مؤلف فيلم «على جثتي» تامر إبراهيم: أحمد حلمي مغامر

نشر في 28-01-2013 | 00:02
آخر تحديث 28-01-2013 | 00:02
رغم الإيرادات الكبيرة التي حققها فيلم «على جثتي» لأحمد حلمي، إلا أنه لم ينل قبولاً نقدياً كبيراً وتفاوتت حوله الآراء.
الفيلم هو أولى تجارب السيناريست الشاب تامر إبراهيم الذي التقيناه للحديث حول التجربة.
لماذا اخترت هذه فكرة فيلم «على جثتي» الصعبة لتبدأ بها مشوارك السينمائي؟

كنت أكتب روايات، وعندما فكرت في الاتجاه إلى كتابة الدراما، كان لا بد من أن أبدأ بفكرة جديدة، لذا فكرت بهذه الثيمة الفلسفية التي لم تعالج في السينما العربية سابقاً.

لكن الفكرة عولجت سابقاً في فيلم «بابا أمين» للمخرج يوسف شاهين.

للأسف، لم أشاهد هذا الفيلم، وإن كان هذا لا ينتقص من الفكرة، لأن توارد الأفكار وارد، والثيمات أيضاً.

كذلك يتناول فيلم ريز ويزرسبون  Just Like Heaven الفكرة نفسها، فتدور الأحداث حول فتاة في غيبوبة وروحها معلقة تطوف حول حبيبها.

تتناول الأحداث الثيمة نفسها، لكن الفكرة مختلفة لأن الفتاة في فيلم «إنها الجنة» تنتظر من خطيبها أن ينقذها، أما «على جثتي» فقصته مختلفة تماماً. وكما قلت، توارد الأفكار أمر عادي ومسموح به تماماً في الدراما.

أشاد بعض النقاد بتجاربك التلفزيونية باعتبارها أفضل كثيراً من الفيلم؟

ربما يعود ذلك إلى فارق الخبرة، ذلك أن  فيلم «على جثتي» مكتوب منذ عام 2009 ولكن نظراً إلى انشغال حلمي بأفلام أخرى تم تأجيله حتى هذا العام، فبدأت بالمشاركة في كتابة مسلسل «لحظات حرجة»، وغيره من مسلسلات، وبالـتأكيد اكتسبت خبرة أكثر.

ظهرت شخصية رؤوف في الفيلم كشخصية كلاسيكية في الملبس والتعامل مع الآخرين، إلا أن البيت الذي كان يعيش فيه كان حديثاً جداً، ما أوقع المشاهد في حيرة، لماذا هذا التناقض؟

يعود هذا التناقض إلى اختيارات المخرج، فأنا لم أكتب في السيناريو أن المنزل حديث، وكنت أتمنى أن يكون كلاسيكياً ليتماشى مع طبيعة الشخص، لكن لا يمكن أن أتدخل في اختصاصات المخرج.

هل كانت صورة الفيلم النهائية لتكون أفضل في رأيك؟

بذلنا جهدنا كله لتقديم فيلم متميز، وأعتقد أننا نجحنا في ذلك بشهادة الجمهور الذي أقبل على الفيلم. لكن بالتأكيد كان يمكن أن يكون أفضل من ذلك، لكن ثمة عوامل كانت خارجة عن إرادتنا من بينها التوقيت والظروف الصعبة التي تمر بها مصر.

إلى أي مدى جاء الإخراج معبراً عن رؤيتك؟

جاء الإخراج معبراً عن رؤيتي بدرجة كبيرة تصل إلى 80%، ذلك أننا كنا نتناقش في الأمور كافة.

لكن رأى البعض أنه أسوأ أفلام أحمد حلمي على الإطلاق  وأنه بداية نهاية نجوميته؟

 

أعتقد أنه رأي قاس جداً. من حق أي ناقد أن يقول رأيه ولكن ليس من حقه أن يتنبأ بنهاية فنان.

هل أنت راض عن إيرادات الفيلم؟

بالتأكيد. اقترب الفيلم من المليون الثالث وهو رقم كبير وكان ليحقق أكثر من ذلك بكثير لولا مشكلة القرصنة، التي ستقضي على صناعة السينما نهائياً في حال عدم التصدي لها بشكل جاد، فكلنا نعرف أن موقع «ماي ايجي» يسرق الأفلام، ومع ذلك لم  يتخذ المسؤولون أي إجراء قانوني ضده.

تفاجأ جمهور حلمي بان الفيلم ليس كوميدياً، فهل وافق على ذلك بسهولة؟

حلمي مغامر وقد أقدم على هذا الفيلم وهو يعلم أنه يخاطر بذلك، لأن الأفكار الفلسفية غير الكوميدية قد لا تجد إقبالاً كبيراً. لكن حلمي فنان ذكي، لذا قرر التركيز على الفكرة ليقدم فيلماً مختلفاً وراهن على ذكاء المشاهد المصري الذي لم يخذله وأقبل على الفيلم بكثافة.

لم يوضح الفيلم إذا كانت الأحداث مجرد حلم، أو أنها روح البطل التي تحلق فوق عالمه؟

قصدنا ذلك، لنترك للمشاهد حرية  التفسير الذي يراه، فالمهم هو وصول الرسالة.

وما هي الفكرة الفلسفية التي أردت توصيلها من الفيلم؟

يتناول الفيلم فكرتين أساسيتين، الأولى هي تقييم الذات بموضوعية، والثانية  فكرة الدكتاتورية التي قد تدمر كل شيء.

 

في الجزء الأول من الفيلم، كان البطل في حالة من فقدان الذاكرة ونسيان كل شيء، وفجأة وجدناه يتذكر من دون تفسير!

بعد الحادث تعرض البطل لصدمة أفقدته الذاكرة موقتاً، ثم عادت له ذاكرته بالتدريج.

ظهرت الشخصية مريضة بالشك من دون أي توضيح للخلفيات، فلماذا؟

لا يمكن أن نوضح الخلفيات كافة في فيلم مدته أقل من ساعتين، وقد ضحينا بأمور مهمة لأجل اختصار الوقت وإلا كان سيصل إلى ثلاث ساعات هو أمر ممل لن يتحمله الجمهور.

هل تدخل حلمي في السيناريو؟

كنا نتناقش في الأمور كافة، وكان يقول رأيه ويترك لي القرار النهائي لأنه ذكي ويعرف قيمة التخصص.

كسيناريست شاب، هل تشارك الكثيرين القلق على مستقبل الفن في ظل تولي»الإخوان المسلمين» السلطة في مصر؟

كمصري يساورني القلق على كل شيء في مصر، لأنهم حتى الآن لم يوضحوا خطة للارتقاء بهذا البلد. أما في ما يتعلق بالفن، فأنا لا أقدم سوء النية، ذلك أنهم حتى الآن لم يحاولوا منع أي عمل فني، لذا علينا أن نقدم أعمالنا.

back to top