«ساكسو بنك»: بيانات الصين تدعم المعادن الصناعية

نشر في 12-08-2013 | 00:01
آخر تحديث 12-08-2013 | 00:01
«النفط الخام أدنى من مستوياته لكن الدعم ليس بعيداً»
كان الدافع الرئيسي وراء ارتفاع أسعار نفط خام غرب تكساس الوسيط خلال يوليو الزيادة الكبيرة غير المتوقعة في الطلب من مصافي التكرير، التي كانت تستعد بعد عمليات الصيانة، من أجل تلبية طلب سائقي المركبات على البنزين خلال موسم الرحلات الصيفية.
تعافت واردات الصين من السلع بقوة في يوليو، مع زيادات قوية شهدتها الطاقة والمعادن؛ لكن ما إذا كان هذا التعافي يمثل علامة على انتعاش اقتصادي أو أنه مجرد تراكم في المخزونات يبقى أمرا متروكا للأيام القادمة.

ومع ذلك، وحسب تقرير صادر عن "ساكسو بنك"، فإن المعادن الصناعية تلقّت دفعة حين شهد النحاس عمليات بيع على المكشوف، أثرت هي الأخرى إيجابيا على الفضة وعلى الذهب لكن بدرجة أقل، "أما أسواق النفط فقد سلكت الاتجاه الآخر بقيادة البنزين، بعدما رفعت بيانات المخزون الأسبوعية الشكوك عما إذا كان الطلب على البنزين من سائقي المركبات في الولايات المتحدة سيكون قويا بما يكفي لاستيعاب زيادة الإنتاج التي شهدناها خلال شهر يوليو الماضي".

وعموما، فإن كلا من المؤشرين الرئيسيين للسلع الرئيسية لايزالان يسجلان خسائر مع موجة البيع -بأسعار أقل- التي تشهدها الطاقة والحبوب، والتي فاقت المكاسب التعويضية التي تحققت في القطاعات الأخرى، خصوصا المعادن الصناعية والسلع الاستوائية كالبن والسكر والكاكاو.

وكان الدولار أضعف مما كان عليه مقابل جميع العملات الرئيسية -خاصة الين الياباني والدولار الأسترالي- لكن هذا فشل في إحداث أي أثر إيجابي كبير على السلع الأساسية، ربما باستثناء الذهب الذي تمكن من التعافي من نوبة بيع أخرى.

النفط الخام

وكان الدافع الرئيسي وراء ارتفاع أسعار نفط خام غرب تكساس الوسيط خلال يوليو الزيادة الكبيرة غير المتوقعة في الطلب من مصافي التكرير التي كانت تستعد بعد عمليات الصيانة من أجل تلبية طلب سائقي المركبات على البنزين خلال موسم الرحلات الصيفية. "ونتيجة لذلك، رأينا المستويات الوطنية لمخزونات النفط الخام تنخفض انخفاضا حادا خلال يوليو -ليس أقلها في كوشينغ مركز تسليم تداول خام غرب تكساس الوسيط لتداول النفط الخام في نيويورك.

ومع ذلك، فإن بيانات المخزون الأسبوعية من الولايات المتحدة فاجأت السوق، حيث إن المخزونات الوطنية لوقود المركبات ارتفعت بدلا من أن تنخفض كما كان متوقعا. في الواقع، أدت زيادة المخزونات من 135000 برميل إلى 223.6 مليون برميل إلى جعل المخزونات في أعلى مستوى تشهده في مثل هذا الوقت من العام منذ عام 1990 على الأقل.

وبعبارة أخرى "يبدو أن الطلب كان كما لو كان قد فشل في مواكبة العرض ونحن نقترب من الأسابيع الأخيرة من الموسم الأميركي لقيادة المركبات الذي ينتهي عادة بعد يوم العمل في أوائل سبتمبر. ونتيجة لذلك، شهد سعر المكونات التي تدخل في عملية مزج بنزين المحركات المعدة للمزج بالأكسجين من أجل إنتاج بنزين المحركات المركب النهائي المتداولة في نيويورك تراجعا حادا من الذروة التي كانت قد بلغتها في يوليو، وانتهت كأحد أسوأ السلع أداء هذا الأسبوع، حيث خسرت في مرحلة واحدة أكثر من 6 في المئة.

إنتاج «أوبك» يتباطأ

انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوى له خلال شهر قبل أن يساعد رقم الانتاج الصناعي الصيني –الذي كان أفضل مما كان متوقعا– بمعية التركيز المستمر على تعطل الامدادات في ليبيا على استقرار الأسعار. أسفر عن تفاقم النزاعات العمالية في ليبيا جنبا إلى جنب مع تعثر الامدادات من العراق عن انخفاض في انتاج أوبك إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر خلال يوليو.

وفقا لوكالة الطاقة الدولية. أنتجت السعودية أكثر كمية من النفط تنتجها خلال عام واحد، من أجل تلبية الزيادة الموسمية في الطلب المحلي، حيث يستخدم النفط الخام في تشغيل مولدات الكهرباء خلال موسم ذروة الطلب على الكهرباء.

ومع ارتفاع توقعات النمو -أو على الأقل اظهار توقعات مستقرة في الصين والولايات المتحدة وأوروبا- فإن تباطؤ الامدادات من أوبك -خصوصا من دول مثل ليبيا ونيجيريا والعراق– سيواصل إبقاء أسعار النفط مدعومة طوال سبتمبر. بعد هذا، من شأن الطلب الموسمي لمصافي نصف الكرة الشمالي أن ينخفض تاركا السعر أكثر عرضة للهبوط.

ووفقا لبيانات أوبك، فإن مستوى الإنتاج من ليبيا ونيجيريا والعراق قد انخفض بنحو 900000 برميل، مقارنة بمستواه قبل عام. نجمت معظم الخسائر عن الوضع في ليبيا، حيث تسببت الإضرابات العمالية والاضطرابات الاجتماعية في انخفاض حاد على مدى الأشهر القليلة الماضية.

وعلى الرغم من أن انخفاض الانتاج في ليبيا كان الأكبر، فإنه من المتوقع أن يعود إلى طبيعته، لكن تباطؤ الإنتاج في العراق هو الأكثر مدعاة للقلق على المدى المتوسط لأنه لا وجود لحل سريع يصلح العنف الطائفي وضعف البنية التحتية.

أما خام برنت فهو عالق منذ أبريل الماضي في القناة التصاعدية الواقعة حاليا بين 110.50 و102 دولار للبرميل، حيث يشهد النصف العلوي من هذا النطاق أغلب عمليات البيع منذ يوليو. من المتوقع أن يستمر نمط البيع هذا مدة شهر آخر على الأقل، قبل أن يبدأ التباطؤ الموسمي المتوقع في الطلب.

المعادن الصناعية تتصدر

لاتزال التطورات في أسعار المعادن الأساسية -مثل النحاس وخام الحديد المستخدم في إنتاج الصلب- تعتمد كثيرا على مستوى الطلب المتأتي من الصين، أكبر مستهلك في العالم. كان هذا جليا هذا الاسبوع عندما أظهرت بيانات يوليو أن واردات خام الحديد ارتفعت الى مستوى قياسي جديد، في حين زادت واردات النحاس بنسبة 12 في المئة مقارنة بالعام الماضي.

back to top