• الرئيس الأميركي هاتف نظيره الإيراني وأكد إمكانية تجاوز «التاريخ الصعب»

Ad

• رئيس إيران يلقى استقبال الأبطال من مؤيديه... والأحذية والبيض من المحافظين

في ختام أسبوع دبلوماسي مكثف، توّج التقارب الأميركي - الإيراني باتصال تاريخي بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الإيراني حسن روحاني، أعلنه الأول وكشف محتواه الثاني، وتناول في مجمله المحاولات الجارية للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.

وفي إعلان صريح عن سقوط 35 عاماً من القطيعة بين البلدين، قال أوباما في تصريح صحافي في البيت الأبيض مساء أمس الأول: "تحدثت للتوِّ مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، وبحثنا في محاولاتنا الجارية للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني".

وأشار أوباما إلى أن هذه المكالمة، التي تلقاها روحاني وهو في طريقه إلى المطار مغادراً نيويورك، هي "أول اتصال بين الرئيسين الأميركي والإيراني منذ 1979 ما يدل على الريبة العميقة القائمة بين بلدينا"، إلا أنه اعتبر المحادثة، التي استغرقت 15 دقيقة وجاءت بعد ثلاثة أيام من لقاء لم يحصل بين الرئيسين في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، "تدل أيضاً على إمكانية تجاوز هذا التاريخ الصعب".

بدوره، كشف روحاني، الذي كتبت تحركاته وتصريحاته خلال الأسبوع الماضي في الأمم المتحدة، "نهاية أحد محرمات الثورة الإسلامية في 1979"، عن فحوى الاتصال غير المسبوق على هذا المستوى، مؤكداً أنه أبلغ أوباما أن "الموضوع النووي لا يتعلق بحقوق الشعب فحسب، بل إنه يرتبط بكبرياء وشموخ الإيرانيين أيضاً".

وأكد روحاني، في أول تصريح بعد عودته إلى طهران أنه تحدث مع أوباما "عن المفاوضات بين إيران ومجموعة (5+1)، وعن النافذة التي فتحت عبر الاجتماع الوزاري في نيويورك"، الذي أعلن فيه استئناف المفاوضات منتصف أكتوبر المقبل بجنيف.

وأوضح الرئيس الإيراني أنه اتفق مع نظيره الأميركي "على ضرورة الاستفادة من هذه الفرصة في التوصل إلى حل سريع" للأزمة النووية.

وبينما كشف مسؤول أميركي أن الإيرانيين هم من طلبوا الاتصال بالرئيس أوباما، أكد روحاني أن العكس هو الذي حصل، موضحاً: "كنا في الطريق إلى المطار حين أبلغت بأن البيت الأبيض اتصل بسفيرنا لدى الأمم المتحدة مؤكداً أن أوباما يريد محادثتي دقائق فوافقت على الأمر فوراً".

وأثار هذا التطور، الذي خُفّف إلى مجرد مكالمة هاتفية تجنباً لتداعيات الغضب الإسرائيلي من اللقاء المباشر بين روحاني وأوباما في نيويورك، ردود فعل كبيرة كان أقواها الانقسام داخل إيران، بين مؤيد ومعارض للانفتاح على العالم، في حين جاءت الردود الخارجية، كلها مرحبة في الإجمال.

وفي الوقت الذي اعتبرت فيه الصحف الإيرانية أن إدارة روحاني حققت اختراقاً كبيراً ووضعت "نهاية لأحد المحرمات التي تعود إلى 35 عاماً"، توافد المئات من أنصار روحاني على مطار طهران للاحتفاء واستقباله استقبال الأبطال، في حين هتف معارضوه من المحافظين "الموت لأميركا وإسرائيل"، قبل أن يلقوا الأحذية والبيض والحجارة على سيارته الرسمية عند مغادرتها المطار، ما اضطر الشرطة الإيرانية للتدخل بعد وقوع أحداث شغب بين الفريقين.

(واشنطن، طهران - أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)