تباينت ردود الفعل الدولية إزاء عزل الرئيس المصري من الجيش بعد التظاهرات المليونية التي شهدتها مصر ضد الرئيس المنتخب. وطغى الحذر على المواقف الأميركية والأوروبية من تدخل الجيش في العملية السياسية في وقت لاقت الخطوة ترحيباً وتهليلاً في الدول العربية خصوصاً الخليجية، من حين لوح الاتحاد الإفريقي الذي يجتمع اليوم بإمكانية تعليق عضوية مصر بسبب «الانقلاب».

Ad

أثار عزل الرئيس المصري محمد مرسي جملة من ردود الفعل العربية والدولية التي تراوحت بين التهليل للسلطات الموقتة الجديدة، خصوصا من قبل الدول العربية وتلويح افريقي بتجميد عضوية مصر بالاتحاد الافريقي والمواقف الأميركية والاوروبية الحذرة من تدخل الجيش في العملية السياسية.

وعبر الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء أمس الأول عن قلقه العميق لقيام الجيش المصري بعزل مرسي، لكنه لم يدن هذه الخطوة التي قد تؤدي الى قطع الجانب الأكبر من المساعدات الاميركية الى مصر.

وقال أوباما بعد اجتماع مع مسؤولي الأمن القومي: «تراقب الولايات المتحدة الوضع الذي لم تتحدد معالمه بعد في مصر ونعتقد انه في نهاية المطاف فان مستقبل مصر يمكن فقط ان يقرره الشعب المصري. بالرغم من هذا نحن نشعر بقلق عميق لقرار القوات المسلحة المصرية عزل الرئيس مرسي وتعليق الدستور المصري».

وحث أوباما الجيش المصري على تفادي «أي اعتقالات تعسفية للرئيس مرسي وانصاره»، ودعاه الى «التحرك بسرعة وبروح المسؤولية لإعادة السلطة كاملة الى حكومة مدنية منتخبة ديمقراطياً في أقرب وقت ممكن من خلال عملية شاملة وشفافة».

بان كي مون

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الى العودة بسرعة الى الحكم المدني في مصر، وقال للصحافيين في كوبنهاغن: «ينبغي العودة الى الحكم المدني بأسرع ما يمكن، تلبية لتطلعات الشعب»، مؤكداً أن الوضع في مصر لايزال غير مستقر وأن الحل لن يكون سوى بوقوف كافة القوى السياسية في صف واحد، مشدداً على ان أي تدخل عسكري «لا يتناسب مع المبادئ الديمقراطية».

الاتحاد الأوروبي

واعلن الاتحاد الاوروبي أمس ان ليس لديه معلومات حول مصير مرسي، داعياً الى حسن معاملته مع احترام حقوق الانسان لكنه امتنع عن وصف اطاحة الجيش به بالانقلاب.

وقال مايكل مان الناطق باسم وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون: «نحن لسنا بطبيعة الحال مع التدخل العسكري»، مضيفا «من المهم أن الجيش قال إنه تدخل تفادياً لحمام من الدماء».

واضاف: «من المهم قطعاً أن تعمل كل الاطراف معا من اجل السلام والعودة في اقرب وقت الى عملية انتقالية ديمقراطية». ودعت اشتون ليل الاربعاء ـ الخميس «كل الاطراف الى العودة بسرعة الى العملية الديمقراطية بما فيها اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية حرة ونزيهة».

ألمانيا

ومن بين المواقف الاوروبية، برز الموقف الألماني الذي كان الأكثر حدة، اذ اعتبرت الحكومة الألمانية أن «قيام القوات المسلحة المصرية بعزل الرئيس محمد مرسي وتعطيل الدستور أمر خطير»، مضيفةً أن «الخطوة التي تم بموجبها تعطيل النظام الديمقراطي من خلال الغاء الدستور لن تقدم حلولا طويلة الامد لمشاكل مصر الكبيرة».

