ماري تيريز: الاعتراف بالاختلاف بداية جديدة

نشر في 11-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 11-04-2013 | 00:01
No Image Caption
حاضرت عن الهويات الثقافية في جمعية الخريجين

ماري تيريز عبدالمسيح تحدثت عن «الهويات الثقافية»، مؤكدة أن الاعتراف بالاختلاف هو إحدى السمات المهمة التي تؤدي إلى المواءمة بين أفراد المجتمع، وبالتالي خلق نقطة التقاء جديدة.
ضمن فعاليات ملتقى الثلاثاء أقيم مساء أمس الأول في جمعية الخريجين محاضرة للأكاديمية والباحثة المصرية ماري تيريز عبدالمسيح خُصصت لمناقشة «الهوية الثقافية»، وشكرت تريز في البداية القائمين على تنظيم الملتقى وأبدت سعادتها بلقاء الجمهور لأول مرة في الكويت، متمنية أن تتواصل مع الحاضرين عن طريق حوار بناء وخلاق.

وأكدت في بداية حديثها أن عنوان الندوة هو «الهوية الثقافية عودة ومسار» بمعنى العودة إلى الجذور الثقافية والمسار نحو المستقبل، وأضافت: هناك فرضيتان مطروحتان من أجل تعريف الهوية أولاً فرضية العودة إلى الأصل وفرضية تشكل الثقافة القومية في مساراتها مما يؤدي إلى نقاط فرعية عن كيفية التفاعل مع الآخر ومتغيرات الهوية الثقافية في عالم المعرفة وعن هندسة اللغة والمسارات الثقافية، «ويرجع اختياري لموضوع الهوية لأنه مجال نشترك به جميعاً ويقلقنا كثيراً بسبب تهديد شبكات العولمة المتعددة الأقطار».

 

طبيعة الهوية

واستطردت تيريز موضحة أن الهدف من الفرضيات هو طرح النقاش حول طبيعة الهوية الثقافية خصوصاً ونحن الآن في أزمنة التحول، بحيث أن فرضية العودة إلى الأصل هي الهوية المتأصلة التي يتمسك بها القوميون والمتشددون وتُعد الآن جزءاً من السرديات الكبرى التي اتفق فيها المفكرون منذ الثمانينيات من القرن الماضي على نقدها سواء كانوا من مناصري ما بعد الحداثة في الشمال، أو من ما بعد الكولونيالية في الجنوب لتيقنهم لسلبيات الفكر الأحادي الكامل وراء السرديات الكبرى، وأكدت تريز أن القوميون والمتشددون انشغلوا بكيفية إدماج الكل في واحد متجاهلين التنوع الثقافي، وقالت: التحرر من الهيمنة الغربية لا يأتي بالهيمنة على الثقافة المحلية فالحرية هي الحق في مساواة الاختلاف فلا تعد المساواة والحقوق مسلمات جاهزة الصنع تتواجد بممارسة حرية التعبير والاعتراف بحق الاختلاف الذي يتطلب التفهم مع رؤى الغير والتفاعل معها.

كما أكدت تيريز أن هدف الاعتراف بالاختلاف هو إيجاد نقطة التقاء جديدة وبهذا الدور يتطلب إنماء سردية تتبنى الثقافة المحلية في تنوعها وأوجه تباينها ففي ذلك ما يثريها عن الساحة العالمية، وتابعت: سوف تغدوا تلك السردية مغايرة للسرديات الكبرى التي أفرزتها الأنظمة الشمولية والأصولية وما كان لها من عواقب لكون الأخيرة أحادية الهدف، أما السردية التي تتبنى احتواء التنوع بالهوية الثقافية فتُعد من السرديات اللازمة لتبني المشاريع الهادفة، حيث يتناقض هذا التوجه مع المفهوم القومي المنغلق.

 

مفهوم الدولة

وقالت تريز:علينا الوعي بالفرق البيّن بين مفهوم الدولة والجماعات المتشددة المحدود للهوية القومية والمفهوم الأكثر رحابة للهوية الثقافية، بحيث تتشكل الهوية القومية التي تسعى الدولة لفرضها لخدمة مشروعها السياسي.

من جانب آخر أكدت تيريز أن اللغة تعد أهم معالم الخصوصية الثقافية فهي وسيط التساؤل والاتصال في كل الوسائط الثقافية والمجالات العلمية ويعني ذلك استحالة إرجاع اللغة إلى أصول جذرية.

جدير بالذكر أن تريز أستاذة جامعية في الأدب الإنكليزي والمقارن في جامعة القاهرة وتعمل حالياً أستاذة في جامعةً الكويت، ومن مؤلّفاتها: قراءة عبر الثقافات في الأدب (1997؛ 2004)، صورة ثقافية بالكلمة والصورة (2001)، ثقافة وطنية: خيارات عالمية ودولية (2006؛ 2009)، وهي مترجمة، محرّرة، وناقدة فنية، وعضو في لجنة تحكيم الجوائز الوطنية للرواية والفنّ، وحاصلة على جائزة رواية اتّحاد الكتّاب وجائزة «ساويريس» للرواية.

كما أن تريز عضو للمجلس الاستشاري ومساعدة تحرير في «سي أل سي ويب: الأدب والثقافة المقارنة»،  وعضو اللجنة الاستشارية للمركز الوطني للترجمة، وعضو الشبكة الأوروبية لدراسات الأدب المقارن (أي أن سي أل)، وعضو جمعية الدولية للأدب المقارن (أي سي أل أي)، وعضو الجمعية الأمريكية للأدب المقارن والجمعية المصرية للأدب المقارن (أي أس سي أل) و اتّحاد الكتّاب المصري.

يذكر أن ملتقى الثلاثاء سيعقد في الأسبوع القادم احتفالية للروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد الذي يزور الكويت بعد غياب سنوات وستكون الأمسية  في الجمعية الثقافية النسائية في منطقة الخالدية نظراً لانشغال جمعية الخريجين بفعالية أخرى.

back to top