لم تنجح جماعة «الإخوان المسلمين» في حشد ملايينها في جمعة «الشعب يسترد ثورته» واكتفت بحشد الآلاف في القاهرة وعدة محافظات، على غرار الجمعة قبل الماضية، بينما تصاعد الانقسام داخل الجماعة حول انتهاج التهدئة أو الاستمرار في التصعيد.

Ad

فشلت جماعة "الإخوان المسلمين" في إحراج النظام أمس، بعدما اقتصرت فعاليات "الشعب يسترد ثورته" على تنظيم تظاهرات شارك فيها الآلاف في القاهرة وعدد من المحافظات، بعيداً عن طموح الجماعة في نزول الملايين إلى الشارع، في حين وقعت اشتباكات محدودة بين أنصار "الإخوان" وبين قوات الشرطة والأهالي، أسفرت عن خمسة قتلى.

واستبقت قوات الأمن تظاهرات الإخوان بإعلان حالة الاستنفار القصوى، والانتشار المكثف في ميادين القاهرة وعدة محافظات، وتحولت العاصمة إلى ثكنة عسكرية بعد أن أحكمت قوات الأمن سيطرتها على جميع الطرق المؤدية إليها، ما أجبر أنصار "الإخوان" على اللجوء إلى الشوارع الجانبية بعيداً عن الشوارع الرئيسية المؤدية إلى الميادين التي تتمركز فيها قوات الجيش والشرطة.

وخرج أنصار "الإخوان" في مسيرات، كان لافتاً مشاركة شباب الألتراس فيها، جابت شوارع القاهرة وعدة محافظات، بهتافات معارضة للنظام، ترفض ما وصفوه بـ"الانقلاب العسكري على السلطة الشرعية"، وسقوط قتيلين في محافظة الشرقية، وقتيل آخر في مدينة بورسعيد، بينما سمع دوي إطلاق نيران في مدينة "6 أكتوبر"، غربي القاهرة، أطلقتها قوات الشرطة لتفريق المتظاهرين.

وفي مدينة الإسكندرية الساحلية، أحكمت قوات الأمن قبضتها، بعد أن فرضت قوات الجيش والشرطة كردونات أمنية حول الأماكن الحيوية، في حين شهدت المساجد التي قررت "الجماعة" الخروج بالمسيرات من أمامها انحسارا شديدا في أعداد المتظاهرين بشكل ملحوظ ولافت للنظر، لأول مرة منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو الماضي.

 

قتيلا الغدر

 

وبينما قال مصدر مسؤول إن الأجهزة الأمنية تلقت معلومات تفيد بسعي أنصار "الإخوان" للاحتكاك بقوات الأمن واستفزازها، استيقظ المصريون صباح أمس على دوي إطلاق نار بشكل عشوائي تجاه نقطة شرطة "النزهة الجديدة" شرقي القاهرة، ما أسفر عن مقتل شرطي ومواطن، في حين أصيب شرطي آخر، وقال مصدر أمني مسؤول: "أجهزة البحث الجنائي تجري حالياً عملية تتبع للسيارتين اللتين تم إطلاق النيران منهما".

ولم يعترف "التحالف الوطني لدعم الشرعية" الذي تقوده جماعة "الإخوان"، بمحدودية الحشد في التظاهرات التي دعا إليها في جمعة "الحسم" و"الثورة الإسلامية"، وجدد دعوته إلى الدخول في عصيان مدني اعتباراً من أمس، كخطوة نحو إعادة نظام المعزول مرسي.

ووضح مدى تأثير الضربة الأمنية التي تلقتها جماعة "الإخوان"، على أداء أنصار الجماعة في التظاهر، وبدت التظاهرات بلا هدف ملموس أو طرح مطالب حقيقية، في ظل غياب قيادات الجماعة، وكان آخرهم محمد البلتاجي الذي تم القبض عليه أمس الأول، والذي تقرر حبسه 15 يوماً على ذمة التحقيق في تهم تتعلق بالتحريض على قتل المتظاهرين.

تظاهرات أنصار الجماعة، تأتي في وقت يسود الانقسام صفوف التنظيم على مستوى القيادة، بعدما قالت مصادر مطلعة إن "هناك تيارا يقوده القياديان محمد علي بشر وعمرو عزت، يهدف إلى التهدئة والمصالحة، بشرط الإفراج عن المعتقلين السياسيين، والسماح لحزب "الحرية والعدالة" بالعمل السياسي"، وهو ما يتفق مع مبادرة القيادي بالجماعة الإسلامية عبود الزمر، في حين تتمسك كوادر الجماعة في المحافظات فضلاً عن قيادات الجماعة المعتقلة بعدم التفاوض مع ما يصفونه بـ"سلطة الانقلاب"، متمسكين بالتصعيد واللجوء إلى سلاح الحشد.

 وأكدت مصادر أن تظاهرات الأمس ستحسم الصراع داخل الجماعة لمصلحة أحد التيارين، وإن رجحت أن ينتصر تيار المصالحة، خاصة في ظل تواضع التظاهرات.

في المقابل، قال عضو المكتب التنفيذي لشباب جبهة "الإنقاذ الوطني" حسام فودة إن "تظاهرات 30 أغسطس هي حلقة من حلقات مسلسل الجماعة الذي لم تتعلم منه، في إطار مساعيها للظهور بمظهر الجماعة المضطهدة، لكنها في الحقيقة تمارس القتل العمد للشعب، وهو ما يجعلها تشكل خطراً على الأمن القومي للبلاد، ويجب محاربتها".

 

صدقي في سيناء

 

في مشهد له دلالاته، تفقد رئيس أركان الجيش الفريق صدقي صبحي، بمرافقة رئيس الجيش الثاني الميداني اللواء أحمد وصفي، قوات الجيش في سيناء أثناء زيارة مفاجئة مساء أمس الأول.

وأكد صبحي، خلال تفقده لعناصر القوات المسلحة في العريش، على الروح المعنوية العالية التي تتمتع بها القوات المسلحة وحرصها الشديد في المضي قدماً، لتأمين سيناء وتطهيرها من البؤر الإجرامية والعناصر التكفيرية.

وشدد الفريق صبحي على أن القوات المسلحة حثت مؤسسة الرئاسة السابقة على تلبية مطالب الشعب، كما كانت القوات المسلحة أمينة في النصيحة وحذرت من أن الصراع السياسى سيقود مصر للدخول في نفق مظلم.