مذبحة طائفية في حطلة وباريس تريد إحباط هجوم حلب

نشر في 13-06-2013 | 00:01
آخر تحديث 13-06-2013 | 00:01
No Image Caption
دمشق تشارك في مؤتمر «جنيف 2» بـ«مبادرة الأسد» ... وكيري وهيغ يبحثان تسليح المعارضة
شهدت بلدة حطلة في محافظة دير الزور أمس، مجزرة طائفية تمثلت بمقتل 60 شيعياً على الأقل، معظمهم مسلحون قتلوا على يد مقاتلين معارضين، بحسب المعارضة. جاء ذلك، في حين دعت باريس الى وقف الهجوم على حلب لإبقاء التوازن بين قوات النظام وقوات المعارضة قبل مؤتمر «جنيف 2».   

قتل  60 سورياً شيعياً أغلبهم من المسلحين في بلدة حطلة في محافظة دير الزور أمس الأول، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي عرض أشرطة مصورة اظهرت احتفال المقاتلين المعارضين، الذين ينتمون الى «لواء الصادق الأمين» بعد انتهائهم من مهاجمة البلدة، مستخدمين عبارات طائفية.

واتهم الموالون للنظام السوري «جبهة النصرة» بارتكاب مجزرة ضحاياها نساء وأطفال، فضلاً عن رجل دين وولديه.

وانتشر على مواقع الانترنت شريط فيديو يظهر أحد الشيوخ يتحدث خلال التظاهرة التي جرت أمام السفارة اللبنانية في الكويت مساء أمس الأول، ويعلن عما جرى في حطلة، متحدثاً عن «نحر» أحد رموز البلدة وولده.

وكان المرصد السوري أفاد بأن الاشتباكات اندلعت بين المسلحين من الطرفين، منذ يوم الاثنين الماضي، وذلك «إثر هجوم شنته الكتائب المقاتلة على بلدة حطلة في دير الزور» بعد شن المسلحين الشيعة هجوماً على مركز للمقاتلين. وقتل في الاشتباكات كذلك عشرة مقاتلين معارضين على الاقل.

في غضون ذلك، تقدمت القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد بحذر أمس، في حي وادي السايح في مدينة حمص وسط البلاد، وذلك بعد أقل من اسبوع من سيطرتها و»حزب الله» اللبناني على كامل منطقة القصير الاستراتيجية في ريف المحافظة، والتي شكلت لاكثر من عام معقلا اساسيا لمقاتلي المعارضة.

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن أن قوات الأسد «كانت موجودة في الحي خلال الفترة الماضية، لكنها لم تكن قادرة على التقدم بسبب وجود قناصة من المقاتلين المعارضين»، مشيراً الى أن الحي «يفصل بين حيي الخالدية وحمص القديمة»، وهما معقلان للمعارضة يحاصرهما النظام منذ أكثر من عام. واعتبر عبدالرحمن أن التقدم في الحي «يأتي ضمن محاولة للسيطرة على كامل مدينة حمص»، وأن سيطرة النظام على وادي السايح «تسهل سيطرته على احياء حمص القديمة والخالدية».

باريس

الى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أنه يجب وقف تقدم قوات الأسد المدعومة بعناصر من حزب الله باتجاه حلب بشمال البلاد، محذراً من أن ذلك قد يؤدي إلى مقاطعة المعارضة السورية لمؤتمر «جنيف 2».

وقال فابيوس: «يجب أن نتمكن من وقف هذا التقدم قبل حلب، إنها الهدف المقبل لحزب الله والإيرانيين»، وأضاف: «يجب إعادة التوازن» بين قوات النظام والمعارضة لأنه في حال لم تتم إعادة التوازن على الأرض لن يعقد مؤتمر جنيف لبحث الأزمة السورية، «فالمعارضة لن تقبل الحضور».

وأشار فابيوس الى أنه خلال الأسابيع الماضية، «تمكنت قوات بشار الأسد وخصوصا حزب الله والإيرانيين مع الأسلحة الروسية من السيطرة على أراض واسعة»، مشدداً على ضرورة تزويد مقاتلي المعارضة بالسلاح دون إرسال جنود فرنسيين الى هناك.  

المقداد

في سياق آخر، لفت نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد الى أن «الحكومة السورية ستنطلق من مبادرة الرئيس السوري بشار الأسد للحل السياسي خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي المزمع عقده قريبا في جنيف».

وأوضح المقداد أن «الحكومة السورية ستنطلق من مبادرة الأسد خاصة أولوية وقف العنف وما يرتبه من التزامات على المشاركين بما فيها آليات لضبط الحدود والإعلام لوقف التمويل والتسليح والتحريض». وأكد «تمسك بلاده بمشاركة إيران في مؤتمر جنيف كفريق فاعل يريد حل المشكلة وليست جزءاً من المشكلة، واطمئنان بلاده للعلاقة مع روسيا في كل المجالات بما في ذلك موضوع التسليح الذي تنظر اليه الحكومة السورية كحق غير قابل للنقاش».

لندن وواشنطن

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس، أنه سيبحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ملف الأزمة السورية يوم الاحد المقبل في لندن على هامش قمة مجموعة الثماني. وقال كاميرون أمام النواب البريطانيين «علينا استخدام قمة مجموعة الثماني (التي تنظم يومي 17 و18 يونيو في ايرلندا الشمالية) للضغط على كل الاطراف في سورية للتوصل الى مؤتمر السلام».

واستضافت العاصمة الأميركية واشنطن أمس لقاء بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ بعد اعلان الولايات المتحدة انها تدرس «الخيارات» لمساعدة المعارضة المسلحة في مواجهة التقدم الميداني للقوات النظامية.

وطلب الرئيس الأميركي باراك اوباما هذا الاسبوع من فريقه في مجلس الأمن القومي في البيت الابيض «درس كل الخيارات الممكنة التي تسمح لنا بتحقيق اهدافنا لمساعدة المعارضة»، وذلك قد يؤشر الى تبديل الولايات المتحدة موقفها من مسألة عدم تسليح مقاتلي المعارضة.

(دمشق، باريس، لندن ـــ أ ف ب، روينترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top