بريطانيا

وشجب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس الإطاحة بمرسي باعتبارها شيئاً خطراً، لكنه أكد أن حكومة بلاده ستتعامل مع السلطة الجديدة في مصر. وقال هيغ: «نحن لا نؤيد

التدخلات العسكرية كوسيلة لحل النزاعات في ظل نظام ديمقراطي لأن القيام بذلك هو بالطبع سابقة خطيرة، فخلع رئيس اليوم من قبل الجيش يعني أن هناك امكانية لعزل رئيس آخر في المستقبل، وهذا شيء خطير». وقال: «نحن نعترف بالدول وليس الحكومات، ونعترف بدولة مصر وعلينا أن نعمل مع كل من هو في السلطة فيها».

موسكو وبكين

وفي موسكو، دعت وزارة الخارجية الروسية «جميع القوى السياسية في مصر» الى ضبط النفس» وأن «تؤكد من خلال الافعال رغبتها في حل المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية في إطار ديمقراطي، دون أعمال عنف ومع احترام مصالح جميع طبقات ومكونات المجتمع المصري».

من جهتها، اعلنت الصين تأييد «خيار الشعب المصري»، ودعت الى الحوار. كما عبرت عن الأمل في أن «يتفادى جميع الأطراف المعنيين في مصر اللجوء الى العنف وأن يتمكنوا من حلّ خلافاتهم من خلال الحوار والتشاور بهدف تحقيق المصالحة والاستقرار الاجتماعي».

إسرائيل

وتجنبت حكومة إسرائيل إظهار أي مشاعر بعد الإطاحة بمرسي. وامر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزراءه من التعليق على الأوضاع المصرية، الا ان ردود فعل بعض الشخصيات الإسرائيلية أظهر كالعادة تباينا في وجهات النظر.

تهليل عربي

ورحبت دول الخليج العربية بالإطاحة بمرسي. وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز اول القادة العرب الذين هنأوا الرئيس الانتقالي الجديد لمصر عدلي منصور حتى قبل ان يؤدي اليمين الدستورية. من جهتها، اعلنت قطر احد اكبر الداعمين لجماعة الاخوان المسلمين، استمرار دعمها لمصر أمس وهنأت منصور. وقال مصدر في وزارة الخارجية ان «قطر ستظل سنداً وداعما لمصر لتبقى قائدا ورائدا في العالمين العربي والإسلامي».

كما اشادت الامارات العربية المتحدة بالجيش المصري. ووجه رئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان برقية تهنئة الى منصور بعد أدائه اليمين أمس. وقال الشيخ خليفة: «تابعنا بكل تقدير وارتياح الاجماع الوطني الذي تشهده بلادكم الشقيقة والذي كان له الاثر البارز في خروج مصر من الأزمة التي واجهتها بصورة سلمية تحفظ مؤسساتها وتجسد حضارة مصر العريقة وتعزز دورها العربي والدولي».

وهنأ عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمس منصور، وأشاد بدور القوات المسلحة في ضمان استقرار مصر.

وهنأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الرئيس المصري الموقت، كما اكد عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني دعم المملكة لارادة الشعب المصري في برقية تهنئة ارسلها لمنصور.

وأشاد الرئيس عباس «بالدور الذي قامت به القوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق أول أحمد عبدالفتاح السيسي، في الحفاظ على أمن مصر ومنع انزلاقها إلى مصير مجهول». من جهته، عبر السودان عن امله في ان «يسود السلام والاستقرار» في مصر «الشقيقة».

الاتحاد الإفريقي

في غضون ذلك، قال مصدر كبير في الاتحاد الافريقي أمس إنه من المرجح أن يعلق الاتحاد مشاركة مصر في كل انشطته بعد أن عطل الجيش المصري الدستور وأطاح بمرسي. وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لـ»رويترز» إن أعضاء مجلس السلم والامن بالاتحاد سيجتمعون اليوم الجمعة وإن من المرجح أن يتخذوا الإجراء المعتاد في حالة تعطيل الحكم الدستوري في احدى الدول الاعضاء.

وأضاف: «نعتقد أننا سنتخذ الإجراء المعتاد وهو تعليق عضوية اي دولة تشهد تغييراً غير دستوري».

الجامعة العربية

 من ناحيتها، دعت جامعة الدول العربية، أمس، دول العالم والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية والإقليمية إلى تقديم الدعم إلى مصر وقياداتها، لإنجاز خطوات المرحلة الانتقالية الدقيقة ومساعدتها على تنفيذ خارطة المستقبل، التي توافقت عليها القوى الوطنية.

(عواصم ـ أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)