يبدو أن الفنانين المصريين لا يتعلمون من أخطاء الماضي، ويصرّ بعضهم على استفزاز الجمهور، من خلال الهروب من مواجهة الأحداث السياسية والاستقرار في بلد آخر حتى تهدأ الأوضاع. الأسباب كثيرة ولا تحصى، من بينها الخشية من التصريح بآرائهم التي قد لا تعجب الجمهور، والخوف من الأحداث الأمنية... النتيجة واحدة في الحالتين، هي الحصول على قدر لا بأس به من سخط الجمهور الذي يتهمهم باللامبالاة وعدم الوطنية.

Ad

هروب كبير

 بعد مرور أكثر عامين على {هروبه الكبير} خلال ثورة 25 يناير، يكرر محمد منير ذلك اليوم، ويترك البلد في أزمتها السياسية والأمنية، ويسافر إلى مدينة بيزا الإيطالية للاستجمام.

في ثورة يناير 2011 اختفى {الكينغ}، كما يلقبه عشاقه، واتهمه محبوه قبل معارضيه بالهرب تنصلاً من الإفصاح عن رأيه الصريح في الثورة، خصوصاً أنه سبق أن قدم أكثر من أغنية وطنية للدعاية لـ {الحزب الوطني}، الذي كان أحد أسباب الثورة.

اليوم، يهرب منير من مصر خوفاً من أن يحرجه أحد بسؤاله عن موقفه، في وقت تشير مصادر مقربة من {الملك} إلى أنه يميل إلى دعم جماعة {الإخوان المسلمين}، لكنه يرفض التصريح بهذا الرأي، لا سيما بعد أعمال التخريب التي ارتكبوها في أنحاء الجمهورية.

في المقابل، ثمة من يرى أن هذا الكلام عار من الصحة مستنداً إلى تصريحات محمد منير في مناسبات عدة يوضح فيها ألا أحد يمكنه إلغاء الفن أو تحجيمه.

مع أنها أعلنت أخيراً أنها لن تهرب من مصر في هذه الظروف العصيبة، إلا أن شيرين عبد الوهاب استقلت الطائرة وتوجهت إلى المغرب برفقة ابنتيها وشقيقها الأكبر، لتحيي حفلة هناك وتستقر فيها بانتظار عودة الهدوء إلى مصر.

تؤكد شيرين أن سفرها جاء بناء على تعاقد سابق بإحياء حفلة في المغرب، وليس لأسباب أخرى، وأنها تفضل البقاء في مصر في مثل هذه الظروف لولا ارتباطها بالعمل في بلد آخر. يحسب لشيرين أنها بقيت في مصر أثناء الاستنفار الأمني الذي شهدته البلاد.

بدوره انتظر هاني سلامة استقرار الوضع نسبياً في البلاد بعد القبض على قيادات {الإخوان المسلمين}، وسافر برفقة زوجته وابنته الوحيدة إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث سيمضي أسابيع إلى أن تهدأ الحال في مصر.

نظراً إلى انزعاجها من سيرة التظاهرات، كانت لبلبة من أوائل الفنانين الذين سافروا خارج مصر عند انطلاق تظاهرات 30 يونيو، وأمضت أسابيع في بيروت، ثم رجعت إلى مصر لتحتفل بعرض فيلمها {نظرية عمتي}، بعد ذلك عادت إلى بيروت على أثر تجدد الاشتباكات في مصر.

تقول لبلبة في هذا السياق إنها لم تترك بلدها ولا تفكر يوماً في الهروب منه، إنما تسافر لظروف يفرضها عملها أو لتمضية إجازات قصيرة تعود بعدها إلى مصر لتستأنف نشاطاتها الفنية.

بيروت كانت وجهة نبيلة عبيد التي وصلتها قبيل تظاهرات 30 يونيو، وعادت إلى مصر لفترة، ثم جمعت حقائبها مجدداً متجهة إلى بيروت حيث لديها صديقات فيها.

إلى دبي

 

اختارت منة شلبي الاستقرار في دبي لأسابيع، بعدما انتابها توتر شديد بسبب العنف الذي رافق عزل الرئيس محمد مرسي، وعدم تمكنها من السيطرة على أعصابها، وهو ما فعلته إبان ثورة 25 يناير، إذ سافرت إلى لندن هرباً من أي حديث في السياسة.

أما عمرو دياب الذي سافر مع زوجته زينة وأولاده إلى لندن، خلال أحداث 25 يناير، ومنها انتقلوا إلى دبي ولم يعودوا إلى مصر إلا بعد استقرار الأوضاع، ملتزماً الصمت حول ما يحدث، يكتفي اليوم بالصمت أيضاً ويرفض الإدلاء بتصريحات حول ما يجري على الساحة السياسية في مصر، وحول تسرّب ألبومه الجديد {الليلة} (إنتاج شركة روتانا) الذي طرح أخيراً.