غريب هو كمّ التناقضات التي نعيشها يومياً، والأغرب هو دفاع الناس عن المتناقضين، وذاكرتهم قصيرة الأمد التي تأبى أن تجلد ذاتها، وتنتقد نفسها من باب "إذا حبتك عيني ما ضامك الدهر".

Ad

لا أعلم ما الذي دها البرتقاليين؛ ثوريين، ويساريين، معارضة حتى النخاع في الكويت، ينزلون إلى الشارع، يدافعون عن الحراك حتى في المجالات التي قد يكون بعض الأشخاص فيها مخطئاً حقاً، يسفهون الصراع الليبرالي-الإسلامي ويؤمنون أن السلطة هي الخصم اللدود الأول، أما الباقي فهو معارك جانبية، ليأتوا منظمين مجيشين ليدافعوا عن الرئيس المعزول د. محمد مرسي، غريب أمركم وعجيب فعلكم، ترددون كلمة الشرعية التي كررها مرسي في خطابه الهزيل أكثر مما رددها عشاق كاظم الساهر بأغنية "هل عندك شك؟".

يسمون الملايين الثلاثين وأكثر التي خرجت ضد حكم المرشد وضد التفرد بالسلطة بـ"الفلول" و"النفر" و"الغوغائيين" وهم أنفسهم من يخرج لأسباب أقل في الكويت، أعتقد أن العرق الذي يعلو جباههم نتيجة الضربة القاسية الموجعة لـ"إخوان" مصر قد تبخر خجلاً من تناقضاتهم وهم لم يخجلوا... أفلا تستحون؟

لمَ لم نسمع حججهم الواهية عندما وقف المشير طنطاوي ضد الرئيس الأسبق "حسني مبارك" ولم يصفوا الذي حدث بأنه انقلاب عسكري؟ لماذا لم يقولوا عن مجلس 2009 الذي يسمونه بمجلس "الإيداعات المليونية" إنه مجلس شرعي منتخب من قبل الشعب؟ أم أن الشرعية تتغير ما بين الحراك الكويتي والثورة المصرية؟

وبعد أن ينتهوا من تغريداتهم المزعجة حول مصر يسارعون لدعم مزيد من القتل في سورية من خلال تبرعات غير قانونية لا نعلم حقيقة أين تذهب ولمن تذهب؟

وينادون الغرب والدول الأوروبية والولايات المتحدة بتسليح الجيش الحر، وهم أنفسهم من كان يتهم الليبراليين والوطنيين بالفكر التغريبي والدعم الغربي، ويحاولون إجهاض الثورة البحرينية السلمية العظيمة باتهامات الدعم الخارجي!

وما يثير الاشمئزاز أكثر هو محاولات الكتل والتيارات المتحالفة مع "الإخوان" في الحراك الشعبي الحالي بمغازلتهم من خلال موضوع سورية وموضوع الشرعية المزعومة في مصر... أفلا يستحون؟!