فقدت سفينتها أثناء مرافقته في حملته الصليبية الثالثة على فلسطين والأراضي المقدسة. ويقال أيضاً إن قلب الأسد احتل المدينة وقتل حاكم المدينة "كومنينوس" بعد أن رفض مساعدة برينغاريا ورفض دفع المال لتمويل الحروب الصليبية، لأنه كان يبغض اللاتينيين القادمين من أوروبا الغربية. وبين عامي 1790 و1940 كانت تستخدمها السلطات المحلية كسجن.وفي المدينة أيضاً متحف للآثار يضم فخاريات ومجوهرات رومانية وأقراطاً وقطعاً أثرية مهمة اكتشفت في السنوات الماضية. ولمحبي التراث القبرصي لا بد من زيارة متحف الفولكلور القبرصي الذي يركز على التراث القبرصي من ملابس تقليدية وسجادات وأدوات منزلية.ولعل أبرز ما في ليماسول حديقة عامة على الخط الساحلي تضمّ متحفاً للعلوم الطبيعية وحديقة للحيوان ومسرحاً للمهرجانات والحفلات الموسيقية الدولية. والحديقة مبهرة بالفعل كونها تضم عدداً كبيراً من الاشجار كالسرو، والصنوبر والزيتون والشربين بالإضافة إلى أنواع مختلفة من النباتات وتنتشر في أنحائها تماثيل لكبار النحاتين اليونان والألمان والمصريين.بافوسفي خارطة المواقع السياحية العالمية بقعة جديدة تتحول قبلة أنظار المولعين بالاستجمام الصيفي والرفاه الاسترخائي أو الراغبين في شهر عسلٍ استثنائي خارج عن المألوف. إنها بافوس القبرصية. بافوس راقية بسياحتها فعدد السكان فيها صغير ولا يتعدى الـ35 ألفاً ولكنها مع ذلك تستقطب مشاهير هوليوود وأثرياء العالم، الذين يبحثون عن الرفاهية بعيداً عن صخب الحياة اليومية، وضوضاء الاماكن السياحية المعروفة. شواطئ بافوس تسحر الالباب، وفيها محمية طبيعية تضم أنواعاً مختلفة من النباتات والأشجار. يمكنك في بافوس ممارسة الرياضات المائية، وقيادة الدراجة الهوائية أو لعب الغولف فهي ذات تصنيف عالمي في هذه المجالات كافةً.ليست بافوس بغريبة عن الآثار كذلك، ففيها مجموعة لا يستهان بها من المواقع الاثرية وهو ما حدا بمنظمة اليونسكو إلى تسجيلها على لائحة التراث الثقافي العالمي. وعندما تزور الاحياء القديمة المطلة على مرفأ المدينة تجد متحفاً يحتوي على أجمل أنواع الفسيفساء العائدة إلى القرون الرومانية، بالاضافة إلى {مقابر الملوك} المزينة بالنقوش الاغريقية. وعلى امتداد مرفأ بافوس مجموعة رائعة من المطاعم التي تقدم وجبات بحرية رائعة المذاق. صخرة أفروديتمن أشهر المعالم في قبرص يزورها الآلاف من السياح سنوياً ويقصدها خصوصاً المقبلون على زواج لتلمس البركة من صخرةٍ تعدهم بـ{الحب الازلي}. إنها صخرة آلهة الحب والجمال {أفروديت}. تقول الاسطورة التي تعود إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، أن الموج حمل قوقعة كبيرة عبر جزر المتوسط رست إلى جانب هذه الصخرة وانفتحت كي تخرج منها أجمل امرأة يمكن أن تقع عليها العين. إنها أفروديت.. أو فينوس كما تعرف عند اليونان أو عشتار كما تعرف عند البابليين.. أو إيزيس كما عرفت عند قدماء المصريين. يقال إنها قد ولدت من زبد البحر وأقيم على هذا الشاطئ أول معبد لها.تكية هالة سلطان الأثريةتضم التكية مسجداً قديماً والموقع قريب جداً من مطار لارناكا الدولي وهو يطل على بحيرة مالحة ويكتسب أهمية كبرى كونه يضم ضريح {أم حرام} وهي امرأة صحابية يحكى أن دور مميز لها في عهد النبوة. ويحكى أن الصحابية أم حرام توفيت نتيجة سقوطها عن ظهر حمارها وكسر رقبتها خلال الفتوحات الاسلامية الاولى قرابة عام 647 ميلادية، ويقال انه في ليلة وفاتها انتصبت ثلاثة حجارة عملاقة بمعجزة في المكان الذي دفنت فيه.ويذكر أن الامم المتحدة ساهمت في عملية ترميم المسجد وقد شارك فيها أيضاً القبارصة الاتراك واليونان معاً ويعتبر اتحاد الطرفين لهذا المشروع انجازاً بحد ذاته بسبب النزاع القديم الناشئ بينهما والذي قسم الجزيرة إلى قسمين منفصلين.من أبرز فنادق ليماسول فندق «سان رافاييل». يدهشك في هذا الفندق مشهد الشاطئ المترامي برمله الذهبي ومياهه الزرقاء. يحتوي الفندق على عدد كبير من المسابح وغرف أنيقة وصالات للرياضة و"السبا" ومطاعم راقية. ليست أسعار "السان رافاييل" خيالية رغم أنّ في جعبة الفندق أكثر من جائزة، فهو حصد جائزة أوروبا للفنادق لعامي 2012-2013 هذا بالاضافة إلى عدد آخر من الجوائز على غرار جائزة السفر العالمية World Travel Award وجائزة الفنادق الفخمة Luxury Hotel Award. بوسع كل من يزور الفندق أن يتمتع بشاطئه الرائع ومسابحه العالية الجودة ومطاعمه بالاضافة إلى النشاطات الترفيهية للاولاد والكبار على سواء من حفلات موسيقية ومسرحيات ومهرجانات متنوعة. للاتصال بفندق {سان رافاييل}: 00357 25634100مجموعة فنادق كونستانتينو بروثرز – بافوستضم المجموعة فنادق أسيمينا وأثينا بيتش وأثينا رويال وبيونير بيتش. كلّها فنادق من الطراز الرفيع، لكن أرقاها وأروعها هو فندق أسيمينا الذي يمتاز بالرفاهية والعملانية في آن فهو يوفر غرفاً فاخرة في مناخ هادئ ساحر.ولعلّ أفضل ما في الفندق هذا الشاطئ المترامي المحاط بالأشجار الفارهة، ما جعل الفندق مقصداً لمن يريد إقامة زفافه في مكانٍ ساحر، خصوصاً أنه يحتوي على عدد كبير من المطاعم التي تقدم الأطباق العالمية والقبرصية في آن. يمتاز المكان أيضاً بخيمٍ من قش على امتداد الشاطئ مع ستائر بيضاء يمكنك الجلوس فيها لتأمل مغيب الشمس أو إشراقتها.للاتصال بأسيمينا: 4333 96 26 (357)+