«الائتلاف» لن يشارك في «جنيف 2» في ظل «غزو حزب الله»

نشر في 31-05-2013 | 00:01
آخر تحديث 31-05-2013 | 00:01
No Image Caption
الأسد يرى أن موازين القوى العسكرية انقلبت لمصلحته... ويعلن تسلم شحنة أولى من «إس 300»
حسم الائتلاف السوري المعارض أمس موقفه بعد سبعة أيام من المداولات، وقرر مقاطعة مؤتمر «جنيف 2» الدولي، مؤكداً أنه لا مكان لأي جهود سياسية «في ظل غزو إيران وحزب الله لسورية»، في إشارة إلى مشاركة مقاتلي «حزب الله» في معركة القصير الاستراتيجية.

بعد نقاشات طويلة استمرت أياما وتخللتها خلافات وصراعات، أعلن الائتلاف السوري المعارض أمس أنه لن يشارك في مؤتمر "جنيف 2" الدولي، الذي اقترحت روسيا والولايات المتحدة عقده بين النظام والمعارضة، في "ظل غزو إيران وحزب الله لسورية".

وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض بالإنابة جورج صبرا في مؤتمر صحافي في اسطنبول: "لن يشارك الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية في أي مؤتمر أو أي جهود دولية في هذا الاتجاه، في ظل غزو ميليشيات إيران وحزب الله للأراضي السورية"، مضيفاً أن "الحديث عن أي مؤتمرات دولية وحلول سياسية للوضع في سورية يصبح لغواً لا معنى له في ظل هذه الوحشية".

وأشار صبرا إلى أن "استمرار القتل وحصار المدنيين في جميع المدن السورية خصوصا في غوطة دمشق والقصير هو مركز اهتمامنا، ونأمل من اخوتنا العرب والمجتمع الدولي، لاسيما أصدقاء سورية أن يضعوا ذلك الموضوع في الاعتبار"، مشدداً على أن "حياة السوريين اليوم أهم من أي حلول سياسية، وأهم من أي مؤتمرات دولية".

وكان الائتلاف وجه في وقت سابق "نداء استغاثة عاجلا لإنقاذ أكثر من ألف جريح في مدينة القصير، أصيبوا من جراء القصف المستمر الذي تنفذه قوات الأسد وميليشيات حزب الله على المدينة منذ أسبوعين". واتهم رئيس أركان "الجيش السوري الحر"، اللواء سليم إدريس، حزب الله بغزو سورية، مشيراً في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس إلى أن 7000 مقاتل منه يشاركون في الهجمات على القصير.

كما تمكن الائتلاف من التوصل إلى تسوية بشأن ضم ما بات يعرف بـ"كتلة ميشيل كيلو"، وذلك بعد سبعة أيام من المداولات وبعد تصويت الائتلاف على ضم فقط 8 من كتلة كيلو التي تضم 22 اسماً.

وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، والسفير الأميركي في سورية روبرت فورد ودبلوماسيون فرنسيون وسعوديون وقطريون تدخلوا مساء أمس الأول لوقف خلافات الائتلاف.

موسكو تهاجم

وكانت روسيا، حليفة نظام الرئيس بشار الأسد هاجمت بقسوة الائتلاف المعارض أمس. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "لدينا انطباع بأن الائتلاف الوطني والجهات الإقليمية الراعية له يقومون بكل ما في وسعهم لمنع بدء العملية السياسية والحصول بكل الوسائل على تدخل عسكري، بما في ذلك من خلال دعاية غير نزيهة لدى الرأي العام الغربي"، واصفاً الشروط التي وضعها الائتلاف للمشاركة في "جنيف 2" بأنها "غير قابلة للتحقيق" وفي طليعتها اشتراط رحيل الأسد. وأصر الوزير الروسي على أن "الائتلاف الوطني ليس الممثل الوحيد للشعب السوري".

وأعلن مصدر في وزارة الخارجية الروسية أمس أن ممثلين عن روسيا وأميركا والأمم المتحدة سيلتقون في 5 يونيو المقبل في جنيف لمناقشة التحضيرات للمؤتمر الدولي.

الأسد

إلى ذلك، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أمس في مقتطفات من مقابلة بثتها قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله" في وقت متأخر من مساء أمس، أن "سورية حصلت على دفعة أولى من صواريخ أس 300 الروسية المضادة للطائرات"، مشيراً إلى أن "بقية الحمولة ستصل قريباً".

وزعم الأسد أن "موازين القوى العسكرية انقلبت تماماً لمصلحة الجيش الموالي له"، مضيفاً أن هناك "مجموعات من مقاتلي حزب الله في مناطق حدودية مع لبنان. لكن الجيش السوري هو من يقاتل ويدير المعارك في وجه المجموعات المسلحة، وسيستمر في هذه المعركة حتى القضاء على الإرهابيين".

وأكد الأسد أن "الجيش السوري سيردّ فوراً على أي اعتداء إسرائيلي جديد على الأراضي السورية"، موضحاً أن "الحكومة السورية لن تقف في وجه أي مجموعات سورية تريد شنّ حرب مقاومة لتحرير الجولان".

وجدد الأسد موافقة بلاده على المشاركة في "جنيف 2"، إلا أنه قلل من فرص نجاح المؤتمر، ووجه انتقادات لما أسماه "المعارضة الخارجية"، وأدان أدوار تركيا والسعودية وقطر في "دعم المجموعات المسلحة وتمويلها"، وتحدث عن وجود نحو مئة ألف مسلح من جنسيات عربية وأجنبية دخلوا إلى سورية بدعم من هذه الدول.

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال في لقاء مع قناة "الميادين" التلفزيونية الموالية للأسد و"حزب الله" إن الأسد سيبقى في منصبه حتى موعد الانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2014، وان ترشحه الى ولاية ثالثة مرتبط بـ"رغبة" الشعب السوري بذلك.

إسرائيل

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينيتس التقى أمس سفير روسيا لدى إسرائيل سيرغي ياكوفليف، لمناقشة "تداعيات الصفقة الروسية لتزويد نظام الأسد بصواريخ طراز إس- 300 ومخاوف إسرائيل من احتمال وصول مثل هذه الصواريخ إلى حزب الله".

وكان وزير المياه والطاقة الإسرائيلي سيلفان شالوم قال في وقت سابق، إن اسرائيل لا تريد التسبب في تصعيد عسكري مع سورية، لكنها لن تسمح بنقل أسلحة استراتيجية إلى "حزب الله".

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي مجدداً أمس أن بلاده مهددة "بعشرات الاف الصواريخ والقذائف التي يمكن أن تبلغ العمق" الإسرائيلي، وذلك خلال اجتماع نظم في ختام مناورة الجبهة الداخلية السنوية التي تحاكي تعرض إسرائيل لحرب شاملة.

(إسطبنول، دمشق، بيروت، القدس ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top